حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بلال فضل يكتب في التحرير: ذكر ما جرى بين ثورة يناير وثورة يوليو
نشر في كلمتنا يوم 23 - 07 - 2011

على هامش اللقاء الدورى للثورات الذى يعقده التاريخ احتفالا بالثورات الجديدة لتعريفها على تجارب الثورات القديمة والاطمئنان على الشعوب التى لم تثر بعد، التقت ثورة يناير بثورة يوليو فى أروقة اللقاء ودار بينهما هذا الحوار الذى كان خيالى الشاهد الوحيد عليه..
■ ثورة يوليو (مستاءة): إيه مش سامعانى عمالة أناديكى من الصبح، يا ثورة يناير يا ثورة يناير، فى إيه؟ إنتى عمالة تتهربى ليه منى من أول ما شفتينى؟ إيش حال لو ماكناش بنمثل بلد واحدة..
■ ثورة يناير (وهى تبدو متبرمة قليلا): ما هى دى المشكلة، بصراحة أنا مش شايفة أى داعى إن حضرتك تيجى هنا من أصله.
■ ثورة يوليو (بذهول): ليه إن شاء الله؟ إنتى بتقولى إيه يا بنتى؟
■ ثورة يناير (وهى تحاول تجنب المواجهة): أنا مش بنت حد على فكرة.
■ ثورة يوليو: طيب يا اللى مش بنت حد، تقصدى إيه إن ماكانش لازم آجى هنا من أصله؟
■ ثورة يناير: يعنى بصراحة وجودك ماعادش ليه لازمة، كنتى بتمثلى مصر على أساس إن ثورة تسعتاشر ماتت ومايصحش ماحدش يمثل مصر دوليا فى مناسبات زى دى، بس أظن دلوقتى كل ثورة لازم تعرف حجمها كويس، ده إذا كان يصح نسميكى ثورة أصلا.
■ ثورة يوليو (تذهل قليلا ثم تستجمع قواها وتقول بحدة): الله الله.. أول ما شطح نطح، لا إصحى يا ماما، أنا عارفة حجمى كويس، إنتى اللى لسه ماحدش شاف لك حجم أصلا عشان يتعرف، ولّا نسيتى نفسك.
■ ثورة يناير: من فضلك وطى صوتك لو سمحتى، أنا حجمى العالم كله شافه، ميادين مليانة بملايين بتهتف «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، مش شوية ضباط اتقلبوا على ملك مش مركز وحطوا مكانه حداشر ملك، ولّا إتناشر، هو اللى عملوكى كانوا كام؟ أصل هم خلصوا على بعض فماعادش حد فاكر منهم ناس كتير.
■ ثورة يوليو: أيوه كده إظهرى على حقيقتك، أنا من ساعة ماشفتك وقلت الثورة دى مش مستريحة لى، ولقيتك بتتصورى معايا وانتى شكلك مغصوبة، وبتكلمينى قدام الثورات التانية وانتى زى ماتكونى واكلة سد الحنك، بس قلت أستحمل عشان منظرنا قدام الناس. لكن كويس إنك طلّعتى اللى جواكى عشان الأمور تبقى واضحة.
■ ثورة يناير: وهى الأمور مش واضحة، مش انتى كانوا بيسموكى حركة، وانتى اللى سميتى نفسك ثورة، ولا أنا باتبلى عليكى.
■ ثورة يوليو: حركة مين يا ام حركة، يا حبيبتى الثورات مش بمين اللى يسميها، الثورة يعنى تغيير جذرى فى المجتمع، شوفى مصر قبلى كانت إيه وشوفيها بعدى بقت إيه. إيه مش عاجبك كلامى وبتبتسمى، آه طبعا هتقولى لى شوية كلام العبط إن مصر قبلى كانت جنة الديمقراطية، ما هو انتى ثورة لا قارية تاريخ ولا فاهمة حاجة، وفاكرة الحكاية فتونة وملو ميادين وخلاص. ناسية إنه قبلى كان شعبك فقير ومش لاقى اللضا فى حملة لمكافحة الحفاء، كانت الديمقراطية لعبة لشوية باشاوات وشوية أفندية والشعب مش حاسس بيها أصلا، رجعنا للمواطن حقه فى بلده، خمسين فى المية عمال وفلاحين، تعليم مجانى، خطة خمسية وقطاع عام ونهضة صناعية، الدولة كلها بقت ملك للمواطن المصرى، ولّا انتى ناسية إنه قبلى ماكانش فى حاجة اسمها المواطن المصرى أصلا، كان الكل اسمهم رعايا الملك.
