بكل صغيرة وكبيرة تتأثر الحركة الجوية، فمن انتشار أمراض السارس وإنفلونزا الخنازير والطيور إلى حوادث الطائرات، تنقلب الأوضاع بالمطارات رأسًا على عقب، لكن سرعان ما تهدأ الأمور وتعود إلى حالتها الطبيعية، لأن السفر بالطائرات يعد أهم وسائل النقل الآمنة. القرارات السياسية لبعض الدول تؤدى بدورها إلى انخفاض حركة السفر، وبالتالى تتأثر الحركة السياحية، وهو ما حدث في مصر عقب سقوط الطائرة الروسية وتحطمها نهاية أكتوبر الماضى، عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ وتوقف حركة الطيران بين البلدين والتي من شأنها تأثرت السياحة في شرم الشيخ والغردقة، خصوصًا أن السياحة الروسية كانت تمثل نسبة 90٪ من الحركة السياحية في المدينتين وما تبعها من تحذيرات من بعض الدول الأجنبية ومنها بريطانيا لرعاياها من السفر. الأزمة تتزايد مع الخوف الذي يحاصر استثمارات الطيران المدنى والمنشآت السياحية التي تقدر بالمليارات، لكونها مهددة بالخسائر فهل من طوق نجاة ينقذها من محنتها الحالية في ظل وجود مسئولون مهمتهم الأساسية تنشيط الحركة السياحية لدعم الاقتصاد الوطنى والحفاظ على مكانة مصر الساحية التي لديها ثلث آثار العالم ومزارات سياحية تجذب أنظار العالم، ولكن للأسف لم يتم استغلالها بالشكل اللائق، وهذه مآساة أخرى، يجب مساءلة المسئولين على عدم تحركهم في استغلال كل هذه الثروات التي يندر وجودها في العالم. وتماشيًا مع الأزمات التي تسبب المشكلات وجود أحد المتهمين في تفجير الكنيسة البطرسية من العاملين بالمراقبة الجوية بالشركة المصرية للملاحة الجوية بالطيران المدني، وهذا أمر خطير لأنه حال ثبوت الاتهام عليه يحتم على المسئولين بفتح ملف جماعة الإخوان الإرهابية والمنتمين لها وضرورة استئصال هذا الكيان الشيطانى من كل مفاصل الطيران المدني. الطيران المدنى خط أحمر ولا يجب وجود إخوانى واحد في هذا المرفق الحيوى وبخاصة في مطار القاهرة الدولى والملاحة الجوية المسئولة عن الحركة الجوية في مطار القاهرة والمطارات الداخلية، وبعضهم وقعوا فريسة لأفكار القيادى الإخوانى مجدى عبد الهادى الهدامة، رئيس رابطة المراقبين الجويين في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وكانوا يتزعمون الوقفات الاحتجاجية والإضرابات والمطالب الفئوية، وكثيرًا ما تسببوا في ارتباك الحركة الجوية في مطار القاهرة وزادت هذه المشاهد قبيل ثورة يناير وبعد اعتلاء جماعة الإخوان الحكم تم مكافأته بتعيينه رئيسًا للشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، وبعد ثورة 30 يونيو تم الإطاحة به من منصبه تاركًا وراءه ذيوله في الملاحة الجوية. ومع اقتراب ذكرى ثورة يناير قام بعض المراقبين بالتجمهر أمام شركة الملاحة مطالبين بالإفراج عن زميلهم المتهم في تفجير الكنيسة البطرسية إضافة إلى المطالب المالية والإدارية في محاولة لاستعادة المشهد من جديد قبل أحداث يناير وعندما تم إخبارهم بالاتهام فضوا تجمهرهم خوفًا من المساءلة.. من هنا يجب إحكام السيطرة على المراقبة الجوية واقتلاع جذور الشر من جماعة الإخوان في كل الأنشطة وبخاصة الأنشطة الحيوية ومنها مهبط الطائرات الذي شهد استبعاد مجموعة منه ومنهم من كان مرشحًا لمنصب رئيس قطاع.. اليوم لابد من اتخاذ قرارات حاسمة بشأن العاملين الذين ينتمون للجماعة الإرهابية حرصًا على مصلحة الوطن.