أتمنى من إدارة الأهلي أن تعمل ذكاءها ومكرها، ولا تنجرف وراء نجومية العواجيز، وتستجيب للابتزاز الذي يمارسه عليها كابتن أحمد حسن، الذي لم يراع العيش والملح والجميل الكبير الذي صنعه الأهلي معه، عندما تعاقد معه بعد أن أنهى حياته الكروية في الخارج، وجاء ليستجم في القلعة الحمراء، التي لم تستفد منه بقدر ما أعطته، وجلس موسما بكامله للعلاج والاستشفاء، وعندما غادر السرير في نهاية الموسم الحالي لم ينتظر حتى يحسم فريقه البطولة. وبينما الأهلوية كبيرهم وصغيرهم وإدارتهم وجهازهم الفني منشغلون في المباريات الفاصلة والحاسمة، كان الكابتن يفاوض الزمالك ويسرب الأخبار في المواقع الإلكترونية والصحف عن اجتماعاته ولقاءاته مع المسؤولين الزملكاوية، ويذيع الشروط التي يفرضها عليهم.. التعاقد ثلاث سنوات وثلاثة ملايين في الموسم، وهي مدة ومبالغ وهمية بالمقارنة بعمره (36 عاما) أو قدرته على العطاء، وهي محدودة، وكلها أمور يجب أن توضع في الاعتبار عند التجديد في الظروف الطبيعية، أما في حالة أحمد حسن فيضاف إليها ما فعله مع النادي الأهلي في الأسبوعين الماضيين، وإلحاحه على التجديد في هذه الفترة الحرجة، ثم التهديد بالزمالك.. لو بيدي الأمر لقلت له ألف سلامة، والقلب داعيلك، وبالمناسبة كان هذا رأيي عندما فعل أحمد غانم سلطان مع الزمالك نفس الأمر، وراح يفاوض الأهلي في منتصف الموسم، ناسيا أن فريقه تحمل العشرات من أخطائه القاتلة، وبالفعل كان مكسبا كبيرا للزمالك أن يرحل للأهلي، ولكنها سنة الصراع العقيم بين القطبين، أعطته ما لا يستحق، وبقي في الزمالك، ليواصل الفريق تجرع أخطائه وضربات جزائه. وظني أن الأهلي لديه فرصة ثمينة لإلقاء كرة النار المسماة أحمد حسن في حجر الزمالك، وربنا يهني سعيد بسعيدة.. أما إخوتنا الزملكاوية الذين يتكالبون على الجلوس والمفاوضات مع النجم العجوز.. فأريد أن أسألكم عن مفهوم الكرامة وعزة النفس من وجهة نظركم، أليس هذا هو أحمد حسن الذي أذلكم، وكسر أعناقكم وأهان رئيسكم السابق ممدوح عباس، عندما عشمه بارتداء الفانلة البيضاء، وراوغه وتعاقد مع الأهلي.. تتفاوضون معه الآن بعد أن وصل لسن خيل الحكومة.. أذكر أنني سمعت إبراهيم حسن يقول: إن الزمالك لن يفاوض لاعبا رفضه، فما المتغير الجديد الذي استجد حتى تغير رأيك؟ اللاعبون المصريون الذين يستحقون التنازع عليهم، يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة، ليس من بينهم أحمد حسن، أما أبرزهم فهو شيكابالا، ويأتي بعده بخطوات كثيرة لاعبا المقاولون محمد صلاح ومحمد النني، وأحمد حمودي من سموحة.. هؤلاء هم الأبرز هذا الموسم، ومن ثم يكون الكلام عن أحمد حسن هو كلام يصلح للاعبي الطاولة على مقهى العواجيز، إلا إذا كان الزمالك يخطط للمنافسة الموسم المقبل على درع دوري المعاشات.