■ ثورة يناير: لا وبعدك بسم الله ما شاء الله بقى المواطن ملك فى بلده، بعد ما كان رعية لملك واحد، بقى رعية لستميت ملك، كل حتة فى البلد بقى فيها ملك فرماناته بتتنفذ والقانون مابيهوبش ناحيته وكلمته فوق كل اعتبار، آه مابقاش فى حفاء، بس بقى فى جزم بياخد بيها المواطن لو طلب حقه فى قسم البوليس، ولاد الفقرا والغلابة بيتمنعوا من القضا والبوليس والسلك الدبلوماسى، وولاد اللى بيعارضوا بيتمنعوا فى كل ده، وفوق البيعة بيتمنعوا من الجامعة والتدريس والوظايف العامة والجيش، الديمقراطية اللى بتقولى عليها بتاعة شوية باشاوات كان على راسها مصطفى النحاس اللى كان محامى وأبوه نجار، كان فى أحمد حسين وحسن البنا ومكرم عبيد وفتحى رضوان ومحمد حسين هيكل والنقراشى وأحمد ماهر، البلد كان دمها بيجرى، جيتى وقفتى دمها فى عروقها وقلتى لها إنك عارفة مصلحتها أكتر منها ومن شعبها، والنتيجة إيه، نسبة العمال والفلاحين اللى فرحانة بيها بقت نصباية بيتضحك بيها على الشعب، والتعليم المجانى طلع أجيال ماتعرفش الفرق بين الألف وكوز الدرة، ده أنا لما باتفرج على اليفط اللى طلعت فى مظاهراتى بابقى مكسوفة من الغلطات اللى فى العربى، بس اعمل إيه مش ذنبى، قال مصر بقت إيه، بقت إيه يعنى مش فاهمة، بعد ما قلتى فى البيان الأول بتاعك إنك قمتى لكى لا يحكمنا ظالم أو فاسد، بقى لا يحكمنا إلا ظالم وفاسد، يعنى كل اللى عملتيه بدلتى الواو بالأو.
■ ثورة يوليو (وهى تغالب ذهولها): هو انتى فاهمة إنك بشوية الكلام اللى قلتيه ده تقدرى تلغينى من التاريخ، هتقدرى تقنعى التاريخ إنه ينسى إنى عملت نقلة فى حياة المصريين، إنه أول مرة المصرى يحكم بلده، بدل ما يحكمه أجنبى.
■ ثورة يناير: وهو محمد على كان أجنبى، ده عمل للبلد اللى ماحدش من اللى جبتيهم عمله.
■ ثورة يوليو: أيوه بينى جهلك أكتر وأكتر، خدى من التاريخ اللى انتى عايزاه، دلوقتى عايزة تنصفى محمد على، بمزاجك هوه أصلا، ناسية إن معايير العصر مختلفة.
■ ثورة يناير: أنا مش عايزة أنصفه، أنا عارفة إنه زيه زى أى حاكم ليه مميزات وليه عيوب، أنا بس عايزة أقولك إن مفهومك للوطنية مفهوم قديم أوى، الوطنية ماهياش شعارات، الوطنية أفعال، خدنا إيه من حسن النوايا، من الكلام الكبير، من الشعارات، مش الشعارات دى هى اللى رفعت راسنا بره بلدنا بس جابت راسنا جوه البلد الأرض. عارفة هتقعدى دلوقتى تقولى لى عبد الناصر كان عظيم والسادات عمل حرب أكتوبر ومبارك حقق الاستقرار والتنمية.
■ ثورة يوليو (مغمغة): ماتخلطيش الأوراق، عبد الناصر كان حاجة والسادات ومبارك حاجة تانية، يعنى ده كلام شرحه يطول.
