اكدت مجلة "فورين بوليسي" الأسبوعية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للتوصل إلى حل ينهي الصراع السوري، حتى في الوقت الذي تقاوم فيه التدخل العسكري. وأشادت المجلة الأمريكية في مقال تحليلي على موقعها الإلكتروني بمقترحات أعضاء مجلس الشيوخ الأخيرة بتقديم المساعدات المباشرة إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار، رغم وجود ضغط على واشنطن لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن يسمح للأمم المتحدة إيصال المساعدات إلى شمال سوريا عبر الحدود التركية، مما قد يغير المشهد الاستراتيجي. وحثت المجلة، الإدارة الأمريكية للاعتراف بسعيها للربط بين تقديم المساعدات عبر الحدود والاستراتيجية السياسية لتعزيز المعارضة، لاسيما وأن المساعدت الإنسانية الأمريكية حققت تقدما ملحوظا من حيث تعزيز أهدافها أو كسب نفوذ داخل سوريا. وأضافت المجلة "كما ينبغي على المنظمات الإنسانية أن تلعب دورا أكبر بتقديم المزيد من المساعدات الموجهة من خلال تحالف المعارضة السورية الناشيء لتعزيز المعارضة ضد بشار الأسد ومنافسيها الإسلاميين، وستوفر المساعدات لهم الموارد لبناء نواة حكومة ما بعد الأسد الانتقالية". وشددت المجلة على عدم التهاون بالانتقادات الموجهة لهذا النهج، لاسيما وأن المساعدات وفي غياب تفويض أممي ستقع رهن الشكوك القانونية، مما قد يمهد الطريق لإجراء تدخل عسكري ويقوض القوانين الدولية التي تحكم الحياد الإنساني منذ فترة طويلة. وأوضحت مجلة "فورين بوليسي" الأسبوعية الأمريكية أن توجيه المساعدات الإنسان المباشرة للمنظمات المحلية، من خلال مؤسسات المعارضة السورية، لن يسهم فقط في تخفيف حدة المعاناة الحالية لكنه بمثابة خطوة ضخمة نحو تطوير الحكم البديل الهادف والفعا، وأن القدرة المؤسسية لتقديم المساعدات هي العامل الأساسي للحكم بفعالية. وتابعت المجلة "إن تقديم المساعدات الإنسانية من خلال قنوات المعارضة يعد أفضل وسيلة لتقوية شوكتها، وإظهار تقدم ملموس نحو تحسين الأوضاع في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، ومنح المعارضة ما تستطيع بإثبات تواجدها على أرض الواقع". ورأت المجلة أن أفضل السبل بالنسبة للولايات المتحدة هي أن تؤثر على مسار الصراع ليس من خلال تسليح المتمردين، ولكن بتنسيق المساعدات العسكرية والمدنية التي تتلاقها سوريا بالفعل، حيث بات من الواضح أنه تم عسكرة هذا الصراع، لذا فتدفق الأسلحة بصورة منسقة يبدو أفضل في كل الأحوال. وأشارت المجلة إلى أن التخطيط والدبلوماسية لهما دور رئيسي في هذا الصراع، لاسيما وأنه في حال سقط نظام الأسد بدون اتخاذ تدابير واضحة لمرحلة ما بعد سقوط الأسد الانتقالية، فإن سوريا ستنزلق نحو حرب من المرجح أن تستمر لسنوات. وأكدت على ضرورة بذل المزيد من الجهد لتشكيل ائتلاف للمعارضة السورية شامل وممثل لكافة تيارات الشعب السوري، مع درجة معينة من السلطة على الجماعات المسلحة والشرعية على أرض الواقع، الأمر الذي سيؤتي ثماره خلال الفترة الانتقالية، كما ينبغي أن تحظى جهود التخطيط بالدعم السياسي والمادي. وخلصت المجلة إلى أن أفكار التخطيط لما بعد المرحلة الانتقالية ولائحة جرائم الحرب في المحكمة الجنائية الدولية وآليات العدالة الانتقالية لن تنهي الصراع بشكل حاسم، وكذلك الخيارات العسكرية، معربة عن أملها في أن تثير هذه المقترحات أفكار جديدة حول استراتيجية سياسية لحل الأزمة الراهنة.