بقلب صوفى الهوى، عامر بالإيمان بربه، ظل يتقلب بين أنماط وقوالب السياسة، تارة يتقرب للشيوعية، وتارة أخرى نحو الإخوان المسلمين، وتارة ثالثة يتخذ من الاشتراكية منهجاً، ولكن ظل خالد محيى الدين، زعيم حزب التجمع ومؤسسه، يسارياً محافظاً على الصوفية التى نشأ فيها، صوفياً نقشبندياً، فأجداده وأهله كانوا شيوخاً فى هذه الطريقة الصوفية التى لها جذور كثيرة فى الدول العربية، فجده لأمه هو الشيخ الخليفة محمد عاشق. «محيى الدين»، أحد الضباط الأحرار الذين قادوا حركة الإطاحة بالملك، فيما عُرف بثورة 23 يوليو، وُلد فى كفر شكر فى محافظة القليوبية عام 1922، وتخرج من الكلية الحربية عام 1940، وفى 1944 انضم لتنظيم الضباط، وبعد الثورة أصبح عضواً بمجلس قيادة الثورة. تأثر «محيى الدين» بشدة برفيق دربه الضابط عثمان فوزى الماركسى الذى أثّر فى قراءاته الماركسية اليسارية فيما بعد. ثمة خلاف نشب بين «الصاغ الأحمر» وعبدالناصر على إرساء قواعد الديمقراطية بعد عامين من الثورة، وضرورة عودة الجيش لثكناته، ولكن لم يمكث كثيراً حتى قدم استقالته من مجلس قيادة الثورة، ورحل عن البلاد إلى سويسرا تحت وطأة الضغط من جانب الرئيس وقيادة البلاد السياسية التى لم تكن ترغب فى وجود أى تعددية سياسية حينها. كانت خطوة تأسيس حزب التجمع فاصلة فى حياته، وهو الذى استقر به المقام داخله حتى اعتزاله العمل السياسى، الذى يحتفل اليوم بمرور 40 عاماً على تأسيسه، وكان يسعى ليكون بوتقة تضم الاشتراكيين والشيوعيين والناصريين والقوميين وبعض الليبراليين.