ثورة يناير (وهى تضحك): أيوه أيوه عارفة الكلام ده كويس، عبد الناصر مات وف جيبه تلاته جنيه إنما السادات ومبارك دول ثورة مضادة، أنا مالى ومال الكلام ده، لما هما ثورة مضادة ماقمتيش تحمى شرعيتك ليه، ماطلعتيش رجالتك عشان يقولوا يا اخوانا مايصحش نسكت على إن بلد بتتباع ومواطن بتتهان كرامته، مش ده اللى حلفنا عليه، مش دى مبادئ الشرعية اللى لازم نحميها.
■ ثورة يوليو: كنتى عايزانى أعمل إيه، أعمل انقلاب عسكرى.
■ ثورة يناير (تهم برفع صوتها ثم تخفضه لكى لا تلفت انتباه الثورات التى تمر بالجوار): وهو انتى إيه أصلا، وبعدين يا ستى آدينى ريحتك من الانقلابات، ماتتعبيش نفسك خالص، الشعب هو اللى ثار بجد، وبيّن إنه حتى الأغانى اللى اتكتبت عشانك مابقاش ليها طعم إلا لما هو اتحرك، اقعدى لنا بقى فى حتة ناشفة.
■ ثورة يوليو: طبعا مانتى لسانك متبرى منك، وفاكرة إن التطاول والإهانة شطارة وجدعنة، عايزة تلغى اللى عملته للبلد، يا شيخة ده كفاية اللى عملته فى حرب أكتوبر.
■ ثورة يناير: أيوه أيوه.. كملى وقولى فى أزهى عصور البنية التحتية، ولّا مكسوفة عشان الفضايح بتاعة البنية التحتية طلعت وريحة التحتية فاحت منها، يا ست هانم حرب أكتوبر دى ماعملتهاش ثورة يوليو بتحكم بشرعية عسكر، عملها شعب مصرى طلع خير أجناد الأرض، عملها جيش منه فلاحين وصنايعية ومثقفين وعلماء وجهلة ومستريحين وغلابة ومسلمين ومسيحيين ويمكن لولا اللى عملتيه فى البلد كان ممكن يبقى فيه يهود كمان بيحاربوا ضد الصهاينة دفاعا عن بلدهم. وبعدين تقدرى تقولى لى بعد الحرب عملتى إيه فى الأرض اللى حررتيها، اللى ماتقدريش تحطى فيها قوات إلا بحساب، الأرض اللى المصرى اللى على قد حاله مايحلمش يدخلها ويتمتع بيها زى ما بيتمتع الإسرائيلى اللى بنحميه أكتر مما بيحميه بوليس بلده، الأرض اللى حررناها عشان ينهبها بطلك ورجالته وياكلوا من خيرها هم لوحدهم، ويسيبوا الشعب فقير، صحيح مش جعان، بس بيتبهدل عشان يجبب اللقمة، صحيح مش حافى، بس بيحفى عشان يجيب الجزمة.
■ ثورة يوليو: إنتى جاية تزايدى عليا عشان غلطات ناس، جاية تحملينى أخطاء ناس الله أعلم إذا كانوا خونة ولا أغبياء.
■ ثورة يناير: ما هو أنا حصلت أصلا عشان لا يحكمنا لا خونة ولا أغبياء، عشان يحكمنا ناس يشتغلوا خدامين عندنا بجد مش بالشعارات والكلام الكبير، خدنا إيه من الكلام الكبير بتاعك، فين نتيجته على أرضنا، مابانش ليه فى وشوش الناس وصحتهم وعقولهم وتفكيرهم، عشان يحكمنا ناس يعرفوا قيمة البلد دى اللى فيها خير يكفى شعبها وزيادة، البلد اللى قليتوا قيمتها وبهدلتوها وخليتوها تعيش عالة على العالم، البلد اللى خليتوا ولادها يعدوا بحر الموت عشان يهربوا منها، البلد اللى هزأتوها مع إنها ماكانتش تستاهل ده خالص.
