خالد مُحيي الدين أبرز أعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952 والزعيم التاريخي لحزب التجمع ، ضابط سابق في الجيش المصري إبان العصر الملكي وأحد الضباط الأحرار، وعضو سابق في مجلس الشعب المصري، ذو فكر يساري ديمقراطي ، وهو مؤسس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي حتى اعتزاله العمل العام. ولد خالد محيي الدين في كفر شكر في محافظة القليوبية 17 أغسطس عام 1922. تخرج من الكلية الحربية عام 1940، وفي 1944 أصبح أحد الضباط الذين عرفوا باسم تنظيم الضباط الأحرار والذين قاموا بثورة على حكم الملك فاروق سنة 1952، وكان وقتها برتبة صاغ ، ثم أصبح عضوا في مجلس قيادة الثورة، حصل على بكالوريوس التجارة عام 1951 مثل كثير من الضباط الذين سعوا للحصول على شهادات علمية في علوم مدنية بعد الثورة وتقلدوا مناصب إدارية مدنية في الدولة. وصفه جمال عبدالناصر بالصاغ الأحمر في إشارة إلى توجهات محيى الدين اليسارية وحينما دعا الصاغُ خالد محيي الدين رفاقَه في مارس 1954 إلى العودة لثكناتهم العسكرية لإفساح مجال لإرساء قواعد حكم ديمقراطي نشب خلاف بينه وبين جمال عبدالناصر ومعظم أعضاء مجلس قيادة الثورة استقال على إثره من المجلس، وآثر الابتعاد إلى سويسرا لبعض الوقت. بعد عودته إلى مصر ترشح في انتخابات مجلس الأمة عن دائرة كفر شكر عام 1957 وفاز في تلك الانتخابات، ثم أسس أول جريدة مسائية في العصر الجمهوري وهي جريدة المساء ، وشغل منصب أول رئيس للجنة الخاصة التي شكلها مجلس الأمة في مطلع الستينيات لحل مشاكل أهالي النوبة أثناء التهجير. تولى خالد محيي الدين رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير دار أخبار اليوم خلال عامي 1964 و1965، وهو أحد مؤسسي مجلس السلام العالمي، ورئيس منطقة الشرق الأوسط، ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح ، حصل على جائزة لينين للسلام عام 1970 وأسس حزب التجمع العربي الوحدوي في 10 أبريل 1976. اتهمه الرئيس السادات بالعمالة لموسكو، وهي تهمة كانت توجه للعديد من اليساريين العرب في حقبتي السبعينيات والثمانينيات ، وفى السنوات التي سبقت اعتزاله السياسي أبى المشاركة في انتخابات رئاسية مزمعة في مصر ليقينه بأن الانتخابات لن تكون نزيهة وأن مشاركته ستستخدم لتبرير شرعية الرئيس مبارك. يرى البعض في تخليه طوعا عن قيادة حزب التجمع مثالا للحكومة والمعارضة في أهمية التغيير وتداول السلطة ، كان عضوا في مجلس الشعب المصري منذ عام 1990 حتى عام 2005 حينما خسر أمام مرشح الاخوان المسلمين. وطالب خالد محيى الدين، زعيم حزب التجمع الأعضاء بتحمل مسئولياتهم، بلا حدود لمواجهة ما وصفه ب «طغيان الحكم المتأسلم»، والسعى مع الجماهير لاستعادة الثورة وتحقيق أهدافها. ودعا محيى الدين فى رسالته للمؤتمر العام السابع للحزب أن الحزب يسعى مع كل أحزاب وفصائل اليسار، للعمل من أجل الفقراء الذين ثاروا مطالبين بالخبز وحق العمل والحياة الإنسانية. ورأى زعيم التجمع أن مصر تمر بمحنة حقيقية، فى ظل ظروف بالغة التعقيد تحت حكم الإخوان، القائم على الإقصاء والاستبعاد وعلى دستور غير مقبول من كل القوى السياسية، وقانون انتخاب إخوانى، وحكومة غير قادرة على تحقيق أى مطلب حقيقى من مطالب الشعب. وحذر “,”محيى الدين“,” أعضاء الحزب من معالجة خلافاتهم بأسلوب يستغله البعض بسوء نية، للتشهير بالتجمع وبقياداته، وقال إن صيغة التجمع منذ تأسيسه سمحت بوجود تيارات وطنية متعددة، ومدارس فكرية متنوعة، وآراء متباينة، تجاورت وتحاورت دون صدام لمواجهة سياسات الحكم والنهوض بالمسؤولية تجاه الوطن والشعب. وحيا زعيم التجمع قادة الحزب الأوائل، أمثال الدكتور فؤاد مرسى، والدكتور إسماعيل صبرى عبدالله، وكمال رفعت، ومحمد سيد أحمد، ومحمد أحمد خلف الله، وصبرى صبرى، الذين قال إنهم نجحوا رغم تنوع منابعهم الفكرية، واجتهاداتهم المختلفة، فى أن يقدموا للشعب أول حزب علنى لليسار قادر على الحياة والصمود فى وجه العواصف. نشر مذكراته في كتاب بعنوان “,”الآن أتكلم“,”.