إذا أخطأ المكوجى بغير تعمد واحترق القميص فى يده ثم اكتشف بالصدفة أن القميص لزبون مسلم.. والمكوجى مسيحي.. وتحولت المسألة إلى حرق قلب قرية دهشور بأكملها باسم الفتنة فهل نلبس القميص بدون مكوى أو نمشى بدون قميص أو نضع لافتة على المحل.. مخصص لملابس الأقباط فقط وتحت اللافتة نضع أخرى نكتب فيها «ربنا ما يحرمنا من العبط».. ثم يتحاور القميص مع المكوجي: القميص: حاسب يا أسطى جرجس وأنت بتكويني؟ المكوجي: اشمعنى انت اللى بتقول كدة والمحل مليان قمصان وبنطلونات وجلاليب! القميص: عشان أنا قميص بتاع مسلم المكوجي: على عينى وراسى وهو إيه اللى دخل الدين فى المكوة؟ القميص: خايف عليك المكوجي: اشمعنى جلاليب الحجاج والمشايخ ساكتة وانت اللى عامل لى فيها عنتر! القميص: لأن صاحبى مش أى واحد المكوجي: يا عم اعمل معروف واخلعنى أنا من حتة المسلم والمسيحى ده محل أكل عيش وزباينى كلهم ناس محترمة ومفيش فرق بين عباية القسيس وقفطان الشيخ.. وبعدين أنا بافرح لما اشوف الجلاليب البيضا اللى طالعة من تحت أيدي منورة فى الجامع بالليل فى صلاة التراويح القميص: على العموم أنا حذرتك وبطل رغى واوعى تحرقنى وتلاقى نفسك فى حيص بيص المكوجي: يا أستاذ قميص أنا مكوجى مصرى وباقف على مسافة واحدة من جميع الملابس اللى عندي.. وبعدين عايز أقول لسيادتك على حاجة صاحبك المسلم مش كان قدامه الاسطى محمد المكوجى اللى فى أول الشارع اشمعنى اختارنى أنا؟ القميص: عشان أنت ارخص! المكوجي: وليه ما تقولش أحسن! القميص: يا راجل اللى بيشكر فى نفسه يبقى إبليس المكوجي: أنت عايز تنرفزنى وخلاص.. وبعدين بطل رغى أنت حد مسلطلك عليا؟ القميص: كدة حرقتنى وأنا لسه جديد.. أنت ضيعت مستقبلى ولازم مستقبلك يضيع المكوجي: أنت السبب! القميص: ما تخليك راجل وتتحمل مسئولية اللى عملته المكوجي: أنا أرجل منك ومن دستة قمصان زى حضرتك وممكن احرقك بجاز عشان تعرف تكلمنى كويس يا قميص نص عمرة وزرايرك واقعة وحالتك عدم. وكلمة من القميص وأخرى من المكوجى تدخلت الجلاليب والبنطلونات وزاد من سخونة الموقف واشتعاله وجود بعض الفساتين وجاء الزبون صاحب القميص واحترقت المكواة من الغيظ وامتد الحريق إلى كل شيء فى المحل.. الملابس والمكوجى والزبون!