«فجأة تحول المقهى الذى يجلس عليه أبو العربى إلى قبلة يحج إليها مرشحو مجلس الشعب، لنيل البركة والرضا من أبو العربى فى أول انتخابات بعد الثورة، انتهت زيارات المرشحين لأبو العربى، وتجمع حوله الناس يسألونه أى المرشحين قد نال رضاه؟ ففاجأهم أبو العربى بقولة واحدة حاسمة» - أونطة ■ أونطة إزاى يا أبو العربى؟ - زى مابقول لكم كده، الانتخابات دى أونطة، عايزين يأكّلونا الأونطة، كله على قديمه، مافيش جديد، كده يبقى أولى الأمر ماوصلّهمش إنه حصل فى البلد ثورة، لو الانتخابات دى حصلت بالطريقة دى على قديمه يبقى الثورة فى ذمة الله، وهترجع ريما لقلة القيمة. ■ والعمل يا أبو العربى؟ - مافيش غير حل واحد.. ننسف حمامنا القديم. ■ وهو مجلس الشعب حمام يا أبو العربى؟ - يا ريت حمام وبس! ده خلوه كبانيه. ■ ولما ننسفه يا أبو العربى هنعمل إيه مكانه؟ - نعمل نقابة مصر. ■ يعنى إيه يا أبو العربى نقابة مصر؟ «باغتهم أبو العربى بالسؤال» ■ يعنى إيه مجلس شعب؟ - يعنى مكان بيقعد فيه الناس اللى اختارهم الشعب عشان يرعوا شؤون ومصلحة الشعب. ■ ويعنى إيه شعب؟ - يعنى إحنا. ■ وانتم تبقو مين؟ «صمتوا وانتظروا شرح أبو العربى الذى بدأ يشرح لهم» - إنتو الزرّاع والصناع والعمال والصيادين والبمبوطية والشرطة والجيش وكل أصحاب المهن والطوايف، صح؟ - صح يا أبو العربى. ■ وعايزين حد ينوب عنكم ويمثلكم ويرعى شؤونكم ومصالحكم اللى هىّ مصالح البلد.. صح؟ - صح يا أبو العربى. - ومعظم الناس اللى مرشحة نفسها عشان تنوب عنكم فى الكبانيه، اللى اسمه مجلس الشعب ده، قدام قوى وبياعين روبابيكيا، جايين يبيعولكم بضاعة مضروبة، بضاعة متّاكلة قبل كده، واللى أكلوها استنطقوها كمان، شوية تجار دين على شوية تجار سياسة على تجار عملة على تجار شنطة على تجار شعارات على شوية عائلات على شوية فلول. ■ والعمل يا أبو العربى؟ نعمل نقابة مصر. ■ ودى نعملها إزاى يا أبو العربى؟ - كل طايفة فيكم ليها نقابة تنتخب نقيبها، واللى مالوش نقابة له اتحاد ينتخب رئيسه، واللى مالوش اتحاد له رابطة تنتخب رئيسها، وكل نقيب وكل رئيس اتحاد ورابطة وطايفة على طول يمثلها أوتوماتيكياً فى النقابة الكبيرة.. نقابة مصر.. اللى هتحل محل مجلس الشعب، ويبقى وفّرنا التعب والمليارات اللى هتتصرف على مسرحية الانتخابات الفاشلة.. خلو بالكم مصر مش بلد نامية، مصر بلد موقوف نموها من زمان بفعل فاعل. ■ طب والأحزاب يا أبو العربى؟ - الأحزاب فى العالم كله بتصلى للى بيمولها، لو انتخبت حزب بتموله السعودية يبقى السعودية اللى هتحكم مصر، ولو بتموله إسرائيل تبقى إسرائيل اللى هتحكم مصر، ولو بتموله شركات متعددة الجنسيات، تبقى الشركات اللى هتحكم مصر، ولو بتمولها عصابة، تبقى العصابة اللى هتحكم مصر، ومصر اتهرت حكم عصابات وماعدش فيها نفس. ■ يعنى الجيش هو اللى يحكم يا أبو العربى؟ - الجيش ماينفعش يلعب سياسة، لأنه ماينفعش تلعب معايا سياسة وانت راكب دبابة وأنا صدرى عريان. ■ يبقى الإسلاميين؟ - زى الجيش، لأنه ماينفعش تلعب معايا سياسة وانت حاطط سيف التكفير على رقبتى. ■ أمّال مين اللى هيحكم مصر يا أبو العربى؟ - حكومة إنقاذ. ■ وحكومة الإنقاذ دى مين اللى هيختارها؟ - رئيس الحكومة. ■ ومين اللى هيختار رئيس الحكومة؟ - نقابة مصر هىّ اللى هتختاره.. وهىّ اللى هتراقبه هو وحكومته.. وهىّ اللى هتحاسبه لو فشل يعوّم المركب الغرقانة، لأن كل مهمته تعويم المركب، مهمته عملية إنقاذ سريعة، مطلوب حكومة إنقاذ، مش حكومة مرتزقة. ■ ولمّا نقابة مصر هىّ اللى هتختار الرئيس، وهىّ اللى هتراقبه وتحاسبه، يبقى مين اللى هيحاسب النقابة يا أبو العربى؟ - إنتم.. كل طايفة هتحاسب نقيبها، واللى مش هيبقى فيهم قد المسؤولية، طايفته تعمل انتخابات جديدة فورا وتخلعه وتجيب غيره يمثلهم فى نقابة مصر. ■ بس كده يا أبو العربى إنت خليت مصر طوايف؟! - ما هىّ طوايف.. طوايف الشعب العامل، ولازم كل طايفة تختار نقيبها، ويقعد كل النقبا مع بعض فى نقابة مصر الكبيرة يشرّعوا القوانين ويتكلموا ويتناقشوا ويتشاوروا، وكل واحد فيهم يعرف ويحس بوجع التانى، لازم كل السلوك تتوصل ببعض، بكده الكهربا تسرى فى أعصاب الجسم الكبير.. جسم مصر المشلول.. ساعتها بس هتقدر تقف على رجليها وتسيب الكرسى المتحرك، ونبطل نقول اللى يحب النبى يزق، مصر مش محتاجة زقة، مصر محتاجة تسيب الكرسى المتحرك وتقوم تمشى على رجليها وتجرى وتنط وتطير، وتطلع ترشق عَلَمها على سطح القمر. ■ تفتكر ده هيحصل يا أبو العربى فى يوم من الأيام؟ - هيحصل.. بس يوم ما نبطل نقول فى المتقال، ونعيد فى المتعاد، ونقرا فى المقرى، ونكتب فى المكتوب، ونذاكر فى المتذاكر، ونطبل فى المتطبل، ونلحن فى المتلحن، وناكل فى المتاكل، ونجرب فى المتجرب، وندق على المدقوق.. دقت ساعة العمل.