فى 22 أبريل سنة 1724 ولد الفيلسوف "إيمانويل كانط" فى مدينة كونجسبرج الألمانية.. كان والده يمارس صناعة السروج ومن أصل اسكتلندي. درس "كانت" فى معهد فردريك الفلسفة والرياضيات وعلم أصول الدين والفيزياء. وحصل على الدكتوراه في الفلسفة سنة 1755 وكان عنوان رسالته "في النار" وبعد ذلك رسالة أخرى عن "المبادئ الأساسية للمعرفة الميتافيزيقية". ثم أصبح أستاذا محاضرا خاصا في الجامعة يكافأ فقط بالرسوم التي يقرر الطلبة دفعها، ثم قرأ واطلع على مؤلفات نيوتن وهيوم وخصوصا مؤلفات الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو. وتدرج "كانط" في المناصب الجامعية فتولى عمادة كلية الآداب خمس مرات، وكان مديرا للجامعة مرتين وفي هذه الفترة أصدر أهم الأعمال الفلسفية في عصره كنقد "العقل الخالص"، و"نقد العقل العملي"، وعلى الرغم من فصاحته اشتهر "كانط" كمؤلف بالغموض وكانت كتبه مثالا على صعوبة الأداء ويبوسة العبارة. وفي سنة 1780 أصبح عضوا في مجلس الشيوخ الأكاديمي وبعد ذلك أصبح عضوا في الملكية للعلوم في برلين.. استمر في إلقاء المحاضرات في الجامعة وكتابة البحوث والمشاركة في المؤتمرات حتى بلغ سن الشيخوخة. كان "كانط" أحد رموز التنوير الكبار في عصر فردريك الثاني وأثرت فلسفته في أوساط المفكرين والأدباء وبعض الأوساط في إدارة الدولة، لأن فردريك الثاني كان مشجعا للعلم والثقافة وحرية الرأي. اهتم "كانط" بالمسألة الأخلاقية أكثر من غيره من الفلاسفة وربط بين السياسة والأخلاق وعارض المذهب الماكيافيلي، وكتب عن الأخلاق ثلاثة كتب وهي «تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق» ثم «نقد العقل العملي» وأخيرا «ميتافيزيقا الأخلاق» وحتى في كتابه الشهير نقد العقل الخالص يتناول موضوع الأخلاق فيه. توفى إيمانويل كانط في 12 شباط 1804 فودعت مدينة كونجسبرج فيلسوفها الكبير في مأتم مهيب ودفن في كاتدرائية كونجسبرج، وكتبت على قبره وعند تمثاله هذه العبارة الشهيرة من كتابه نقد العقل العملي: « شيئان يملآن قلبي بالإجلال والإعجاب المتجددين المتعاظمين على الدوام كلما أمعن التأمل فيهما: السماء المرصعة بالنجوم من فوقي والقانون الأخلاقي في داخلي ».