"والله العظيم يا ابني أنا بموت في اليوم مليون مرة وأنا شايفة ابني الوحيد بيتعذب وتعبان ومش قادر يتكلم ولا يمشي ولا يعيش حياته زي أي شاب في عمره، فضلًا عن تدميره نفسيًا". بهذه الكلمات بدأت "فاطمة" والدة الشاب "محمد إسماعيل صديق"، مقيم بكفر أبو حسين التابع لمركز الزقازيق بالشرقية حديثها مع «فيتو» قائلة: "محمد ابني يبلغ من العمر 16 عامًا، مصاب بإعاقة جسدية منذ ولادته، وهو الولد الوحيد على تلات بنات، وكان الأمل الوحيد لوالده الذي يعمل ميكانيكي لدى صاحب ورشة سيارات بنطاق المركز كي يكون له سنده وضهره في الدنيا، لكنها إرادة ربنا". وتابعت الأم: "حاولنا ندخله مدرسة من صغره عشان يتعلم ويبقى حاجة كويسة نفتخر بيها ويخدم بلده، لكن للأسف مفيش مدرسة واحدة في الزقازيق رضيت به بسبب ظروفه المرضية"، مشيرة إلى أنهم أجريوا له عدة عمليات منها تطويل أوتار وعمليات في الحوض، وأنفقوا عليه كل ما يملكون لعلاجه ولم يعد لديهم سوى الدخل اليومي لوالده الذي لا ينام النهار والليل لتوفير مصاريف الأكل والشرب، والعلاج، فضلًا عن إيجار الشقة التي يسكنون بها. وأشار والده "إسماعيل" إلى أن روتين الحكومة ضاعف من معاناتهم بعد أن عاشوا رحلة عذاب طويلة للحصول على قرار علاج نجلهم على نفقة الدولة قائلًا: "عندما لجأنا إلى المجالس الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة والسكان وقدمنا تقريرًا بحالته، لم يرحمنا المسئولون ولم يرحموا صرخات ابني المستمرة، فلمدة شهور طويلة كنت أنا ووالدته كعب داير للحصول على قرار موافقة بالعلاج دون جدوى"، ويضيف: ما بين الروتين وتعنت الإجراءات دون أي مبررات الألم اعتصرني، ونعجز حتى الآن عن الوصول إلى حلول لمأساتنا". وأضاف والده: "لم يكن أمامنا سوى إيجاد بديل آخر لأن حالة نجلي محمد تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، إلا أن جاء أحد الأطباء في العيادات الخاصة وبث فينا روح الأمل من جديد، وأكد لنا أنه بإمكانه شفاء نجلي تمامًا عن طريق إجراء عملية تجعله يتحرك ويتكلم بشكل سليم بتكلفة لا تتجاوز 90 ألف جنيه". واستطرد قائلًا: "هو علشان احنا ناس غلابة وفقرا مش هنعرف نعالج ابننا؟ والله ده ما يرضي ربنا أبدًا.. منهم لله، ابني بيتعذب وبيموت كل يوم ومفيش إنسان حاسس بيه ولا بالعذاب اللي عايشينه". وناشد "إسماعيل" الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة ووزير الصحة وأصحاب القلوب الرحيمة بسرعة التدخل ومد يد العون له وإصدار قرار بعلاج ابنه على نفقة الدولة أو علاجه بأحد المستشفيات الخاصة حتى يمارس حياته الطبيعية قائلًا: "اعتبره ابنك يا ريس".