كان لي صديق فيلسوف.. بأحوال الحكماء شغوف.. دائمًا ألجأ إليه في كل الأحوال والظروف.. وكان لي معه لقاء يومي.. لأسمع منه بقلب لوذعي.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع.. فله رد على كل موضوع.. قلت له يومًا: ماذا يا فيلسوف عندما يقول رئيس الأركان الأمريكى إن العلاقات العسكرية مع مصر تتوقف على القاهرة ؟! قال: ساعتها يافتاتى يجب أن ردنا الطبيعى «علاقتنا معكم تتوقف على مصالحنا ياحاج مارتن». قلت: وماذا يافيلسوف عندما نكتشف أن سوزان مبارك تعيش في قصر رئاسي بحجة حمايتها ؟! قال: ساعتها يابنيتى لا بد أن أحيط الحكومة علما بأننى مهدد وبحاجة إلى حماية. قلت: وماذا يافيلسوف عندما تؤكد مصادر قضائية أن النيابة لم تطلب تجميد أموال مرسي وأسرته بالخارج ؟! قال: ساعتها يجب أن نضيف إلى المطالب تجميد حشيش ابن المعزول أيضا. قلت: وماذا يافيلسوف عندما يشارك أبناء القبائل بسيناء في اغتيال المنيعى -قائد أنصار بيت المقدس- ؟! قال: ساعتها ياصغيرتى يكون علينا أن نعترف أن هذه العملية جعلت السيناوية «أنصار بيت الحكمة».. ضاحكة قلت: لكن قل لي يا فيلسوف: ماذا لو............؟. وهنا اعتدل الأستاذ في جلسته وقال: أي بنيتي.. أنت أسئلتك تطول.. وأنا الليلة مشغول.. فأرجوك أن تدعيني اليوم.. وغدًا لنا في الأمور أمور.