فبعد تأكيده على صحة ما جاء بالسبق الصحفى لرئيس تحرير "فيتو" فى عددها الأول, بشأن زيارة د. محمد بديع -المرشد العام للإخوان المسلمين- للرئيس المخلوع .كشف أحمد دراج القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير عن مفاجأة من العيار الثقيل ملخصها أنه فى 14 فبراير 2011 بعد تنحى مبارك بيومين تم الاتفاق بين القوى السياسية بما فيها الإخوان, على تشكيل مجلس قيادة للثورة, ولكن الفكرة فشلت خلال الاجتماع الذى خصص لها بنقابة الصحفيين, بعد أن فاجأ الدكتور محمد البلتاجى القيادى بالإخوان والناشط الثورى وقتها, والنائب البرلمانى حاليا بإعلان أسماء غير تلك التى كان قد تم الاتفاق عليها فى اجتماع سابق على اجتماع النقابة,عقد بمقر حزب الجبهة, واصفا ما فعله البلتاجى بأنه "كرسى فى الكلوب" أفشل الحلم الثورى. "دراج" أكد أن الإخوان لم يكن لديهم نية لاستكمال الثورة, وحاولوا إجهاضها بجميع الطرق, لولا إصرار الشباب والشعب على استكمالها, واصفا التيار الإسلامى الآن بأنه يمثل الثورة المضادة, مشبها البرلمان الحالى ب"عشة الفراخ" التى يوجد بها بعض الديوك, ولكنها ديوك مستأنسة, مشيرا إلى أن البرلمان لا يناقش القضايا المهمة أو الشائكة, وكلما يتم طرح قضية مهمة للمناقشة يغلقها بالتصويت ضدها, مثل حق التظاهر, وسحل وقتل الألتراس فى بور سعيد, وإهانة المرأة بكشف العذرية وغيرها, متوقعا سقوط البرلمان الحالى فى أسرع وقت, لأنه يعيش بحسب دراج فى دولة المماليك. عن رؤية حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى للإخوان للعدالة الاجتماعية أكد "دراج" أن الإخوان ليسوا معها, وإنما مع مبدأ البر والإحسان, وضد حصول المواطن على حقوقه الاقتصادية والاجتماعية بشكل طبيعى, مشددا على أنهم يشبهون الحزب الوطنى المنحل والنظام البائد فى طريقة التفكير, واتهمهم بأنهم بدأوا يتلاعبون بالشعب بتسويق وعود كاذبة له, مشيرا إلى أن ذلك افقدهم صلتهم بالشارع وبشباب الإخوان, مستشهدا على مصداقيته بانقلاب الجماعة على شباب الإخوان, بسبب رؤيتهم المستنيرة وانحيازهم للثورة والثوار. مفاجأة أخرى كشف عنها دراج, وهى أن الإخوان انقلبوا على الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتصادم اتفاقهم السابق معه مع منطق الصفقة الانتهازية اللاحقة مع المجلس العسكرى, والتى انحازوا بموجبها للصفقة على حساب المبدأ, مؤكدا أن إقدامهم على تشكيل برلمان مواز يهدف لوضع صيغة لتجميع القوى السياسية مرة أخرى, والتصدى لعملية تشويه الثورة والثوار وتعرية البرلمان بمناقشات موازية للقضايا المهمة للشعب, ومواجهة عملية التجريف للعقل المصرى التى يتبعها البرلمان الحالى. الدكتور جمال زهران الناشط الثورى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس بدأ من حيث انتهى دراج قائلا: إن برلمان شباب الثورة يتحدى البرلمان المنتخب ويصحح جميع أخطاء الإخوان والسلفيين, ويبين للرأى العام بأن شباب الثورة ليسوا صناع البلطجة وانما كانوا ومازالوا صناع الديمقراطية الحقيقية. زهران أضاف: لو كانت الأمور سارت بشكل طبيعى, ما كنا قد أصبحنا فى حاجة لبرلمان الشباب الموازى, واصفا التبعات السياسية فى فترة ما بعد التنحى بأنها عملية سطو إخوانية وسلفية على الثورة ومقاعد البرلمان, بمساعدة السلطة الحاكمة فى الفترة الانتقالية, وذلك بوضع قانون انتخابات غير دستورى, وتطبيقه بطريقة مغلوطة