واجه قطاع السياحة خلال الأسابيع الماضية العديد من الضربات القاصمة التي تسببت فيما يشبه بحالة الانهيار، كما وصفها خبراء القطاع، مؤكدين أن هناك أكثر من شركة على وشك الإفلاس بعد تراجع الإقبال العالمي من شركات السياحة العالمية على التعاقد مع نظيرتها المصرية بسبب الاضطرابات السياسية التي تواجهها البلاد. من جانبه اعترف حسام الشاعر، رئيس غرفة شركات السياحة، بان القطاع السياحى تكبد الكثير من الخسائر المالية التى عصفت بكثير من الشركات السياحية التي أصبحت مهددة بالإفلاس، نتجية انخفاض الحركة السياحية الوافدة إلى المنتج السياحى المصرى بسبب الاضطرابات الموجودة على الساحة السياسية. وقال "الشاعر"ل "فيتو": إن نسبة الإشغال الفندقى بعد الاستفتاء على الدستور وصلت فى شرم الشيخ إلى 40%، متوقعا أن تنخفض هذه النسبة خلال الأيام القليلة المقبلة قبل الاحتفال بالكريسماس، كما بلغت فى الأقصر 10% وفى الغردقة لا تتزيد عن 15%. وقال الشاعر إن الخسائر التى يتعرض لها القطاع السياحى تصل ما بين 200 و300 مليون دولار أسبوعيا، مشيرا إلى أن مصر كدولة سياحية خرجت من الموسم السياحى الشتوى تلملم خسائر لا حصر لها، موضحا أن الموسم السياحى الصيفى أيضا مهدد بتحقيق خسائر أكبر، خاصة وأن الدول التى شهدت ثورات الربيع العربى مثل تونس بدأت فى التعافى السياحى مرة أخرى، وأنها بدأت فى العودة مرة أخرى لمعدلاتها السياحية الطبيعية قبل قيام الثورة بها وأن تركيا أصبحت هى المقصد السياحى فى المنطقة الذى ينافس نفسه دون مقاصد أخرى. فيما أكد على غنيم، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، على أن عودة الاستقرار الأمنى هو أهم العوامل الأساسية لعودة الحركة السياحية والاستثمارات المختلفة التى هربت بلا رجعة مرة أخرى للبلاد، مشيرا إلى أن نسبة الإشغال الفندقى فى عدد من المدن السياحية مثل شرم الشيخ لا تتجاوز 35% بالمقارنة من نفس الفترة من عام 2010 الذى يعتبر عام الذروة بالنسبة للسياحة المصرية. وقال غنيم، إن عددا كبيرا من الفنادق بجنوب سيناء قامت بغلق أبوابها بعد تراجع نسب الأشغال فيها لعدم قدرتها على التزاماتها المالية وهى مؤشرات سيئة لا تدعو إلى التفاؤل، خاصة أن القطاع السياحى على أبواب أعياد الميلاد والكريسماس. من جانبه قال اللواء حاتم منير، أمين غرفة المنشآت السياحية بالبحر الأحمر، إن نسبة الإشغالات بفنادق المحافظة فى الوقت الحالى لا تتجاوز 47%. أما عادل زكى، رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة، فوصف حال السياحة فى مصر بقوله إنه قديما كان يسود شعار إن السياحة تمرض ولا تموت نظرا لقصر مدة الأزمة التى تشهدها، ولكن هذا الشعار اختلف وأصبحت السياحة مهددة بالفعل باحتضار، وأن هناك عددا كبيرا من شركات السياحة قررت غلق أبوابها بسبب انخفاض حركة السياحة الوافدة، مشيرا إلى أن نسبة الإشغال الفندقى فى مدينة القاهرة لا تتجاوز أكثر من 8% لأنها تعتبر من وجهة نظر السائح قلب الحدث. أوضح زكى، أن صورة التعافى من الأزمة الحالية ليست ضبابية، ولكنها سوداء، فهناك موسمان سياحيان لم تحظ منهما مصر بشىء.. متوقعا بأن تحقق مصر من الحركة السياحية العالمية فى نهاية العام من 8 إلى 9 ملايين سائح فقط.