تعد محافظة القليوبية من أولى محافظات مصر فى معدلات انتشار الجريمة بجميع أنواعها خصوصا جرائم البلطجة وترويع الآمنين.. وشهدت المحافظة خلال الفترة الماضية سلسلة من الحوادث المتنوعة ما بين سرقة بالإكراه واختطاف واغتصاب وقطع الطرق.. «فيتو» التقت اللواء أحمد سالم جاد مدير أمن القليوبية وناقشت معه أسباب انتشار الجريمة في المحافظة، والتغييرات التى طرأت عليها بعد الثورة.. وخلال الحوار كشف عن خطته لمطاردة البلطجية وإعادة الأمن إلى الشارع والطرق السريعة والرئيسية بالمحافظة.. من واقع خبرتكم الأمنية.. ما هي أسباب ارتفاع معدلات الجريمة في القليوبية تحديدا؟ - السبب الاساسى هو اتساع مساحة المحافظة، وكثرة المناطق الشعبية والعشوائية بها.. وهو ما ساعد على ظهور بؤر إجرامية خصوصا فى مناطق شبرا الخيمة، والخانكة والخصوص، وبالطبع مثلث الرعب المشهور بتجارة المخدرات فى مناطق «كوم السمن»، و»الجعافرة»، و»القشيش».. أيضا ساهم الانفلات الامنى بعد الثورة فى انتشار جرائم السرقة بالإكراه على الطريقين الزراعى والدائرى، كما زاد عدد البلطجية إثر هروب مساجين «أبو زعبل». وكيف تتعامل مع هذا الكم من الجرائم المتنوعة؟ - وضعنا خطة عمل محكمة تستهدف محاصرة الجريمة وضبط الخارجين على القانون.. وتشمل تعزيز الخدمات على الطرق الرئيسية والفرعية بالمحافظة، حيث أقمنا نقاط أمنية يفصل بين كل نقطة وأخرى 10 كيلومترات.. كل نقطة بها مجموعة قتالية من قوات الأمن وعدد من ضباط المباحث والمرور، وعززنا نظام الاتصال بهذه النقاط بحيث يسهل على اى مواطن الاستغاثة بها فى اى وقت، وهذا الإجراء يهدف إلى منع الجريمة قبل وقوعها.. أما بالنسبة للبؤر الإجرامية الأخرى، فنعتمد على نظام الحملات المكبرة لملاحقة الخارجين على القانون فيها. هل حققت هذه الإجراءات الغرض منها؟ - بالطبع.. فالانتشار الكثيف لرجال الشرطة ألقى الرعب فى قلوب اللصوص وقطاع الطريق، وساهمت الحملات الامنية على المناطق شديدة الإجرام فى ضبط العشرات من البلطجية والمسجلين خطر.. وخلال شهر واحد ألقينا القبض على 57 هاربا من السجون، و38 هاربا من جناية، وضبطنا 4 مصانع أسلحة، و90 قطعة سلاح بينها 2 مدفع «أر. بى. جى»، و21 بندقية آلية.. وبالنسبة لتجارة المخدرات فقد كشفنا عن 284 قضية، وضبطنا 688 كيلو بانجو و13 كيلو حشيش و20 ألف قرص مخدر خلال ذات الشهر. هل تغيرت الجريمة بعد الثورة؟ - نعم تغيرت.. فقبل الثورة كان الناس يهابون الشرطة أم الآن فالوضع اختلف، وأصبح الجميع يتطاول عليها، وظهر نوع جديد من المجرمين أكثر جرأة، فضلا عن الانفلات الاخلاقى الذى ساهم فى انتشار جرائم بشعة مثل الاغتصاب الجماعى وغيرها.. ومن جانبنا نسعى بكل قوة لإعادة الأمن الى الشارع من خلال تطوير أساليب مكافحة الجريمة بما يتماشى مع الأنواع الجديدة التى ظهرت منها، وبناء الثقة المنهارة بين الشرطة والشعب من خلال المعاملة الحسنة للمواطنين، والاستجابة السريعة لبلاغاتهم ومطالبهم..وفى القليوبية أحرص على متابعة العمل بنفسى فى جميع المراكز والأقسام منذ الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل..