كان لي صديق فيلسوف.. بأحوال الحكماء شغوف.. دائمًا ألجأ إليه في كل الأحوال والظروف.. وكان لي معه لقاء يومي.. لأسمع منه بقلب لوذعي.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع.. فله رد على كل موضوع.. قلت له يومًا: ماذا يا فيلسوف عندما تثبت عينات دم ابن الرئيس المعزول أنه يتعاطى الحشيش ؟!. قال: ساعتها يا فتاتى يجب احترام إرادة الشاب، وإصدار فتوى إخوانية بجواز تعاطى الحشيش والأفيون احتياطيًا. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يهاجم مثقفون حمدين صباحى لأنه مرشح منافس للمشير ؟!. قال: ساعتها يجب أن ندرك حجم إيمان النخبة بالممارسة الديمقراطية !. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما تُنشأ لجنة لبحث شكاوى التعذيب في أقسام الشرطة ؟!. قال: ساعتها يا بنيتى يجب أن تنبثق عنها لجنة لبحث التعذيب داخل «اللجنة الأم». قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يصف المشير عبدالفتاح السيسي جماعة الإخوان بأنها مجموعة لا تعرف الله ؟!. قال: ساعتها يا صغيرتى يجب أن نضيف إليه: «ولا تعرف الوطن». ضاحكة قلت: لكن قل لي يا فيلسوف: ماذا لو............؟. وهنا اعتدل الأستاذ في جلسته وقال: أي بنيتي.. أنت أسئلتك تطول.. وأنا الليلة مشغول.. فأرجوك أن تدعيني اليوم.. وغدًا لنا في الأمور أمور!.