بعد حدوث نسبة 1% حالات وفاة بين مرضى فيروس C بعد تناولهم عقار «سوفالدي» وحدوث انتكاسة لنسبة أخرى، كان لا بد من وقفه تأمل لفحص هذا العقار. وبعد مراجعة التاريخ المرضي لهؤلاء المرضى وجدنا أن السبب هو أن أغلبهم كان يعاني من تليف كبدي متقدم، فبذلك حدث لهم مشاكل صحية أودت بحياتهم بعد تناول العقار. من هنا كانت البداية، فسوء اختيار المرضى كان من أهم أسباب هذه المشكلات، فاختيار المرضي ممن يعانون من تليف الكبد كان هو السبب، حيث تحدث مضاعفات من التليف مثل حدوث دوالي المريء وقيء دموي، ومن الممكن حدوث استسقاء بالبطن؛ فلذلك يجب الإشارة إلى أن عقار «السوفالدي» وغيره من الأدوية الجديدة التي طُرحت بالأسواق لعلاج الالتهاب الكبدي الوبائي تقضي على الفيروس فقط المسبب لتليف الكبد وليس لعلاج التليف. وللعلم فإن «سوفالدي» عقار قوي، إذا تم تناوله دون ربط دوالي المريء فإنه يفتح الدوالي التي تنزف قيئًا، ومن ثم يدخل المريض في غيبوبة بعدها. فالعيب ليس في «سوفالدي»، ولكن في عدم الاستخدام الصحيح له، فلابد أن يؤخذ لمدة ستة شهور وليس ثلاثة؛ لأن الفيروس ينشط مرة أخرى بعد انتهاء مفعول الدواء، ولا بد من اختيار المرضى ممن لا يعانون من تليف متقدم لأفضل النتائج دون أي مضاعفات، ولابد من التخلص من جميع الأدوات الشخصية مثل قصافة الأظافر وماكينة الحلاقة وفرشاة الأسنان وماكينة وفرشاة الشعر، حتى الفوطة والملابس الداخلية، وإعدامها تمامًا لمنع حدوث الانتكاسة. أما عن الأدوية الجديدة غير «سوفالدي» التي طُرحت في الأسواق مثل عقار أوليسيو وديكلانزا وهارفوني، فهي أحدثت ثوره في علاج الالتهاب الكبدي الوبائي لأن الأعراض الجانبية لها بسيطة مثل صداع وإرهاق خفيف ونوبة إسهال وأرق، كما أن تقارب نسبة الشفاء لهذه الأدوية يصل إلى 90%. فعقار «الأوليسيو» يتم تناوله مع «سوفالدي» لمدة 8: 12 أسبوعًا، وعيبه أنه يتفاعل مع أدوية الضغط والسكر والقلب. وعقار «الدكلانزا» الذي يُستخدم في علاج الحالات المتقدمة ويستخدم مع «سوفالدي» لمدة 12 أسبوعًا في علاج جميع حالات الإصابة بالفيروس وحالات قصور وظائف الكلى، وسعره 1315 جنيه، فهو يعمل على إحباط إنزيم من إنزيمات التكاثر ويتم أخذه بجرعة 100 مجم، وتحقيق نسبة شفاء تقترب من 100%. أما عقار«الهارفوني» يفيد جميع الأعمار وتقترب نتائجه من 100%، لكن لابد اختيار المريض دون تليف متقدم أو استسقاء. هذه الأدوية الجديدة لعلاج فيروس C تحقق نسبة شفاء قد تصل إلى 95%، ونسبة الانتكاسة لا تتجاوز 5%، وهذا يُعد ثورة في علاج الالتهاب الكبدي الوبائي.