شقيق الشهيد: «محمود كان قلبه ميت وبينزل يفض مشاجرات بالسيوف.. ساعة الثورة نزل يعمل الحملات بنفسه، وهو الوحيد اللى مبيخفش.. حضر جنازة أم واحد صاحبه يوم استشهاده» «سلم علينا في البيت واحد واحد، وفرحانين إن ربنا نوله الشهادة، بس زعلانين على الفراق، فرحانين إنه نال الشهادة، وإن شاء الله هينور لينا آخرتنا زى ما كان منور دنيتنا، الله يرحمه كان هيطلع عمرة يوم الأحد الجاى هو وأمه»، كلمات مؤثرة جاءت على لسان وقلوب أسرة أمين الشرطة محمود أبو اليزيد، شهيد حادث الدرب الأحمر الإرهابي، الذي راح ضحية إرهابي خسيس فجر نفسه في وجه قوات الأمن، في أثناء مأمورية للإيقاع به، قبل أن يكتشف رجال الشرطة مصنع متفجرات ضم كمية كبيرة من المواد المتفجرة، والمواد الخام المستخدمة في تصنيع المتفجرات، مما أنقذ المنطقة من كارثة محققة. «التحرير» هاتفت أسرة الشهيد، فقال والده الحاج أبو اليزيد، «محمود الله يرحمه، أنا عرفت بالخبر من ابن بنتي، لأنى كنت نايم وقت الحادثة، محدش رضي يقولي، لقيت حفيدي بيقولي يا جدي في خبر عايز أقوله ليك بس خايف عليك، قلتله إيه، قالي خالي حودة متعور في المستشفى تعويرة بسيطة». يكمل والد «التحرير» هاتفت أسرة الشهيد، فقال والده الحاج أبو اليزيد، «محمود الله يرحمه، أنا عرفت بالخبر من ابن بنتي، لأنى كنت نايم وقت الحادثة، محدش رضي يقولي، لقيت حفيدي بيقولي يا جدي في خبر عايز أقوله ليك بس خايف عليك، قلتله إيه، قالي خالي حودة متعور في المستشفى تعويرة بسيطة». يكمل والد الشهيد موضحا أنه اتصل بنجله أمين الشرطة على الفور، لكن هاتفه لم يجبه فقد كان غير متاح، «اتصلت بحمادة ابني لقيته مش عارف يتكلم، وقالى أخويا مات يابا، بس مات راجل». وأشار «أبو اليزيد» إلى أن الشهيد لديه زوجة و3 أطفال، أكبرهم هاجر لم تتخط ال 10 من عمرها ومحمد 9 سنوات، وأحمد 7 سنوات، «إحنا بندور على حق ولاده دلوقتي.. أبوهم ضحى بروحه ونفسه عشان يفادي ناس كتير». واتفق معه ابنه حمادة، قائلا «لولا محمود أخويا ماكانوش اكتشفوا مصنع المتفجرات اللى لقيوه في شقة الواد الإرهابي، أخويا موته كان السبب في إنهم يلاقوا العبوات دى، شالوها في عربيتين نقل من شقة الواد اللى فجر نفسه». وتابع لافتا إلى أنه دائما ما كان يحذر شقيقه من التهور في عمله، نظرا لأن طبيعة شغله تحفها المخاطر، إلا أنه كان مقداما دائما وسط زملائه، وهنا تدخل الأخ الأصغر لمحمود، ويدعى سمير أبو اليزيد، قائلا «محمود أخويا كان أشطر واحد في مباحث الدرب الأحمر وسط زمايله، بيشتغل بضمير، ساعة الثورة بينزل يعمل الحملات بنفسه، وهو الوحيد اللى مبيخفش من أى حد.. وكتير كان بيدخل مشاجرات بالسنج والسيوف ويمسك المجرمين اللى فيها من غير خوف». يكمل سمير، مشيرا إلى أن زملاء أبو اليزيد طلبوا شهادات ميلاد زوجته وأطفاله الثلاث و«منتظرين يعملوا إجراءات معاشه، بس إحنا عايزين حق عياله الصغيرين، الفراق صعب ووحش، إحنا زعلانين على الفراق، بس واثقين إن شاء الله إن محمود هينور لينا آخرتنا زى ما كان منور دنيتنا، ربنا يصبرنا كلنا على الفراق». «حودة، الله يرحمه كان حنين واللي مش موجود بيتصل يسأل عليه، يوم الحادثة راح حضر جنازة أم واحد زميله»، يوضح شقيقه سمير أبو اليزيد، معقبا «حقه إن الرئيس السيسي يذكر اسمه هو مش أقل من أى حد». يعاود الأب حديثه موضحا أنه في صباح اليوم التالي للحادث، وتحديدا الساعة الخامسة فجرا، وصلته رسالة من هاتف «حودة» ابنه، كما هو يسميه على هاتفه، تفيد أن تليفونه «بقى مفتوح»، وعقب «اتصلت تاني بس محدش رد عليا، مبقدرش أنزل عشان رجلي وجعاني». ولفت والد الشهيد قائلا «إحنا طلعنا عمرة قبل كده أنا وأمه، وحودة طلع الباسبور من أسبوع، كان هيسافر يوم الأحد الجاى، وكان عايز ياخدنى معاه تاني العمرة، بس أنا رجلى تعباني، في الآخر صمم إنه ياخد أمه، قالها أنا عايز أطلعك معايا يا أما، هعدى عليك بكرة الصبح بدري هاخدك أجددلك الباسبور بتاعك، صبح الصبح وراح جدد الباسبور بالفعل لأمه، وعمل باسبور ليه.. الحمد لله ربنا يرحمه هو هيعمل العمرة اللي كان نفسه فيها في الجنة». يوضح أشقاء الشهيد، أن أخاهم يعمل بقسم شرطة الدرب الأحمر منذ أكثر من 20 عاما، وحصل على ليسانس الحقوق و«ذاكر عشان يترقى يبقى ظابط.. بس مترقاش، مبيحبش يظلم حد، في مكالمة جاتله قبل الحادث بيومين، رد عليها وقال لأ أنا مبحبش آخد حد كده، بحب آخد الواحد بشيلته، الله يرحمه مظلمش حد وكان محبوبا من زمايله كلهم، وصاحب واجب مع زمايل المنطقة، حسبنا الله ونعم الوكيل».