(تنفجر ثورة يوليو فى البكاء، فتصمت ثورة يناير قليلا ثم تقترب منها بمودة وتطبطب عليها)
■ ثورة يناير: الله، إنتى بتعيطى ليه بس؟ أنا ماكنتش أقصد أضايقك والله، بس هى الحقيقة كده، لازم تضايق.
■ ثورة يوليو (تتماسك وهى تنظر لها بذهول): مش ممكن. والله العظيم وأنا اللى كنت فاكراكى هتعتذرى.
■ ثورة يناير (بجدية): مش لما تعتذرى عن اللى عملتيه فى البلد.
■ ثورة يوليو (بانفعال): برضه مصممة تلغى دورى.
■ ثورة يناير: ياستى دورك على عينى وراسى من فوق، مش أنا اللى هاكتبهولك، التاريخ هو يكتبه براحته، الأجيال اللى جاية هى اللى من حقها تحكم عليكى.
■ ثورة يوليو: أيوه والأجيال اللى جاية هى اللى هتحكم برضه على اللى انتى عملتيه، ولما نشوف شطارتك وهل انتى فالحة فى الغاغة والكلام بس، ولّا هتشتغلى، أنا اشتغلت، غلطت ولّا ماغلطتش، بس اشتغلت.
■ ثورة يناير: وهو انتى سايبانا نشتغل، مانتى كابسة على نفسنا، ياستى اقعدى معززة مكرمة وسيبينى أنا كمان اشتغل وأجرب حظى.
■ ثورة يوليو: ليه؟ وهو البلد دى حقل تجارب عشان كل واحد يجرب فيه.
■ ثورة يناير: مانتى جربتى فيه لغاية مانحلتى وبره، إشمعنى دلوقتى.
■ ثورة يوليو: أنا قلبى على مصر ومش هاسمح لحد إنه يبهدلها.
■ ثورة يناير (تشيح بوجهها وتغمغم): لا واضح.
■ ثورة يوليو: بتبرطمى بتقولى إيه.
■ ثورة يناير: لا مافيش، مش هاعيد كلامى تانى، بس اللى مايشوفش من الغربال يبقى أعمى.
■ ثورة يوليو: ماشى يا ستى، عموما آدينا داخلين على انتخابات أهوه وهنشوفك هتعملى إيه للبلد دى.
■ ثورة يناير: لا هاعمل لها كتير، عشان أنا اللى طلعنى للدنيا مش طبقة هتجامل بعضها عشان تشوف مصالحها وتدى باقى الطبقات على دماغها وتشغلها عندها سخرة، ولا اللى عملنى عسكر هيفكروا فى امتيازات ليهم ولأسرهم وولادهم، أنا عملنى شعب بحاله، الشعب ده هو اللى هيقول كلمته فى صندوق الانتخابات زى ما قالها فى الميادين، جايز يغلط، وماله، بس غلطته هيصلحها بعد أربع سنين، مش هيفضل مستنى عزرائيل عشان يصلحها له، ولو جاله حد حب يتملعن ويتبت تانى فى الكرسى عشان هو اللى علم الشعب العزة والكرامة وهو اللى قال الكلمة بحكمة فى الوقت المناسب ويا هو يا الفوضى، هيطلع له الشعب تانى يعلمه الأدب ويعرفه إن الشعب ده أكبر من كل اللى حكموه واللى هيحكموه.
■ ثورة يوليو (بابتسامة غامضة): طب يا ستى، ومين يكره.
■ ثورة يناير (بحدة): لا فى كتير يكرهوا. فى كتير نفسهم تخرب عشان يقولوا شايفين كنتو فى نعمة، كان مالها شرعية يوليو.
■ ثورة يوليو (بانفعال): وهى هتروح فين شرعية يوليو، ماحدش يقدر يلغيها.
■ ثورة يناير (بابتسامة ساخرة): لو الكلام ده هيريحك، إفضلى قوليه، بس لازم تعرفى إن شرعية يوليو بخ، خلاص راحت يوم 28 يناير، يوم ما الشعب لا خاف من بوليس ولا جيش ولا سلطة ولا دياولو، لو بتسألى على شهادة الوفاة بتاعة شرعيتك هتطلع بإذن الله يوم ما أول رئيس منتخب يحلف اليمين قدام أول برلمان منتخب بحق ربنا، انتخابات هنحميها بدمنا وأرواحنا، هنموت عشان تطلع محترمة ونضيفة، ساعتها هيبقى مكانك
■ ثورة يوليو (تقاطعها بحدة): هه، إوعى تغلطى.
