السياحة العلاجية أصبحت مصدرا رئيسيا للدخل القومي.. ومصر تعد من أهم الدول العربية في ذلك المجال بسبب أسعارها وسمعتها الدولية وشهرة مقاصدها ومزاراتها تتميز مصر بالعديد من المقاصد والمزارات السياحية، التي تجعلها أشبه بقبلة للسياح الوافدين من أنحاء مختلفة من العالم، للاستمتاع بالطبيعة الساحرة والمناظر البديعة، وهو ما فرض على الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها خلال السنوات القليلة الماضية، اتخاذ خطوات أكثر جدية من أجل الاستفادة من الكنوز السياحية التي أهملت في سنوات سابقة، والتي يكمن أبرزها في السياحة العلاجية، والتي أصبحت تعد من أبرز مصادر الدخل في العديد من بلدان العالم بالخارج، ومصدرا تعتمد عليه بلدان كثيرة في العالم. وتعتمد السياحة العلاجية على استخدام المصحات المتخصصة أو المراكز الطبية التي تتوفر فيها تجهيزات طبية وكوادر بشرية تمتاز بالكفاءة العالية، بحيث تتميز كفاءةً وسعراً عن تلك الموجودة في الكثير من دول العالم الأخرى، فتجتذب مواطني هذه الدول لتلقي العلاج فيها. وبالنسبة لمصر بالتحديد فهناك الكثير من التخصصات وتعتمد السياحة العلاجية على استخدام المصحات المتخصصة أو المراكز الطبية التي تتوفر فيها تجهيزات طبية وكوادر بشرية تمتاز بالكفاءة العالية، بحيث تتميز كفاءةً وسعراً عن تلك الموجودة في الكثير من دول العالم الأخرى، فتجتذب مواطني هذه الدول لتلقي العلاج فيها. وبالنسبة لمصر بالتحديد فهناك الكثير من التخصصات الطبية ذات السمعة الممتازة دولياً من حيث كفاءة القائمين عليها وجودة الخدمات المقدمة، وكذلك أماكن تقديمها والأسعار التنافسية الملائمة لها مثل: جراحات التخسيس وجراحات التجميل وعلاج الأسنان وعلاج العيون، وكذلك علاج الأمراض الجلدية. السياحة الاستشفائية أما السياحة الاستشفائية، فهى تعتمد على توفر بعض العناصر الطبيعية الصحية المفيدة في علاج بعض الأمراض، مثل: ينابيع المياه المعدنية والكبريتية -كالموجودة في إندونيسيا في أكثر من مدينة ومراكز الاستشفاء المتخصصة بقبرص وحمام بورقيبة في تونس والبحر الميت وحمامات ماعين في الأردن- وكذلك نقاء الجو وجفافه، بالإضافة إلى التعرض لأشعة الشمس المشرقة، فضلا عن الدفن في الرمال الساخنة، بغرض الاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية والروماتيزمية وأمراض العظام. 8.6 مليون سائح وحسب تقرير لمنظمة السياحة العالمية حول قائمة أكثر الدول نموا فى قطاع السياحة، جاءت مصر فى المرتبة الأولى بعد استقبالها 8.6 مليون سائح عام 2017، بنسبة زيادة تقدر ب55.1 % عن عام 2016، موضحة أن أكثر المدن المصرية شهرة بالنسبة للسياح الأقصر والجيزة. كما أعلنت المنظمة ترتيب أكثر الدول زيارة من قبل الأجانب، حيث جاءت فرنسا فى المركز الأول للمرة الثانية على التوالى، حيث زارها 86.9 مليون سائح عام 2017، فيما جاءت إسبانيا فى المركز الثانى بعدد 81.8 مليون زائر، ثم أمريكا ب75.9 مليون سائح. وفي سياق مواز، تشير بعض التقارير إلى أن 80% من حركة السياحة العالمية تذهب للسياحة الترفيهية والعلاجية، و15% للسياحة الثقافية. أبرز الدول في مجال السياحة العلاجية والاستشفائية ومن بين تلك الدول، ألمانيا، التي يطلق عليها اسم "مستشفى أوروبا"، لاستقبالها ما يقرب من 250 ألف مريض سنويًا من مختلف دول العالم بسبب اعتمادها على أحدث التقنيات في مجال العلاج الطبيعي، وكذلك تركيا التي تستقبل سائحين من كل دول العالم خاصة من الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا، حيث تشتهر بريادتها في طب العيون، والليزر، وعلاجات أمراض القلب، وأيضا تعتبر دولة سنغافورة قبلة ممتازة للسياحة العلاجية. وكذلك المجر، التي تعتبر السياحة العلاجية من أهم مواردها الاقتصادية، حيث تشتهر بالمنتجعات السياحية، بالإضافة إلى غناها بعيون المياه الجوفية، كما أنها معروفة بعلاج أمراض الأعصاب، والروماتيزم، والأمراض الجلدية، فضلا عن تايلاند التي تعد من أشهر دول العالم في المساج وعلاج آلام العظام والمفاصل، كما تشتهر بمنتجعاتها الطبية. وتعتبر مصر من أهم الدول العربية في مجال السياحة العلاجية، حيث يوجد بها عيون موسى وواحة سيوة، وغيرها من