جاء فى الرسالة رقم 69 الصادرة عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ما يلى: «إن الفتنة التى تسعى إليها حركة شباب 6 أبريل للوقيعة بين الجيش والشعب ما هى إلا هدف من الأهداف التى تسعى إليها منذ فترة، وقد فشلت بسبب الخطوات التى اتخذت أخيرا». ولم يكتف المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بهذه الكلمات الخطيرة، لكنه أضاف إليها كلمات أخطر، على لسان اللواء حسن الروينى، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إذ تحدث سيادته عن أن حركة 6 أبريل تتلقى أموالا من الخارج، فمن أجل أى شىء تتلقى حركة سياسية أموالا من جهات أجنبية؟ يقول اللواء إنها تتلقى الأموال من أجل تقويض أركان الدولة! ولم يكتف سيادته بكل هذه التهم، التى تصل إلى حد الخيانة العظمى، وتكفى تماما للوصول بأصحابها إلى حبل المشنقة! ولكنه أضاف أن أعضاء حركة 6 أبريل يتلقون تدريبا فى الخارج، وحدد إحدى الدول الأجنبية، وهى صربيا! فكيف تصدر مثل هذه الكلمات غير المسؤولة من قيادات الجيش المصرى؟! يا سيادة اللواء، إذا كانت معلوماتكم صحيحة، فما كان يصح أبدا أن تصدر مثل هذه الرسالة عن المجلس الأعلى، وما كان يليق بك أن تتحدث عنها فى الفضائيات المصرية وغير المصرية، فالواجب عليك فى مثل هذه الحالة أن تتوجه فورا إلى النائب العام ببلاغ، مرفق به كل المستندات الدالة على صحة ما تدعى، حتى يحاكم هؤلاء العملاء الخونة، الذين يبيعون أوطانهم مقابل حفنة من الدولارات!! ومن العجيب أنه فى نفس يوم صدور البيان العسكرى، كان المشير طنطاوى يخطب، ويتحدث عن أن «تماسك الجبهة الداخلية وصلابتها ضرورة لمواجهة التحديات الراهنة»، فهل هذه هى طريقة التعامل مع «الجبهة الداخلية»، ممثلة فى فصيل سياسى وطنى أسهم فى إسقاط الديكتاتور المخلوع؟! ولا يجب أن ننسى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كان صامتا أمام مشروع التوريث المسخر له كل إمكانات البلد على مدى سنوات عدة، بينما حركة 6 أبريل، وغيرها من الحركات النضالية والاحتجاجية، كانت تعمل بشجاعة ونبل ووطنية من أجل الوقوف فى وجه النظام الساقط، ومشروع توريثه المهين للوطن. وقد شاركت الحركة فى العمل السياسى بداية من 6 أبريل 2008، فى دعوة عمال المحلة للإضراب العام، وتضامنت معها القوى الوطنية، كما أن لها دورا رائعا فى ثورة يناير، وحتى الآن تواصل الجهاد من أجل تحقيق كل مطالب الثورة وأهدافها. إن دور حركة 6 أبريل لا يمكن أن ينكر، فهى جزء عزيز وغال من الحركة الوطنية المصرية، وأى هجوم عليها هو هجوم على الثوار. ومن ثم فأفضل ما يمكن أن يفعله المجلس الأعلى للقوات المسلحة، هو أن يسارع بإصدار رسالة أخرى يصحح خلالها ما جاء فى رسالته السابقة، فلا يصح أبدا أن ينسب مثل هذا الكلام لثوار التحرير، ففى ذلك إساءة كبرى لأرواح شهدائنا الأبرار. والله الموفق.