مصر أكبر دولة في إنشاء كهوف الملح.. وهناك 7 كهوف ملح موجودة في طابا وشرم وبورتو السخنة وسيوة ومرسى مطروح ومناطق حدائق الأهرام والمهندسين وتستخدم لعلاج الأمراض الجلدية لم تعد المستشفيات التقليدية الحل والطريق الأمثل لراغبي العلاج أو الشفاء من مرض ما، لذلك لجأ الكثير من المرضى خلال السنوات الماضية، لاستخدام طرق جديدة في العلاج تعتمد على استغلال الطبيعة وما تفرزه من مكونات وعناصر تساعد على الشفاء دون اللجوء للعقاقير أو التحاليل الطبية. ولعل كهوف الملح، تعد أحد أبرز النماذج التي يلجأ إليها الكثير من المواطنين في مصر والسائحين الأجانب على حد سواء، للاستفادة من العناصر الطبيعية التي تحويها تلك الكهوف والتي تسهم بنسبة كبيرة في الشفاء. ووفقا للدراسات والبحوث، أثبتت قدرة الملح الصخري على علاج الكثير من الأمراض، ومنها الربو والحساسية والتهاب الجيوب الأنفية، كما يساعد على التخلص من بعض الأمراض الجلدية، كالصدفية والإكزيما. وانتشرت الكهوف الملحية في مصر مؤخرا، وارتبط إنشاؤها بالمناطق السياحية، حيث توالى بناؤها في مدن شرم الشيخجنوبسيناء، ووفقا للدراسات والبحوث، أثبتت قدرة الملح الصخري على علاج الكثير من الأمراض، ومنها الربو والحساسية والتهاب الجيوب الأنفية، كما يساعد على التخلص من بعض الأمراض الجلدية، كالصدفية والإكزيما. وانتشرت الكهوف الملحية في مصر مؤخرا، وارتبط إنشاؤها بالمناطق السياحية، حيث توالى بناؤها في مدن شرم الشيخجنوبسيناء، والغردقة بمحافظة البحر الأحمر، ومنتجع بورتو سخنة بمحافظة السويس (شرق القاهرة)، وفي عام 2009 تم تدشين أول كهف ملحي مصري في شرم الشيخ. وتعتبر "كهوف الملح" أشبه بمكان يشبه قاعات ال"سبا" بديكورات قوامها الملح الصخري المستخرج من الصحراء الغربية المصرية، حيث تبطن الحوائط والجدران بقوالب من الملح والأرضيات بحبيبات الملح الكريستالي والصخري، وتوجد عدة أرائك ومقاعد مريحة للزوار يستلقون عليها بغرض الاستشفاء، وصنفته شركات السياحة المصرية كأحدث برنامج علاجي سياحي في مصر. وتعد دول روسيا وبيلاروسيا وبولندا وإستونيا، بجانب بعض دول أوروبا الغربية، ومنها ألمانيا والسويد، أبرز الدول التي تنتشر فيها الكهوف العلاجية. وتعتبر الكهوف الملحية من أبرز مظاهر السياحة العلاجية، حيث لاقت الفكرة استحسان الكثير من المواطنين والسائحين الوافدين من الخارج. "التحرير" التقت جمعة حميدة العقوري، الأثري ومؤسس كهوف الملح في مصر والشرق الأوسط، للتعرف على فكرة كهوف الملح وأسباب انتشارها وكيفية تأثيرها في تنشيط السياحة العلاجية ومدى قدرتها على علاج الكثير من الأمراض. يقول "العقوري" إن فكرة إنشاء كهوف الملح ترجع للقرن الثامن عشر، أي ما يقرب من 300 عام، ولكنها بدأت في مصر منذ عام 2009، منوها بأنه استطاع الربط بين العلوم المصرية القديمة والعلوم الحديثة في إنشاء كهوف الملح، لاعتماده على استخدام الملح في عصر القدماء واستغلاله في مجال التحنيط، حيث كانت "نفرتيتي" و"كيلوباترا" تستخدمان