أتاحت للإسلاميين فرصة السطو على البرلمان بغرفتيه شعب وشورى. زهران وصف سيطرة الإخوان على كل الأمور الآن بأنها حالة مأساوية أشبه بما كان أيام مبارك وأعوانه, والتي كان ينسب فيها كل شىء لتوجيهات وتعليمات الرئيس, وكان فيها الرئيس والدستور والقانون شيئا واحدا, مؤكدا أن فكرة البرلمان الموازى جاءت من فكرة تحدى الواقع. البرلمان الموازى وبحسب توضيحات زهران يختلف اختلافا تاما فى طبيعة تمثيله وطرق تواصله بالشباب والمجتمع, فهو يراعى أن يكون كل عضو من أعضائه المائة قادرا على الحركة والتفاعل مع أطياف المجتمع وقواه السياسية, ويراعى فيه تمثيل المرأة وكل الأحزاب, وقفل بابه أمام أى شاب ينتمى من قريب أو بعيد للحزب الوطنى المنحل, فضلا عن أنه يضم ليبراليين وعلمانيين وإخوان ومعنى فى الأساس بتحمل المسئولية التاريخية لتحرير الوطن. زهران شدد على أن برلمان الشباب الموازى جاء للرد على الزعم الإخوانى بأن شباب الثورة غير منظمين وليس لهم أجندة واضحة, ليؤكد للجميع بأن العكس هو الصحيح, مؤكدا أن ما يحدث فى مجلس الشعب حاليا هو إعادة لأوراق وسياسات النظام السابق, بمشاركة فى التخطيط والتكريس له من جانب الإخوان والسلفيين. فى تقييم قاس للمجلس العسكرى قد لا يروق لآخرين بما فيهم غير المسيسين قال زهران: ما يحدث هو أن المجلس العسكرى قدم فروض الولاء والطاعة لجميع قيادات الفساد فى النظام السابق أمثال سامى مهران الأمين العام لمجلس الشعب, مؤكدا على عدم حدوث أى تغيير فى المجلس من الداخل, مستدلا على ذلك بأن مدير مكتب الدكتور سعد الكتاتنى رئيس المجلس هو نفسه مدير مكتب الدكتور فتحى سرور المحبوس الآن على ذمة قضايا فساد, وبذهاب قيادات إخوانية بطلب من المجلس العسكرى الى بيت الدكتور كمال الجنزورى لمباركته رئيسا للوزراء خلفا للدكتور عصام شرف. التيار الإسلامى وفق رؤية زهران ساير الثورة ثم أدار لها ظهره, وتفرغ لمصلحته الخاصة على حساب المطالب الفعلية للثورة, بهدف جنى أكبر قدر من المكاسب وبشكل سريع وبدون أن يكون هناك طرف آخر شريكا لهم. للدكتور زهران دلائل وشواهد لإضفاء المصداقية على رأيه فى الإخوان أبرزها أن الدكتور محمد بديع الذى انقلب على الجنزورى الآن كان قد قال حال الإطاحة بعصام شرف إن الدكتور كمال الجنزورى أفضل من يتولى الوزارة! "الصدام بين الإخوان والمجلس العسكرى قادم لا محالة, لأن كل طرف يريد أن يأكل الكعكة منفردا " هذا أخطر ما قاله زهران فى الندوة, مؤكدا أن المشهد الراهن نتاج ما اسماه بصفقة الثالوث الشيطانى "المجلس العسكرى والإخوان والإدارة الأمريكية" الرامى للإبقاء على أهداف النظام السابق, والحفاظ على شبكة المصالح المتداخلة. سؤال له مغزى سياسى خطير طرحه زهران من تلقاء نفسه أثناء الندوة حيث قال: كيف يكون صناع الثورة شبابا ويجنى ثمارها العواجيز؟! مؤكدا أن منصور حسن وأحمد شفيق وعمرو موسى وكل من تتجاوز أعمارهم ال77 عاما من الفلول ومن رجال النظام السابق متسائلا: هل أصبحت مصر عقيمة, وغير قادرة على مسايرة الأوضاع, مضيفا بلهجة ساخرة: بدلا من كل هذا علينا أن نرجع لمبارك ونقول له آسفين ياريس لأننا تعبناك وأدخلناك المركز الطبى العالمى!! مفاجأة مهمة كشف عنها زهران بقوله إن الدكتور محمد البرادعى ليس له علاقة بالجمعية الوطنية للتغيير, ومثار الدهشة هنا هو أن الجمعية تقوم بجمع توكيلات للبرادعى لإعادته لحلبة المنافسة التى انسحب منها. زهران