أعلن برنامج الغذاء العالمى اليوم الجمعة فى تقرير مشترك مع منظمة الأغذية والزراعة (فاو) أن 4.1 مليون شخص على الأقل سيواجهون حالة من انعدام الأمن الغذائى هذا العام فى دولة جنوب السودان. وأضاف التقرير أنه بالرغم من زيادة إنتاج الغذاء فى جنوب السودان وبنسبة زادت عن 35 % بين عامى 2011 و2012، وذلك بسبب الأمطار وزيادة الرقعة المزروعة، وكذلك الممارسات الزراعية الجيدة، إلا أن ما يقرب من 40 % من سكان البلاد سيجدون صعوبات كبيرة للحصول على ما يكفى من الغذاء هذا العام، بينهم أكثر من مليون شخص من المتوقع أن تكون معاناتهم شديدة من انعدام الأمن الغذائى. وفى الوقت الذى أكد مدير برنامج الغذاء العالمى فى جنوب السودان كريس نيكوى أن الوضع الغذائى غير المستقر فى جنوب السودان بات يتطلب مضاعفة الجهود من أجل تحسين سبل العيش للمواطنين الفقراء والأكثر ضعفا فى البلاد والتأكد من قدرتهم على إنتاج غذائهم بأنفسهم أو تحمل نفقات شراء الطعام. لفت التقرير الصادر فى جنيف إلى أنه وفقا لتقديرات بعثة مشتركة للفاو وبرنامج الغذاء العالمى، فإن العجز فى إنتاج الحبوب بجنوب السودان يصل إلى نحو 371 ألف طن مترى فى السنة، وهو ما يمثل نحو ثلث احتياجات جنوب السودان من الحبوب والتى تبلغ نحو مليون طن. وأشار التقرير إلى أنه وبرغم إمكانية تعويض بعض من تلك الفجوة من خلال الواردات التجارية، إلا أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإمدادات التجارية يؤكد أنه ستكون هناك حاجة إلى كمية كبيرة من المساعدات الغذائية لجنوب السودان. وفى حين شدد التقرير على أن زيادة الصراع وعدم الاستقرار الاقتصادى فى جنوب السودان من شأنه أن يزيد من عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدات الغذائية وبما يتجاوز المليون شخص، فقد أشار إلى أن برنامج الغذاء العالمى يخطط لتوفير المساعدات الغذائية إلى نحو 2.8 مليون شخص بما فيهم الأسر الريفية التى تعانى من انعدام الأمن الغذائى، وكذلك الأطفال المعرضين للخطر، وأيضا المشردين داخليا واللاجئين والعائدين، وهو ما سيتطلب ما يقارب 224 ألف طن من المواد الغذائية بمختلف أنواعها. وذكر التقرير الأممى المشترك أن انعدام الأمن فى جنوب السودان ما زال يمثل عقبة رئيسية أمام تحسين إمكانات جنوب السودان الزراعية، حيث لا تزال أنشطة الميليشيات تمنع المزارعين فى المناطق المتضررة، وكذلك الصراعات بين المجتمعات وفيما بينها.