■ ثورة يناير (بضحكة رايقة): لا ماتخافيش، أنا مهما يبان إنى غلاطة، بس أنا عارفة وفاهمة كويس، هيبقى مكانك متحف التاريخ، هو اللى يحكم عليكى بمعرفته.
■ ثورة يوليو: طب ولما انتى شاطرة وواعية كده أهوه خايفة ليه من الانتخابات؟
■ ثورة يناير: مين دى اللى خايفة من الانتخابات.
■ ثورة يوليو (بسخرية): أمال كل شوية الدستور أولا، التطهير أولا، الفقراء أولا، مش عارف إيه أولا.
■ ثورة يناير: وطبعا انتى مبسوطة من الكلام ده.
■ ثورة يوليو: وهانبسط ليه، مش انتى ثورة المفروض تبقى عارفة طريقها.
■ ثورة يناير: أنا عارفة طريقى كويس أوى، جايز عندى ناس لسه تايهة شوية، الحماس واخدها، الظلم قاهرها، حاسة إن اللى عملته فى ميادين التحرير كبير أوى وشريف أوى وطاهر وشجاع ونبيل، وكان نفسها تاخد القصاص للشهداء اللى اتقتلوا باسم حماية شرعيتك، كانت شايفة إن أحلامها ماهياش مستحيلة عشان تتحقق، شايفة إن طول ما فى ناس تبعك فى الحكم هيعملوا المستحيل عشان يبوظوا اللى أنا عملته عشان الشعب ينفض من حواليا، بس صدقينى أنا واثقة إن كل دول هيعرفوا إنه لما تيجى شرعية جديدة هى اللى هتعمل كل ده، هى اللى هتحاسب الكل، هى اللى مش هتسيب حتة فى البلد إلا لما تطهرها وتنضفها.
■ ثورة يوليو (بغيظ): قصدك إيه؟
■ ثورة يناير (وهى تنظر فى عينيها بثبات): قصدى إن مصر خلاص اتغيرت، ومن حقها تعيش زى أى بلد فى الدنيا مافيهاش خطوط حمرا غير الشعب، فيها عدالة مابتوقفش مستحية قدام حد، فيها بوليس بيخدم الشعب بجد وبيتفرم لو اتنطط على الشعب، فيها دولة قوية مش دولة ورق شغالة عشان تخلص سبوبات لعصابة بتحكمها، فيها جيش قوى ومتطور بيحمى حدود البلد وبيتحرك وفقا للسياسة الخارجية اللى بيحددها الشعب من خلال برلمانه المنتخب، فيها جامعة مستقلة وحرية تفكير واعتقاد وحرية صحافة وإعلام مستقل مش دلدول لنظام ولّا لرجال أعمال.
■ ثورة يوليو (تضحك ساخرة): طب يا ستى بكرة نقعد ع الحيطة ونسمع الزيطة.
■ ثورة يناير (تقترب منها وتسدد نظرات واثقة فى عينيها وتقول لها بكل ثقة): هيحصل، عشان لو ماحصلش هتقوم ثورة تانية فى شهر تانى، والشعب فى الآخر هياخد اللى هو عايزه، لما يعرف إن قوته فى إن الملايين تتوحد ورا هدف واحد، مش إنه يبقى ناس متفرقة بعضهم واخده الحماس أكتر من اللازم، وبعضهم واخده العقل أكتر من اللازم. مش هتسمعى زيطة، لا هتسمعى صوت بناء وعدالة ونهضة ودين بيغير حياة الناس وسلوكها وتنمية وتعليم وأفكار واستثمار وزراعة ومصانع وصحة وفن ورياضة وقراية وكتابة وشعر ومزيكا. بعد إذنك، عشان لازم أخش أقول كلمتى للتاريخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.