كهوف الملح في عمليات التجميل وترسلان رحلات استكشافية من أجل الملح، مدللا على قوله بوجود عيون كبريتية للملكة كيلوباترا في سيوة، مردفا: "لا أحد يستطيع إنكار أهمية الملح، ولولا البحيرات المالحة لتعفن الكون، وعلينا أن نحمد الله على الطبيعة التي حبانا بها". "كهوف الملح تساعد في الشفاء من الكثير من الأمراض مثل طرد الطاقات السلبية وعلاج الغدة الدرقية والربو والحساسية والكثير من الأمراض الجلدية والتنفسية"، يكمل العجوري، موضحا أن الملح يتم استحضاره من الصحراء الغربية ويكون له تأثير فعال في الشفاء من الكثير من الأمراض من خلال استنشاق جزيئات الملح التي تقوم بتنظيف المسالك التنفسية، فالملح معقّم ومضاد طبيعي للبكتيريا، كما يعمل الملح الصخري على تفتيت الطاقة السلبية في الجسم والتي تتكون من الأيونات السالبة، ما يساعد على الاسترخاء وتحقيق الهدوء النفسي والحدّ من التوتر. ويضيف مؤسس كهوف الملح في مصر والشرق الأوسط، أن مصر أكبر دولة في إنشاء كهوف الملح، مستشهدا على سبيل المثال: "دبي والكويت والأردن يوجد بها كهف ملح واحد فقط"، مشيرا إلى أن هناك 7 كهوف ملح موجودة في طابا وشرم وبورتو السخنة وحدائق الأهرام والمهندسين وسيوة ومرسى مطروح. وأوضح العقوري، أن رسوم الدخول لكهوف الملح لا تختلف بين المصري والأجنبي، موضحا أن رسم الدخول يتراوح ما بين "75 إلى 100 جنيه"، للحصول على جلسة لمدة 45 دقيقة فقط، منوها بأن الكهوف تعتبر جزءا رئيسيا من برنامج السائح الوافد من أي دولة، لافتا إلى أن الأجانب لديهم اهتمام كبير بفكرة السياحة العلاجية. وأوضح مؤسس الكهوف الملحية، أن هناك اتجاها لإنشاء أول فندق ملحي، موضحا أن مصر تعتبر من أهم الدول التي تهتم بتلك الفكرة، موضحا أن هناك اتجاها لدعم وتطوير فكرة الكهوف الملحية في المرحلة المقبلة. فيما يقول محمد متولى، أحد مستخدمي كهوف الملح: "سعيد بالتجرية.. والعلاج بالملح الصخري ساعدني كثيرا في الشفاء من بعض الأمراض الجلدية التي كنت أعاني منها.. وأتمنى تكرار التجربة مرة أخرى"، منوها بأنه اعتاد زيارة تلك الكهوف في أثناء زيارته شرم الشيخ وسيوة من أجل الاسترخاء، ولما لها من قدرة على طرد الطاقة السلبية والحصول على قسط من الراحة، بعيدا عن ضغوط الحياة والمشكلات اليومية. ويرى الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن كهوف الملح تعد أحد مظاهر الاستشفاء العلاجي، منوها بأن الملح الصخري مفيد في علاج الأمراض الجلدية مثل الحساسية المزمنة والإكزيما والصدفية، وكذلك علاج الأمراض الروماتيزمية، مشددا على ضرورة أن يخضع ذلك لإشراف المتخصصين من الأطباء لتحديد نوعية الملح الصخري والعديد من العوامل الطبية الأخرى. وأضاف عز العرب أن السياحة العلاجية تعتمد على العلاج من خلال استخدام مكونات الطبيعة، مشيرا إلى أن تلك الأنواع تسهم في علاج بعض الأمراض التي يعاني منها المرضى، ويأتي إليها الكثير من السائحين الوافدين من دول مختلفة من أجل الاستفادة من تلك العناصر الطبيعية.