عائلات من تجمع عرب الكعابنة تعتمد على تربية الأغنام وتعيش حياة بدائية في بيوت من الصفيح وخيام تواجه منذ 3 سنوات تصاعدا في اعتداءات المستوطنين مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: سُجل 740 هجوما لمستوطنين بالضفة الغربية في النصف الأول من 2025، ما أثر على أكثر من 200 تجمع فلسطيني لنحو ربع قرن تسكن 16 عائلة فلسطينية بدوية من عرب الكعابنة قرب بلدة مخماس شرق رام الله وسط الضفة الغربيةالمحتلة، غير أن وجودها مهدد اليوم بفعل اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين المتواصلة. وتعتمد العائلات على تربية الأغنام وتعيش حياة بدائية في بيوت من الصفيح وخيام وتقول إنها منذ 3 سنوات تواجه تصاعدا في اعتداءات المستوطنين المتطرفين، وهو ما جعل حياتهم صعبة للغاية. ومع بدء إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، باتت حياة تلك العائلات شرقي رام الله غاية في الصعوبة، بحسب يوسف كعابنة أحد سكان التجمع للأناضول. وقال كعابنة: "نحن 16 عائلة بواقع 59 نفرا نعيش في التجمع البدوي القريب من بلدة مخماس منذ 25 عاما، ونعتمد على تربية الأغنام". ** اعتداءات بحماية الشرطة والجيش وأضاف المواطن الفلسطيني: "بعد 7 أكتوبر 2023 تصاعدت اعتداءات المستوطنين بشكل كبير، سيطروا على المراعي وأغلقوها أمامنا". وأردف: "لم يكتفوا بذلك، بل يمارسون اعتداءات يومية مثل سرقة أغنام، واعتداء على المنازل، ويؤدون طقوسا دينية وسط التجمع ثم ينتشروا بين البيوت معتدين عليها، في ترويع للسكان والأطفال". كعابنة لفت إلى أن هذه الاعتداءات تتم بحماية من الشرطة والجيش الإسرائيليين. وتابع: "نتصل بالشرطة تقول سنرسل الجيش، يأتي الجيش بعد ساعتين يكون الاعتداء قد انتهى، وكثيرا ما يغادر المستوطنون التجمع بعد اتصال يأتيهم، وذلك قبيل وصول الجيش، وكأنه تنسيق بينهم". وزاد أن المستوطنين "يسرقون الأغنام تحت أنظار الجيش دون أن يحرك ساكنا". ويأمل كعابنة وسكان التجمع أن لا يجبروا على الرحيل بفعل تصاعد الاعتداءات، لكنه يجد نفسه وحيدا في مواجهة المستوطنين المدعومين من الحكومة الإسرائيلية. ** 740 اعتداء في 6 شهور ووفق تقرير لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، سُجل 740 هجوما لمستوطنين بالضفة الغربيةالمحتلة في النصف الأول من 2025، ما أثر على أكثر من 200 تجمع فلسطيني. ووفقا للتقرير، فإن يونيو الماضي شهد إصابة 95 فلسطينيا جراء هجمات المستوطنين بالضفة الغربية، ليكون المعدل الأعلى في السنوات العشرين الماضية، بواقع 3 أشخاص يوميا. ومع بدء الإبادة بغزة وتصعيد إسرائيل عدوانها بالضفة الغربية، تشير بيانات سابقة لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الحكومية الفلسطينية، إلى أن اعتداءات المستوطنين والجيش الإسرائيلي أدت إلى رحيل نحو 30 تجمعا بدويا فلسطينيا. وفجر الجمعة، أجبرت 50 عائلة من تجمع المليحات شرقي الضفة الغربية على الرحيل قسرا بفعل هجمات المستوطنين، بحسب منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو. وبين حسن مليحات المشرف العام على "البيدر" في بيان، أن التهجير جاء "بعدما نصب مستوطنون عددا من البؤر الاستيطانية، إحداها نُصبت بشكل مباشر أمام التجمع (في إشارة لتواجد البدو الفلسطينيين من عرب المليحات في مكان واحد)". وبين أن السكان "رحلوا بعد أن قاوموا المستوطنين والاحتلال على مدى 3 سنوات دون مساندة أحد"، على حد قوله. وفي السياق، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، إن إجبار العائلات في تجمع عرب المليحات على النزوح عن مناطق سكناهم "يأتي ضمن خطة استعمارية أوسع، تنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن "اضطرار العائلات إلى النزوح قسرا جاء تحت ضغط وإرهاب المستعمرين (المستوطنين) المسلحين وبحماية من جيش الاحتلال". وتابع شعبان: "سبق أن حذرنا مرارا، ونؤكد اليوم أن على الجميع من فصائل ومؤسسات وعائلات، التحرك العاجل وعدم ترك التجمعات البدوية وحدها". ويذكر أن تصعيد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بالضفة، بما فيها القدسالشرقية، أدى إلى مقتل 989 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية. ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 192 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.