أحدهم حصل على «الإعدادية» وسافر بحثًا عن لقمة العيش الأمهات للمسؤولين: ارحموا قلوبنا اللي اتكسرت
خيمت حالة من الحزن والقلق على أهالي 5 عمال من قرية الحامولي بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، اختطفتهم جماعات مجهولة وطالبت بفدية مقابل إطلاق سراحهم، وإذا لم يتم الدفع سيتم قتلهم. رصدت "التحرير" منازل أسر المختطفين القديمة والمتهالكة، وبعضها آيل للسقوط، ولكنها في النهاية 4 حيطان تأوي وجوه عابسة زادها الفقر عمرًا على أعمارها، ووسط دموع وآهات تخرج من القلب تنتزع منك روحك حزنًا على حالهم، هذا هو حال أهالي وأمهات العمال ال5 المخطتفين في محافظة مصراتة بدولة ليبيا وطلبوا فدية نصف مليون دينار مقابل إطلاق سراحهم. تقول والدة العامل المختطف علاء محمد ربيع عيد، 18 عامًا: "ابني خلص الإعدادية ولما حاول يقدم في الدبلوم رفضوه علشان درجة ودوخت على المدارس مفيش ولا مدرسة قبلته قالي خلاص يا أمي أنا هسافر اشتغل عند أخويا أحمد في ليبيا، أجيب حتى مصاريفي وأبقى أدخل المدرسة السنة اللي جاية، ورزقي على الله، وسافر منذ 4 أشهر، وبيشتغل عامل يومية بيقعدوا في حوش ويستنوا رزقهم لما ييجي حد من الليبيين يطلبهم في الشغل، وكان بيكلمني على النت دايمًا صوت وصورة يطمني عليه". وأضافت ودموعها تنهمر من عنينها: "آخر مرة كلمني يوم العيد، وقالي كل سنة وإنتي طيبة يا أمي خلي بالك من نفسك والسنة الجاية أكون معاكي ومن بعدها مسمعتش صوته، واتصلت عليه تليفونه مقفول وكلمنا أخوه كتير مردش علينا، وأول امبارح اتصل بأبوه وقاله علاء و4 من زمايله اتخطفوا، أنا كنت طلعت شغل وعرفت إنهم كانوا قاعدين في الحوش وجه جماعة ليبيين قالولهم فاضيين تشتغلوا معانا في المباني وأخدوهم واتصلوا بيا قالولي عايزين نصف مليون دينار علشان نطلق سراحهم وقدمنا بلاغ هنا". وتكمل الأم المكلومة: "إحنا غلابة أوي لا زرعة ولا قلعة وعيالنا بيسافروا من غلبهم، ولما الأبواب بتتقفل هنا في وشهم، أنا بناشد المسؤولين يرحموا قلوبنا اللي اتكسرت يرحموا عجزنا وشيبتنا ويرجعولنا ولادنا". وأشارت والدة المختطف إلى أن والده يعمل "صول" ولديهم كشك بسيط في مدخل القرية وهذا كل مصدر رزقهم، وابنها الأكبر عامل يومية، والثاني سافر ليبيا منذ عام، والثالث الذي تعرض للاختطاف، ولديها ابنة متزوجة، وولد في الصف الخامس الابتدائي، معلقة: "لو الخاطفين يعرفوا حالنا مكانوش عملوا كده، هو لو إحنا معانا المبلغ اللي هما طالبينه عمرنا ما كنا سفرنا ولادنا وبهدلناهم في الغربة، دي الغربة تربة". أما نشوى محمد عبد الحميد، زوجة شقيق العامل المختطف علاء، فلم تتماسك وانهارت في البكاء، مؤكدة أن زوجها وهو الشقيق الأكبر لعلاء، الذي سبقه للسفر إلى ليبيا منذ عام يروي لها أنهم يعانون الويل هناك ويتعرضون للمخاطر والمتاعب ولا أحد يقدرهم ولكن ليس أمامهم حل آخر، خاصة أن راتب والدهم والعائد من الكشك لا يكفي مصروفات عائلتهم. وعلق عبد التواب محمود، جد علاء: "إحنا ولادنا بيتشعبطوا في حبال الهوا علشان رزقهم، لو كانوا لقيوا رزقهم هنا مكنوش سافروا بس الحوجة مرة ومش هيقعدوا هنا لما يمدوا إيديهم"، مُشيرًا إلى أن الخاطفين يطلبون فدية 90 ألف دينار عن كل عامل". ولفت إلى أن الخاطفين يسمحون للعمال باستخدام هواتفهم المحمولة لدقائق لإخبار ذويهم بالفدية المطلوبة وكيفية دفعها، مؤكدًا أنهم سافروا، أمس الأربعاء، إلى السفارة الليبية بالقاهرة، وقدموا شكوى، كما تقدموا ببلاغ إلى النائب العام، مُطالبًا المسؤولين بالتدخل قائلًا: "إحنا عيالنا منعرفش عنهم حاجة ومنهم واحد مسافر من 4 أيام يعني مش معاهم حاجة علشان يدفعوا الفدية المطلوبة".