رائد من رواد الحركة الوطنية في مصر في أربعينيات القرن الماضي، يساري فذ، وصوفي مقرب، وقع على عاتقه تحرير الوطن والإنسان، خاض حربا ضروس لإعلاء قيم الديمقراطية والعدالة فاستحق أن يلقب ب« فارس الديمقراطية»، لقبه عبد الناصر ب«الصاغ الأحمر»، لإيمانه بالأفكار الشيوعية الماركسية، يعتبره الكثير من المثقفين آخر قطفة من جيل الرجال المحترمين في مصر. إنه خالد محيي الدين. العودة إلى الثكنات خالد محيي الدين، مؤسس حزب التجمع الوحدوي التقدمي، ذات التوجه الشيوعي ورئيسه حتى اعتزل العمل العام، والحاصل على قلادة النيل، وأحد قادة ثورة 23 يوليو، كان من أبرز الشخصيات في تنظيم الضباط الأحرار، عقب الثورة دعا «محيي الدين» الضباط للعودة إلى ثكناتهم العسكرية لإفساح مجال لإرساء قواعد حكم ديمقراطي، وهنا نشب خلاف بينه وبين جمال عبدالناصر ومعظم أعضاء مجلس قيادة الثورة استقال على إثره من المجلس، وقرر بعدها السفر إلى سويسرا. نشأته الصوفية ترعرع في جو صوفي نقشبندي، فأجداده وأهله كانوا شيوخًا في هذه الطريقة الصوفية التي لها جذور كثيرة في الدول العربية، فجده لأمه هو الشيخ الخليفة محمد عاشق وله في المنزل مسجد، يقول الصاغ الأحمر: «إن التصوف نوع من الجانب الأخلاقي الخاص بالشخص واللي بيعمله.. الكل متدين وكله بيصلي لكن التصوف بيديله رحيق ثاني لأنه مبني على محبة وأخوة وأن الإنسان مالوش غرض، بيعمل كده مش علشان إنه يخش الجنة لا علشان يرضي نفسه ويرضي الله». انضمامه للإخوان المسلمين انضم خالد محيي الدين إلى جماعة الإخوان عام 1945، أي قبل قيام تنظيم الضباط الأحرار، وكان معه كلا من الضباط جمال عبدالناصر، وكمال الدين حسين، وعبداللطيف البغدادي، وحسن إبراهيم، ولكن سرعان ما انفضت هذه المجموعة بعد حرب فلسطين عن الإخوان، بعدما تعثرت العلاقات، وبخاصة أن انضمام الضباط للجماعة وفقا لما جاء في مذكرات سامي شرف، مدير مكتب سامي شرف، هي حاجتهم إلى قوة دفع من جماعة سياسية قوية تساندها وتحمي ضباطها في حالة وقوع أية علميات قبض أو فصل من الخدمة أو ما إلى ذلك تعسفية. التحول إلى الشيوعية ترك الضابط اليساري جماعة الإخوان، وانضم إلى تنظيم «حدتو» الشيوعي، أو ما يطلق عليه "الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني" كما كان جمال عبدالناصر على اتصال، بهذا التنظيم الشيوعي، وذلك عن طريق القاضي أحمد فؤاد، الذي ظل على اتصال بتنظيم الضباط الأحرار، آمن بالأفكار الماكسية وأيقن أن السياسة علم لها قوانين ولها قواعد. تأسيس حزب التجمع عقب تولى الرئيس محمد أنور السادات، وحل الاتحاد الاشتراكي العربي، وإعلانه عن تأسيس المنابر الثلاث عام 1976م، أسس خالد محيي الدين حزب التجمع الوطني الوحدوي التقدمي، ذات التوجه الشيوعي، وظل رئيسه إلى أن تولى الدكتور رفعت السعيد رئاسة الحزب، وظل «محيي الدين» الرئيس الروحي للحزب حتى الآن.