الأماكن التي جعلتها من أهم الوجهات للعلاج بالطين، والرمال، والمياه الكبريتية، بخلاف البرازيل التي تعتبر من أشهر الوجهات في مجال السياحة التجميلية، كونها تشتهر بعياداتها النفسية. وكذلك تستحوذ تونس على ثروات كبيرة من المياه المعدنية الدافئة والحمامات الشعبية الحارة التي تنتشر في شمال البلاد وجنوبها، مما جعلها وجهة مميزة للراغبين في السياحة والاستشفاء من كل بلدان العالم، خاصة من أوروبا وأمريكا والدول الآسيوية. كما يشتهر الأردن بمناطق السياحة العلاجية والاستشفائية، فمن مواقع العلاج الطبيعي التي يقصدها السياح للعلاج البحر الميت وحمامات عفرا، وحمامات ماعين، فضلاً عن كونها مقصداً للمرضى العرب الذين يلجأون للعلاج في مستشفياته. الطب البديل وأمام التطور الهائل في مجالات السياحة الاستشفائية والعلاجية لم تعد المستشفيات التقليدية الحل والطريق الأمثل لراغبي العلاج أو الشفاء من مرض ما، لذلك لجأ الكثير من المرضى خلال السنوات القليلة الماضية، لاستخدام طرق جديدة في العلاج تعتمد على استغلال الطبيعة وما تفرزه من مكونات وعناصر تساعد على الشفاء دون اللجوء للعقاقير أو التحاليل الطبية، ولعل كهوف الملح، تعد أحد أبرز النماذج التي يلجأ إليها الكثير من المواطنين في مصر والسائحين الأجانب على حد سواء، للاستفادة من العناصر الطبيعية التي تحويها تلك الكهوف والتي تسهم بنسبة كبيرة في الشفاء، والتي انتشرت في مصر مؤخرا، وارتبط إنشاؤها بالمناطق السياحية، وفي عام 2009 تم تدشين أول كهف ملحي مصري في شرم الشيخ. وتعتبر "كهوف الملح" أشبه بمكان يشبه قاعات ال"سبا" بديكورات قوامها الملح الصخري المستخرج من الصحراء الغربية المصرية، حيث تبطن الحوائط والجدران بقوالب من الملح والأرضيات بحبيبات الملح الكريستالي والصخري، وتوجد عدة أرائك ومقاعد مريحة للزوار يستلقون عليها بغرض الاستشفاء، وصنفته شركات السياحة المصرية كأحدث برنامج علاجي سياحي في مصر. مقومات النجاح يقول عماري عبد العظيم عماري، رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية سابقا، إن السياحة العلاجية نمط أصبح سائدا في الكثير من بلدان العالم، مشيرا إلى أن بعض الدول أصبحت تعتمد عليه كمصدر رئيسي في الدخل، منوها بأن السياحة العلاجية ليست رائجة بالصورة الكبيرة في مصر، ولكن هناك جهودا واضحة تقوم بها الدولة المصرية من أجل تنشيط مجالات السياحة العلاجية والاستشفائية. وتابع عماري في تصريحات ل"التحرير"، أن مصر تمتلك العديد من المقومات والعوامل التي تؤهلها لتبوؤ مكانة أفضل في تلك المجالات، لافتا إلى أن هناك بعض المقاصد السياحية مثل مطروح وسفاجا والواحات والفرافرة والوادي الجديد وأسوان وواحة سيوة تشكل مصادر جذب للسياح الوافدين من دول مختلفة من الخارج. فيما أوضح جمعة حميدة العقوري، مؤسس كهوف الملح في مصر والشرق الأوسط، أن فكرة إنشاء كهوف الملح ترجع للقرن الثامن عشر، أي ما يقرب من 300 عام، ولكنها بدأت في مصر منذ عام 2009، منوها بأنه استطاع الربط بين العلوم المصرية القديمة والعلوم الحديثة في إنشاء كهوف الملح، لاعتماده على استخدام الملح في عصر القدماء واستغلاله في مجال التحنيط، حيث كانت "نفرتيتي" و"كليوباترا" تستخدمان كهوف الملح في عمليات التجميل وترسلان رحلات استكشافية من أجل الملح. وتعتمد تلك الفكرة على الملح الذي يتم استحضاره من الصحراء الغربية ويكون له تأثير فعال في الشفاء من الكثير من الأمراض من خلال استنشاق جزيئات الملح التي تقوم بتنظيف المسالك التنفسية، فالملح معقّم ومضاد طبيعي للبكتيريا، كما يعمل الملح الصخري على تفتيت الطاقة السلبية في الجسم والتي تتكون من الأيونات السالبة، ما يساعد على الاسترخاء وتحقيق الهدوء النفسي والحدّ من التوتر. وأوضح العقوري أن الكهوف تعتبر جزءا رئيسيا من برنامج السائح الوافد من أي دولة، لافتا إلى أن الأجانب لديهم اهتمام كبير بفكرة السياحة العلاجية. وأشار إلى أن مصر تعد من أكبر الدول في إنشاء كهوف الملح، مستشهدا على سبيل المثال: "دبي والكويت والأردن يوجد بها كهف ملح واحد فقط"، مشيرا إلى أن هناك 7 كهوف ملح موجودة في طابا وشرم وبورتو السخنة وحدائق الأهرام والمهندسين وسيوة ومرسى مطروح.