كان لى صديق فيلسوف.. بأحوال الحكماء شغوف.. دائمًا ما ألجأ إليه في كل الأحوال والظروف.. وكان لى معه لقاء يومي.. لأسمع منه بقلب لوذعي.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع.. فله رد على كل موضوع.. قلت له يوما: ماذا يا فيلسوف عندما تصدر دولة "داعش" بسوريا لوحات دولة الخلافة ؟! قال: ساعتها يابنيتى لا تتعجبى إن وجدتى سيارة مكتوب عليها ملاكى قريش ! قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يفتى القرضاوى بحرمة الخروج للاستفتاء على الدستور ؟! قال: ساعتها يا صغيرتى يجب أن تتأكدى من أن هذا سيشجع الناس على الخروج بكثافة ! قلت: وماذا يا فيلسوفى عندما يمنع القضاء الفرنسى عرضا مسرحيا لمعاداة السامية ؟! قال: ساعتها يجب أن تعلمى أن فرنسا تستحق أن تكون بلد الحريات والخزعبلات ! ضاحكة قلت: لكن قل لى يا فيلسوف: ماذا لو............؟ وهنا اعتدل الأستاذ في جلسته وقال: أي بنيتى.. أنت أسئلتك تطول.. وأنا الليلة مشغول.. فأرجوك أن تدعينى اليوم.. وغدا لنا في الأمور أمور!