أكد إن الإخوان لا يجيدون التعامل مع شباب الثورة مدللا على ذلك بما فعلوه مع النائب زياد العليمى المتهم بإهانة المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى واصفا ما فعلوه بأنه إذلال متعمد للعليمى ويعكس ازدواجية إخوانية فى التعامل مع النواب تحت القبة بدليل عدم محاسبة أو حتى معاتبة النائب الذى اتهم علنا محمد البرادعى بالخيانة وكل ذلك يرجع وبحسب تأكيدات زهران لتغاضى سعد الكتاتنى عن القضايا التى يريد الإخوان التغاضى عنها ولأن ما يحدث فى مجلس الشعب دعارة سياسية. سر جديد وراء طرح المهندس خيرت الشاطر القيادى التنظيمى الإخوانى البارز رئيسا غير ضرب أسهم عبد المنعم أبو الفتوح كشفه زهران فى الندوة وهو أن الإخوان يميلون للخصخصة على نمط الحزب الوطنى المنحل والشاطر يجيد سياسات الخصخصة ولذلك يعملون على تلميعه وكل ذلك لاستنساخ نظام اشبه بنظام مبارك. الإخوان وكما قال زهران اجهضوا ثورة الشعب بيد الشعب وبخداع وتضليل الشعب باستفتاء مارس 2011 ويعملون الآن على تشكيل لجنة تأسيسية تكون معبرة عن إرادتهم السياسية لإعادة دستور 1971 ويفعلون ذلك لأنهم تعودوا الركوب على اكتاف الثورة وما فعلوه مع البرادعى سيفعلونه مع الآخرين لأنهم لا يريدون أحدا فوقهم ولا أحد يأمن غدرهم به ومجلس الشورى الذى سيطروا على مقاعده غير دستورى إلى هنا انتهى كلام الدكتور جمال زهران. على خلاف دراج وزهران ركز أحمد برهام رئيس برلمان شباب الثورة خلال الندوة على فكرة برلمان الثورة مؤكدا أنها تعكس رغبة شباب الثورة فى تحقيق الأهداف والمبادىء التى قامت من أجلها وضحى الشباب بأرواحهم فى سبيلها موضحا أن الفكرة تجذرت فى وجدانهم بعد أن حرموا من تمثيل عادل فى البرلمان بفعل سيطرة الإسلاميين وبعد إسناد عمليات التخريب والتدمير كحرق المجمع العلمى لشباب الثورة على خلاف الحقيقة والواقع. برهام أضاف أنهم وضعوا مجموعة من المعايير تجعلهم مختلفين عن مجلس الشعب المنتخب أهمها ضرورة تمثيل جميع التيارات بنسب متساوية وبواقع 20% لكل تيار وبشكل يضمن التمثيل الجغرافى العادل لكل المحافظات المصرية وخاصة محافظات الصعيد وشمال وجنوب سيناء. كثرة المرشحين للرئاسة أمر طبيعى فى نظر برهام فهو يرى أن مجرد قدرة كل واحد من ال 80 مليون مصرى على قول " أنا رئيس " بمثابة شىء إيجابى مرجعا تراجع الدور السياسى للشباب قبل الثورة إلى سياسات النظام السابق فى تدمير تفكير الشباب والنظر إليهم على أنهم معدومو الخبرة والثقافة واعتماده على كبار السن وهو ما جعل الساحة السياسية خالية لمبارك وأعوانه قبل الإطاحة بهم. "مجلس الشعب الموازى المعروف ببرلمان الثورة درس جميع العيوب الموجودة فى مجلس الشعب المنتخب وأهمها كبر سن غالبية الأعضاء وعدم وجود تمثيل للشباب والمرأة وعمل على تلافيها ومعالجتها بتمثيل كل ألوان الطيف السياسى باستثناء الوطنى المنحل وبتمثيل للأقباط بنسبة 10% والاعتماد على شباب ثورى قادر على التحدى" هكذا أوضح برهام طبيعة مجلسهم الموازى متسائلا بسخرية فى سياق تعليقه على ترشح عمرو موسى صاحب ال77 عاما للرئاسة: هل انتظر عمرى كله حتى أتمكن من الوصول إلى منصب سياسى فى بلدى؟! مؤكدا أن الاختلاف الوحيد بين فتحى سرور وسعد الكتاتنى هو أن الاخير سيتخذ القرارات بناء على رغبة النواب الإخوان فى مشاهد درامية مكشوفة على عكس سرور الذى كان يتخذها باتفاق مسبق عليها قبل جلسات المناقشات.