تتعدد المصادر التي يستلهم منها الفنانون التشكيليون موضوعات معارضهم، فمنهم من يختار الطبيعة وآخر يهيم بالإنسان والوجوه، وثالث يذهب في رحلات فنية مع الطريق، وغيرهم يختارون أشكالا مختلفة تلهمهم لإخراج إبداعاتهم على لوحات فنية مميزة. تلوث النيل وثورة يناير يقول الفنان محمد عبلة إن مصادر الإلهام عند الفنانين متغيرة حسب المرحلة العمرية والظروف الاقتصادية وغيرها، فالبعض يستلهم أعماله من الواقع، وآخرون من الخيال، وهناك من يمزج بين الاثنين. ويضيف عبلة: بالنسبة لى فإن السفر والحديث مع الناس والتجول في الشوارع أكثر مصادر إلهامى إلى جانب القراءة والأفلام والموسيقي، وهناك أفكار قوية ومهمة تجعل الفنان يعمل عليها ويقدم معارض كاملة عنها، ففى عام 1993 تأثرت بتلوث النيل، فقدمت معرضا كاملا بعنوان «قاع النيل»، كما قدمت معرضا أثناء ثورة يناير بعنوان «الطريق إلى التحرير». طريق أورويليوس أما الفنان والمثال نجيب معين فيقول إنه تأثر في معرضه الجديد ب"طريق أوريليوس" وحمل المعرض اسم الطريق، وضم نحو 15 عملًا نحتيًا باستخدام الخشب والحجر والرسم. وقال معين عن تجربته: "المعرض هو نتاج تفاعلي مع المحفز البصري والحضاري الذي تأثرت به، وأسرني بثرائه وتنوعه الثقافي خلال رحلتي على جنبات طريق "أوريليوس" وهو الطريق الذي كان يصل روما القديمة ومستعمراتها في الشمال، وكان حلقة الوصل بين ثقافات جنوب المتوسط وثقافات الشمال الأوروبي أضاف: كان سفري لإيطاليا بمثابة ميلاد لتجربتي النحتية، حيث وجدت هناك المكملات البصرية والثقافية لثقافة البحر المتوسط التي أنتمي إليها." في حضرة الحيوان واستلهم الفنان عادل السيوى أحدثه معارضه «في حضرة الحيوان» من علاقته الخاصة مع الحيوان، وضم المعرض 270عملا ما بين لوحات مفردة وأخرى تجميعية، وطبعات وحيدة، ورسومات تكشف أبعاد وملامح المسيرة التي قطعها الفنان مع تيمة الحيوان في الأعوام الستة الماضية بشكل خاص. قضى السيوى ست سنوات في العمل المتواصل مع الحيوان، تتبع خلالها التجلى الجسدى للحيوان، وعوالمه الداخلية، وتعارضات علاقته الغامضة بالإنسان. وكان الحيوان حاضرا في أعمال السيوي منذ معرضه الأول في مطلع الثمانينيات، وطوال رحلته في التشكيل كان يتبدى كحضور مفرد مرة هنا ومرة هناك. وكانت الكائنات التي يستدعيها آنذاك صامتة، وكأنها انتزعت من عالم الأحلام قططا وكلابا وطيورا وزواحف، وتظهر بصحبة البشر في مسيرتهم الوجودية، أو كما لو كانوا حراسا على أماكن، وأمناء على أسرار. أو كأيقونات قديمة نجت بفعل الصدفة وحدها. الطبيعة ملهمة أميرة مناح وفِي معرضها "لاند سكيب" اتخذت الفنانة التشكيلية أميرة مناح من الطبيعة ملهمًا لها، وعرضت الفنانة 25 لوحة من مجموعتها الفنية الجديدة التي تميل بطابعها إلى التجريدية التعبيرية، حيث جاءت الأعمال جياشة العواطف مفعمة بالألوان في تناول غير تقليدي لجمال وسحر الطبيعة. وتميزت اللوحات الجديدة للفنانة أميرة مناح بمجموعة لونية مشرقة ومفعمة بالتفائل والبهجة مستوحاة من ألوان الطبيعة، وطريقة الطرح من خلال أبعاد جمالية بحلول وصياغات استطاعت بكل سلاسة احتواء الواقع إبداعيًا رغم التحرر المتعمد من القوالب الكلاسيكية لتصوير المنظر الطبيعي وهذه العمدية قصدت منها اكساب المشهد أكثر من معانيه البصرية المحدودة، بُغية بناء أجواء أكثر رحابه قادرة على تحفيز المُتلقي وتشجيعه على الخيال.