الإسلاميون يحصدون غنائم ثورة لم يشاركوا فيها من البداية .. وأحذر السلفيين من غدر الجماعة القضاء أهدرت كرامته فى زمن الإخوان .. والجيش لن يسمح بحرب أهلية مصر أكبر من مرسي وجماعته .. ومصير مبارك ينتظرهم مدحت العدل «كاتب» وشاعر من طراز خاص ، لا يكتفي بمقعد المتفرج على ما يجرى فى مصر ، بل لديه رأى ورؤية ، لم يجلس في برج عاجي يتابع ما يدور.. بل انطلق إلى الميدان ثائرا ضد حكم المخلوع وضد ديكتاتورية مرسي والإخوان، وظل مرابطا فى ميدان التحرير على موقفه، رافضا سرقة ثورة الشباب من ذوى اللحى القصيرة والطويلة. العدل أكد فى حواره مع "فيتو" أن الإخوان هم السبب فى الأزمة التى تمر بها البلاد فى الفترة الحالية، وأن مرسي فعل بالشعب خلال أشهر قليلة مالم يستطع مبارك فعله خلال 30 عاما، فقد أهدر كرامة القضاة فى سابقة خطيرة لم تحدث في تاريخ مصر.. فإلى تفاصيل الحوار : كيف تري الوضع في مصر في ظل تمسك مرسى والإخوان بموقفهم؟ -أنا علي يقين تام أن الشعب سوف ينتصر علي الإخوان بإذن الله، فالإخوان وأنصارهم 5 او 6 ملايين مواطن على أقصى تقدير، ونحن 85 مليون مواطن، فمصر كبيرة جداً عليهم، والتاريخ يؤكد ذلك، ومرسي ليس أقوي من حسنى مبارك الذى سيطر على مصر لمدة 30 عاماً، وكان مصيره السجن ، وأنا علي يقين تام أن غالبية الشعب المصري ضد مرسي وجماعته. البعض يقول إن مرسي أقدم على قراراته الأخيرة بعد أن ضمن ولاء الجيش؟ - هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، وأنا علي يقين تام من أن الجيش لن ينحاز إلا إلى الشعب، ورجال القوات المسلحة أكثر وطنية من الإخوان الذين قال مرشدهم «طظ فى مصر». كيف تري مصير الدستور؟ - في البداية أحب أن أقول إنني رافض تماماً للاستفتاء علي الدستور لأنه دستور بلد وليس جماعة، ولايمكن أن نعتبر ان موافقة 52% من الشعب على الدستور ورفض 48% دليل على قبوله، ولابد من دستور توافقى يقبله جميع أفراد الشعب المصرى. في رأيك ما هو المطلوب من الأحزاب والثوار والمفكرين لمواجهة سيطرة الإخوان على مفاصل الدولة ؟ - الاستمرار فى الاعتصام والتصعيد وصولاً إلي العصيان المدني، واوجه رسالة إلى من يتهمون القوى السياسية باستخدام العنف؟!!، أنتم من قمتم بإلغاء مفهوم الدولة والقانون «ودستوا عليه بالجزمة» فلا تتحدثوا عن هدم الدولة. كيف تري مرسي التي جردت القضاء المصري من استقلاليته ؟ - القضاء المصري عظيم علي مدي التاريخ، وقرارات مرسي ضده كارثة بكل المقاييس. ما هو تفسيرك لما يفعله مرسي ؟ مرسي وجماعته «يبالغون» فى طغيانهم وظلمهم للشعب لدرجة أنهم أصبحوا لا يرون سوي أنفسهم وذواتهم فقط، وبعد أن كانوا يستجدون أصوات الليبراليين في الانتخابات، انقلبوا عليهم بعد وصولهم إلى الحكم، ومرسي هو الذي اختار الصدام هو وجماعته، وليس من المعقول أن تذهب أرواح ودماء شهداء 25 يناير هدرا، وأن يظل الشعب محروما من الحرية والديمقراطية التي قامت من أجلها الثورة، ونستمر فى نفس النهج الديكتاتوري التي كان قبل الثورة بل أشد قسوة، ولن يستطيع أي فصيل إجبارنا علي أفكار وهابية عفا عليها الزمن، وتحويل مصر إلى أفغانستان جديدة.. وهم ينتهجون نفس سياسات مبارك، لذا يواجهون نفس التصعيد فى المطالب، ففي البداية كانت مطالب الشعب هي إسقاط الإعلان الدستوري، ووصلت الآن إلى سقوط مرسى ورحيله عن الحكم.. نفس السيناريو يتكرر. ما الذى ترفضه فى الدستور الجديد؟ - القضية ليست الموافقة علي مواد أو رفض اخرى، الأمر يتعلق بفرض دستور مخالف لقانون، ورئيس منتخب بطريقة شرعية ينقلب على الديمقراطية التى أتت به إلى سدة الحكم، وجماعة تمارس البلطجة فى أعتى صورها لتحول شعبا راقيا إلى قطيع يسير حسب هواها، والإخوان يرفعون شعارات دينية هم أبعد ما يكونون عنها، ومبدأهم الوحيد "الغاية تبرر الوسيلة"، وتاريخهم شاهد على ذلك، فهم لم يتحالفوا مع احد إلا انقلبوا عليه، واوجه رسالة إلى السلفيين: " الإخوان سينقلبون عليكم بعد التخلص من القوى السياسية المدنية" إذا طلب منك تقديم سيناريو عما يحدث ماذا سيكون اسمه وأى نقاط سوف تركز عليها ؟ - العنوان سيكون «كيف تستعدي شعباً في خمسة أشهر» أو «كيف تصبح عدواً لشعب في خمسة أشهر»، وسأركز خلالها على الأحداث بداية من ترشيح مرسي للانتخابات والوعود التي لم يحقق منها شيئا إلي أن تم الإعلان الدستوري وكتابة الدستور الجديد الذي يتحدي به إرادة الشعب ، إلى أن يتم إسقاط مرسي أو إلغاء الإعلان الدستوري والدستور الجديد. في رأيك ما سبب كل هذه الأخطاء من جانب الإخوان ؟ الإخوان مشغولون بحصد غنائم ثورة لم يشاركوا فيها، لذا يخسرون تأييد الشارع تدريجيا دون أن يشعروا، ومرسي فعل فى شهور قليلة مالم يفعله مبارك فى 30 عاما، لأنه قسم الشعب إلى فصيلين متنازعين. هل تتوقع ان تكون مصر مقدمة علي حرب اهلية ؟ - إن شاء الله لن يصل الأمر إلي هذه الدرجة، بالإضافة لوجود الجيش المصري الذي أعلن أنه لن يسمح بوجود حرب أهلية في مصر.