لقد سجلت الجريمة أعلي معدلاتها في تاريخ مصر الحديث خلال العام الماضي !.. هذه العبارات الموجزة والمباشرة جاءت في دراسة مثيرة ومهمة صورت حديثا عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية وهي تلخص عاما كاملا شهدت مصر في ظل فوضي وانفلات أمني متعمد.. فعلي سبيل المثال بلغت جرائم القتل خلال العام الماضي فقط 2774 جريمة وسجلت بلاعات سرقة السيارات أعلي معدل لها في تاريخها.. فقد بلغت 17 ألف و800 بلاغا هذا غير بلاغات الخطف والسرقة بالاكراه والاغتصاب! أخبار الحوادث حصلت علي هذه الدراسة المهمة جدا ولم ينتها وهي تعرضها ان تطرح كل ماجاء فيها علي اساتذة الاجتماع وخبراء الأمن! قلق .. خوف.. رعب.. حالة من عدم الأمان شعر بها الكثير من الناس خاصة في فترة مابعد الثورة وهذا علي عكس المتوقع فقد توقع الكثيرون ان تكون نتاج الثورة اكثر ايجابية ولكن تحطمت الأمال خاصة بعد ارتفاع معدل الجريمة بشكل ملحوظ في الآونة الاخيرة. فقد اعقبت الثورة حالة من الانفلات والغياب الأمني .. ونتيجة لذلك ظهرت العديد من اشكال العنف خاصة بعد فتح السجون وهروب المساجين والبلطجية وانتشار البلطجة باشكالها المختلفة حيث اصبحت لغة السلاح هي اللغة السائدة لفترة طويلة فكم من الجرائم وقعت تحت تهديد السلاح.. هذا ما آثار الرعب والخوف في قلوب المواطنين حيث تعمد البلطجية اثارة الشغب امام المدارس لترويع الطلبة وقاموا بابتكار وسائل جديدة بعد الثورة لفرض العنف والاجرام منها جريمة قطع الطريق.. والسطو المسلح.. والاستيلاء علي السيارات الخاصة بالقوة خاصة علي الطرق السريعة او التي لايوجد بها انارة كافية والسرقة بالاكراه وخطف النساء والاطفال مقابل طلب فديه.. واقتحام المحلات التجارية وسرقتها واقتحام المنازل والأقسام وحرقها! هذه الجرائم والحوادث والكوارث اكدتها الدراسات والاحصائيات بارقام مخيفة ومفزعة.. حيث أكدت دراسة حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عن ارتفاع معدل الجريمة في العام الماضي بشكل لافت للنظر..حيث سجلت جرائم القتل اعلي معدل لها فقد بلغت 2774 حادث قتل جنائي.. استطاعت اجهزة الأمن كشف غموض 1360 حادثا من هذه الجرائم.. وسجلت أعلي المحافظات التي ازدادت فيها الجرائم.. وشهد شهر اغسطس اعلي معدل للجريمة حيث بلغت 220 جريمة قتل.. اما جرائم الخطف بلغت 2229 جريمة واعلي معدل لها كان في القاهرة والجيزة والغربية والقليوبية والسبب طلب فدية أو معاملات تجارية. حوادث السرقة بالاكراه سجلت اعلي معدل لها.. فواصلت الي 3312 جريمة استطاعت اجهزة الأمن ضبط 944 متهما شاركوا في هذه الحوادث وعن المحافظات التي سجلت اعلي معدل لها كانت الغربية والجيزة ثم القاهرة والقليوبية.. وشهر سبتمبر شهد اعلي معدلاتها وبلغت 297 حدث سرقة بالاكراه. سرقة السيارات واشارت الدراسة الي محور هام وسرقة السيارات فقد شهد أعلي معدل لها في تاريخ مصر حيث بلغت 17800 حادث سرقة علي مستوي المحافظات وكانت اعلي معدلات السرقة في القاهرة والمدن الجديدة والاسكندرية والقليوبية والجيزة.. والغريب ان عمليات السرقة كلها تمت في الليل أو النهار برغم عودة الأمن في الآونة الاخيرة إلا ان عمليات السرقة كانت في الازدياد. حوادث السطو المسلح بلغت 495 حادثا كان معظمها علي السيارات المحملة بضائع علي الطرق والشركات.. استطاعت اجهزة الأمن ضبط 221 وكان أغلبها علي الطرق الصحراوية والزراعية بالقاهرة والاسكندرية والقليوبية والجيزة. وقد اقام المركز القومي للبحوث والاجتماعية والجنائية ندوة بعنوان «دور القضاء العسكري أثناء وبعد الثورة في مكافحة الجريمة بعد ثورة 25 يناير» أكد فيها اللواء أركان حرب عادل المرسي رئيس هيئة القضاء العسكري ان عدد قضايا الشغب التي تم التحقيق فيها عسكريا بعد الثورة بلغت 3863 قضية وأكد أن نسبة الادانة بلغت 40٪ والبراءة والحفظ 45٪ والحكم مع الايقاف 25٪ وعدم الاختصاص أقل من 5٪. وقال اللواء المرسي في الندوة أن أهم القضايا التي تم التحقيق فيها عسكريا وتنوعت ما بين قضايا السرقة والشروع في السرقة بلغت 400 قضية .. والاغتصاب وهتك العرض والمخدرات وتخريب أملاك الدولة حصل فيها 18 متهما علي حكم بالاعدام. وأشارت الدراسة انه رغم كثرة الحوادث والجرائم التي حدثت في العام الماضي إلا أن أجهزة الامن استطاعت تنفيذ مليون و 719 ألف حكم من بينها 19 ألف حكم جنايات. غياب أمني متعمد! ولانها ظاهرة في منتهي الخطورة كان علينا مناقشة الخبراء الامنيين وعلماء الاجتماع حول هذه الظاهرة المخيفة ومعرفة الطرق والاساليب الخاصة للحد منها. أكد اللواء مصطفي الكاشف الخبير الامني أن الجريمة كانت موجودة بالفعل قبل الثورة لكن العام الماضي شهد أعلي معدل للجريمة في مصر وأنا ارجح أن يكون الغياب الامني بهذا البطء الشديد ساعد في انتشار الجريمة واتهم نظام العادلي بالتآمر علي الشعب المصري بهدف ترويعهم من خلال ممارسة الاعمال الاجرامية من قبل البلطجية حيث كانوا يستخدمونهم كمرشدين يقومون بالتجسس علي المواطنين. وطالب اللواء الكاشف المواطن المصري أن يساعد الاجهزة الامنية في القبض علي العناصر الخارجة عن القانون. ثقافة العنف! الدكتورة نادية حليم استاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أكدت أنه لابد من التصدي لهذه الظاهرة المخيفة وارجعت السبب الرئيسي لانتشار أعمال البلطجة والعنف الي وسائل الاعلام التي تعمل دائما علي تضخيم الاشياء من خلال انتشار ثقافة العنف بين جمهور الرأي العام.. أيضا هناك أسباب مجتمعية خطيرة قد تدفع المجرم لهذه الاعمال الخارجة عن القانون مثل الفقر والبطالة والجهل ذلك يؤدي الي خلخلة في بنية المجتمع وتفكيك في نسيج الاسرة الواحدة.. هذا الي جانب الابتعاد عن الدين فلابد أن يكون هناك توعية دينية للتمسك بالقيم والمباديء والأخلاق العامة. نهي رجب