عم غريب: قضيت عمري فى البحث عن رزق الغيب لا اتخيل ان اكون شخصاً آخر غير صياد جوه بطن البحر، كنت صيادا فى اصعب الظروف التى مرت بها بلادنا، أثناء حربي الاستنزاف، واكتوبر المجيدة مع البحر والاسماك كانت حياته أطول بكثير من بقائه بجانب أسرته وأصدقائه؛ امتزجت فيها مشاعر الفرح بالحزن؛ والهزيمة بالصمود والانتصار؛ قدم خلالها للوطن مايراه من تضحية؛ إلا ان الحصاد بعد ذلك كان كرزقه لايعلمه إلا الله.. إنه الحاج غريب عطا -أحد كبار الصيادين في الإسماعيلية- الذي ساعد القوات المسلحة في زرع الألغام علي شاطئ قناة السويس. يحكي عم غريب ل «فيتو» قصته مع النضال ضد العدوان الاسرائيلي، قائلاً: قضيت عمري فى البحث عن الرزق الغيب لا اتخيل ان اكون شخصاً آخر غير صياد جوه بطن البحر، كنت صيادا فى اصعب الظروف التى مرت بها بلادنا، أثناء حربي الاستنزاف، واكتوبر المجيدة، وعلى الرغم من موقع الاسماعيلية الحدودى، كنا ننزل وقتها القنال، كنا نعلم كل كبيرة وصغيرة عن مياهها. ويضيف: قررنا انا ومجموعة من الصيادين أن يكون لنا دور وطني مع قواتنا المسلحة من خلال العمل النضالي، فكان من مهمتنا زرع اللغم على شط القنال، وكنا ننزل البحر «ساعة الصفر»، لتواجدنا الدائم فى البحر حيث لم نكن محل ريبة، وكنا ننقل الاخبار ونرصد حركة الاعداء لحظة بلحظة. وفي حسرة تثير التعاطف، يكمل عم غريب قائلاً: كانت وقتها اسرائيل على الضفة الشرقية للقناة والآن تبدل الحال تماما حررت سيناء واصبحت القناة آمنة تماما ليتم منعنا من نزول مياهها، المسئولون أصدروا قرارا بمنع الصيد ليلا، وأن يكون الصيد في الصباح من منطقة الشمندورة الى الضفة الغربية فقط، ومن يخالف ذلك يتم إيقافه 6 أشهر وتغريمه 500 جنيه ومصادرة المراكب. وتساءل: كيف يتم تسريح ما يقرب من 1500 مركب فى هذه المساحة بسبب القرارات؟ إنها رسالة ابعث بها الى القوات المسلحة وتحديدا قيادات الجيش الثانى الميدانى، أقول فيها لهم ان هؤلا الصيادين هم عيون الجيش داخل البحر، نحن من نقوم بالقبض على المتسللين عبر القناة، ونحن من نمسك بأجولة المخدرات المهربة بأنواعه، ونسلمها الى الجهات المختصة، أصبحت لنا قدرة في التمييز بين الصياد والمتسلل عبر البحر الذي هو حياتنا، ولا نريد أن نلحق به أي ضرر، أو الإساءة إليه، لأنه مصدر رزقنا الذي نطالب قيادات الجيش الثانى، بإصدار أمر بعودة الصيادين إليه مرة أخرى لتوفير مصدر رزقهم.