لم يكن حادث الاعتداء على الصحفيين أمام مكتب الإرشاد، مساء أمس الأحد، الأول من نوعه، ولن يكن الأخير بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين، التى تعتبر ذلك العنف منهجًا وشرعًا للوصول إلى ما تريده. فقد أخطأ المتظاهرون حينما ظنوا أن كل شىء تغير بعد ثورة 25 يناير، وأن بإمكانهم أن يقفوا أمام مقر الإرشاد فى مظاهرة سلمية، مكتفيين ببعض رسومات الجرافيتى على الجدران كنوع من الاعتراض، فما كان من شباب الجماعة إلا أن انهالوا عليهم ضربًا، أمام صمت ملحوظ من قوات الأمن التى كانت فى موقف المتفرج على ما يحدث. ومنذ عدة أشهر، ثار المتظاهرون بعد صدور الإعلان الدستورى الذى وضع الرئيس فوق السلطات، وذهبوا للاحتجاج أمام قصر الاتحادية، فأرسلت جماعة الإخوان المسلمين رجالها لكى ينهوا اعتصام هؤلاء ووقعت أحداث الأربعاء الدامى، الذى راح ضحيته 6 أشخاص، ولحقهم الصحفى الحسينى أبوضيف، تلك الأحداث فسرتها الدكتور هبة العيسوى أستاذ الأمراض النفسية، بجامعة عين شمس، بأنها نوع من "العنف التهديدى" لإرهاب المعارضين لهم بالسلاح للضغط عليهم وتغيير أيديولوجيتهم. وأوضحت الدكتورة "هبة" أن رجال وشباب جماعة الإخوان يتعرضون ل"غسيل مخ"، وهم على قدر متوسط من التعليم والذكاء. وأضافت "العيسوى"، أن الجماعة تحرك هؤلاء عن طريق التقرب لهم لفترة طويلة والتعرف على مشاكلهم والعمل على حلها إلى أن يشعر بالأخوة، وعندما تجد هذه المجموعة أن هناك من يهدد قاداتها، لا يكون أمامهم سوى التضامن معهم ومحاولة رد الجميل لهم. وقالت إن من قاموا بالاعتداء على المتظاهرين، سواء فى المقطم أو الاتحادية ليسوا مأمورين باستخدام العنف، ولكن لديهم الحافز للضرب والقتل من أجل أصحاب الفضل عليهم، وكل هذا يتم رغم عدم وجود أمر مباشر بالضرب أو القتل، ولكن الجماعة قد وفرت لهم كل السبل والتدريب القتالى. وتاريخ جماعة الإخوان ملىء بالعنف منذ أن أنشاء مؤسسها حسن البنا التنظيم الخاص وتخلصت من كل من اعترض سبيلها بدءا من النقراشى باشا رئيس وزراء مصر، ومرورا بقتل أحد أعضائهم وهو السيد فايز، ومحاولة اغتيال عبدالناصر وحتى الجماعات التى خرجت من رحمها، والتى حملت السلاح جهارا مثل الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد، ورغم أن الإخوان أعلنوا التوبة، وأنهم لن يرفعوا السلاح إلا فى وجه العدو الصهيونى، إلا أن الدكتورة "هبة" أوضحت أن حامل السلاح فى الإخوان ليس مجرماً بطبعه، ولكن السلوك الإجرامى فرض عليه، وإذا أتته تعليمات من القيادة تقول له بأن ذلك حرام ولا يصح ولا يجوز وخطأ شرعى، سيتوقف العنف، ماعدا القلة التى لديها رواسب إجرامية أو لديها شخصية مضادة للمجتمع فهذه لم تتغير حتى بأوامر من القيادة، لذلك فما يحدث هو صناعة وخلق مشروع "مجرم" فى المستقبل العاجل.