فى ثمانينيات القرن الماضى أنشئت مدينة 6 أكتوبر متأخمة لمدينة الجيزة، وظلت على عروشها خاوية حتى بدايات الألفية الجديدة حيث هاجر إليها عشرات الآلاف من العراقيين - خاصة الشيعة منهم - عقب سقوط صدام حسين، ودخول القوات الأمريكية شوارع بغداد. توافد الأغراب على 6 أكتوبر لم ينقطع، فمع إنشاء العديد من الجامعات الخاصة، باتت التربة خصبة أكثر، لتلبية حاجات بعض الشباب من الطلبة الوافدين، وأبناء الأثرياء، وبالتوازى بدأ توافد المئات من أتباع البهائية والبهرة لينضموا إلى القائمة بجوار الشيعة! لغة الأرقام من واقع المحاضر والبلاغات الرسمية تقول إن مباحث الآداب تمكنت من ضبط عدد من شبكات الدعارة، فى المدينة وحدها تعدت 0002 قضية، ولم يمنع انتشار الممارسات المحرمة فى المدينة تنامى سرطان أصحاب العقائد المثيرة للجدل، ففى شارع عبدالله النديم بالحى المتميز والمعروف بحى البهرة، يجلس عم إبراهيم - بائع الجرائد - فيقول: منذ عام 0991 وأنا أعمل بنفس المكان، وسكان المنطقة خليط من المشاهير والسكان العاديين، وكذا المسلمين وغيرهم، وأستطيع التمييز بينهم من الاسم والملابس. مقاطعا يقول قطب - صديق عم إبراهيم - إن سكان المدينة صدموا بعد أن رفع أحد الطلبة العراقيين الأذان بطريقة غريبة» وعلمنا فيما بعد أنه شيعى، وأم أصحابه الشيعة فى صلاة بين الظهر والعصر، فيما ألقى القبض فى شهر يوليو الماضى على أسرة تنشر البهائية فى المدينة من خلال شقة يديرها طالب بهائى بكلية الآداب. ذات الأمر تكررحين تلقت نيابة أكتوبر بإشراف المستشار مجاهد على مجاهد- المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة- عدة بلاغات حول تبشير بالبهائية عن طريق أسرة بهائية. ورغم التضييق الاجتماعى والأمنى على البهائيين فى مصر، طوال السنوات الأخيرة، وإجبارهم على مغادرة قرية «الشورانية» فى الصعيد، والتى أقاموا فيها لقرون طويلة، إلا أن البهائيين وجدوا لأنفسهم مكانا رحبا فى 6 أكتوبر، حيث تقيم أسر بهائية عديدة فى المدينة، وتحديدا فى الحى السادس، نظرا لانخفاض تكاليف المعيشة فيه، واكتشفت أجهزة الأمن وجود التجمعات البهائية فى المدينة بالمصادفة، عندما حدثت مشاجرة بين شخصين، فتوجها إلى قسم الشرطة، وهناك تبين أن أحدهما بهائى، وبدأت أجهزة الأمن فى توفير الحماية لهم. وعلى طراز مسجد الحاكم بأمر الله فى قلب القاهرة الفاطمية والذى يعتبره البهرة مسجدهم الرسمى فى مصر، شيد مسجد آل سياج بمدينة 6 أكتوبر، والذى بنى على مساحة 6 آلاف متر، محاطا بسور خارجى وحديقة كبيرة، وبمجرد اقتراب محرر «فيتو» من المسجد ومحاولة تصويره، تجمع حوله ثلاثة أفراد، يعملون على حراسته، وبطريقة أقرب لطريقة استجواب «أمن الدولة» بدأوا التحقيق مع كاتب السطور، ولم ينته الأمر سوى بادعاء المحرر إعداد تقرير صحفى عن مساجد 6 أكتوبر.. وهناك تطابق في الطراز المعمارى بين المسجدين، وهو الأمر الذى يفسر سيطرة البهرة في المدينة على المسجد، الذى شرع فى بنائه المرحوم شريف لطفى سياج، واستكمله نجله محمد، وافتتح فى يناير 0102 بحضور شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوى، وعدد من المسئولين السابقين. ومع استمرار المد الشيعى بالمدينة، ظهرت بعض الطوائف الشيعية المتطرفة، مثل الرافضة، والتى يدين بها بعض العراقيين والهنود واللبنانيين، والمنتشرة بين الطلبة اللبنانيين والعراقيين الذين يدرسون بجامعات أكتوبر، وهناك أيضا فرق الجارودية والحصنية، والتى تنتشر بين الطلبة اليمنيين فى الجامعات، كما ظهرت أيضا طائفة القاديانية، التى تنتشر بين الطلبة الأفارقة الذين يقيمون فى عمارات مخصصة للطلبة فى الحى السادس أو الثامن، وتدعو هذه الطائفة إلى إلغاء الحج إلى مكة، وتحويله إلى مدينة تدعى قاديان، وإيمانهم بعقيدة التناسخ. على أرصفة المدينة يمكن للعين التقاط عناوين لكتب دينية عدة، تخص البهرة والشيعة والبهائية، ومنها كتاب «بحار الأنوار للإمام المجلسى» وأثارهذا الكتاب الذى تم توزيعه على المصلين قبل أشهر فى المدينة غضب الكثيرين المترددين على المساجد بعدما اكتشفوا أنه يمتلىء بالسباب فى حق مصر وتنزيل اللعنات على أهلها..وفيه «عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البيزنطى. قال: قلت للرضا عليه السلام أن أهل مصر يزعمون أن بلادهم مقدسة قال: وكيف ذلك؟ قلت: جعلت فداك يزعمون أن يحشد من جيلهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب. فقال: لا لعمرى كذلك. وما غضب الله على بنى إسرائيل إلا أدخلهم مصر. ولا رضى عنهم إلا أخرجهم منهم. ولقد أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى أن يخرج عظام يوسف منها». وما بين شقق الحرام، وأماكن تعبد أصحاب العقائد المثيرة للجدل، تنتشر المطاعم والمقاهى الملونة بألوان مدن ودول عربية من سوريا إلى اليمن، والأردن، ولبنان، والسعودية، وفلسطين، وعمان، والعراق، والمغرب، حيث تنتشر مطاعم بأسماء الرياض، والعرب، الأردنية، والباكستانية ، والهندية، تقدم صنوف المأكولات والمشروبات بحسب أذواق مرتاديها، معلنة 6 أكتوبر مدينة التعبد والعربدة وملء البطون!