وصلتني رسالة تقول: أنا أم لبنت وحيدة هي الآن في ال18 من عمرها، كنت أعمل ولا أريد أن أقصر في عملي وكان هدفي أن أثبت وجودي، لم أجد ما يجعلني أترك عملي، حتى ولا زوجي، ابنتي لطيفة متفوقة في دراستها ولم أجد معها مشكلات تذكر من صغرها، بصراحة أكثر كانت الخادمة تحمل عني الكثير من أعباء تربيتها. ومنذ عام من الآن تركت عملي لأنني شعرت فجأة أنني لا أعرف عنها شيئا، وأكثرت من التقرب إليها ومصاحبتها في محاولة مني للتكفير عن ذنبي ومع الأسف لاحظت شيئا أفزعني وهو أنها عندما تتشاجر مع أحد وتثور أعصابها فإنها بلا وعي تنطق بألفاظ نابية أستحيى من نطقها، وعندما عنفتها انفعلت على وقرأت في عينيها نظرات عتاب، وتتحجج بأنها لا تكون في وعيها، ولا أدري ماذا أفعل ؟ ولصاحبة هذه الرسالة أقول: بداية أنت تعانين من تلفظ ابنتك بألفاظ نابية، وتشعرين بتأنيب الضمير بسبب تخليك عن دورك الأساسي في تربيتها، لكن نصيحتي لك ألا تجعلى من هذه المشاعر عائقًا عن التركيز على الخطوات العملية للإصلاح، والحمد لله على عودتك في حياة ابنتك من جديد ومحاولة إصلاح ما قد فسد بسبب ابتعادك عنها وانشغالك المستمر، ولتبدئي فورًا. قد لا تتقبل ابنتك تقربك لها في هذه المرحلة، فهي مجروحة بسبب ابتعادك عنها، لذلك يحتاج الأمر منك الصبر وطول النفس، لأن عودة المودة بينكما قد تأخذ بعض الوقت. أنصحك بما يلي: 1- حاولي معرفة ما الذي يؤدي لعصبيتها لهذا الحد، وعليك التقرب لابنتك وإعطاؤها قدرا كافيا من الحنان والاهتمام الذي افتقدته، وذلك بالتودد لها ومحاولة خلق صداقة بينكما. 2 -البعد عن توجيه النصح المباشر لأنه سيستفزها وقد تنفر وتبتعد عنك. 3 -إياك وتعنيفها أو لومها، حتى لا تخسريها فتزيد الفجوة بينكما، والأفضل مصاحبتها والتودد لها. 4- حاولي مساعدتها للتقرب من الله عز وجل ومعرفة أمور دينها ولكن برفق ولين. 5- حدثيها عن الخلق الطيب الذي يجب أن يكون عليه الإنسان خاصة خلق حفظ اللسان. 6 -ساعديها في التقرب والاندماج مع صديقات مهذبات طيبات السلوك. [email protected]