دعا الشيخ نشأت زارع، خطيب الجمعة بمسجد قرية سنفا التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، للمشاركة الإيجابية في كل شئون الحياة، وأخطر برلمان في تاريخ مصر الحديث، واختيار أصحاب الكفاءات والخبرة واحترام الوطن والمواطنة. وقال "زارع": "عليك أن تذهب وتفرز وتنتقي الأصلح لبلدك"، جاء ذلك خلال خطبة اليوم بعنوان "العام الهجري الجديد - المشاركة والإيجابية". وذكر أنه من أهم دروس الهجرة التي يجب أن تترسخ في أذهان العرب والمسلمين، أن النجاح يحتاج إلى جهد وجهاد، وبذل تضحية، وعزيمة قوية ومواظبة لا تعرف الملل، وبحث دائم لا يتوقف عن مصادر القوة، وإعمال العقل للوصول إلى أعلى درجات الحكمة والصواب في اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى توقع المخاطر والصعوبات، ووضع الخطط للتغلب عليها. وأشار زارع، في خطبة اليوم إلى غزوة أحد، وتعرض المسلمين لهزيمة قاسية، وهم الصحابة وفيهم الرسول القائد، صلى الله عليه وسلم، وقتل منهم سبعون شهيدًا، منهم حمزة ومصعب وأنس بن النضر، وخيار الصحابة، والمرافقة العجيبة أن خصومهم كانوا كفارًا ومشركين من عبدة الأوثان، ليعلم المسلمون في كل وقت وفي كل مكان أنهم معرضون للهزيمة والفشل؛ بسبب عدم القدرة على الأخذ بالأسباب، وعدم اتخاذ كل الإجراءات التي تكفل القرارات الصائبة، والحكمة. وتابع: "على المسلمين أن يستعينوا بأصحاب الخبرة والكفاءة في كل مجالات الحياة، دون النظر إلى العقائد، ولذلك سيدنا عمر بالفعل نفذ هذه الثقافة فاستفاد من خبرة أهل فارس في بناء الدولة، وأخذ منهم فكرة الجند والدواوين والمرتبات والإحصاء". وأوضح زارع في خطبته، أن من دروس الهجرة لا نغفل دور المرأة، فالمرأة لها دور كبير منذ فجر الدعوة الإسلامية، فأول من آمن بالنبى امرأة هي السيدة خديجة وأول شهيدة كانت امرأة، والمرأة كانت تحارب وتشهد الحروب بل تدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الهجرة دور أسماء بنت أبي بكر التي كانت تقوم بتوصيل الطعام إلى الغار والمعلومات. وأكد زارع، أن من دروس الهجرة التي طبقها النبي ونحن أحوج الآن لها لتطبيقها في كل عالمنا الإسلامي ثقافة المواطنة، فالنبي صلى الله عليه وسلم طبق في المدينة قانون المواطنة بمبدأ الدين لله والوطن والتعايش للجميع، ونص ذلك في وثيقة المدينة باتفاقات بين أهل المدينة جميعا، رغم أن في المدينة المسلم واليهودي والنصراني والمشرك والصابئي، ومع ذلك الوطن للجميع ما أحوجنا اليوم لنفعل ذلك، فهو الأمان لاستقرار الأوطان؛ لأن الطائفية والمذهبية سرطان في الأوطان، وهناك دول خربت بسبب الطائفية والعنصرية والاستعلاء. واختتم زارع خطبته بقوله: "الشيخ محمد الغزالى صدق وهو يقول لقد تأملت تاريخ هذه الأمة طويلا فوجدت أنها لا تصاب من الخارج قبل أن تصاب من الداخل، فكيف نسيء ونطلب من الله الإحسان وكيف ننهزم ونطلب من الله النصر؟".