قد تكون الصين اختارت الوقوف على الحياد في الصراعات التي لا تخصها، إلا أنها لم تتوان في استغلال هذه الصراعات لصالحها، وبيع أسلحتها للأطراف المتنازعة تدخل الحرب الأهلية السورية عامها الثامن، حيث يخوض أطرافها الصراع مستخدمين أسلحة نارية من جميع أنحاء العالم، ففي حين كانت الأسلحة الأمريكية والروسية هي الأكثر شيوعًا في الوقت الحالي، إلا أن حصة الأسلحة الصينية في ساحة المعركة تزيد بسرعة غير مسبوقة، ففي الوقت الذي اتخذت فيه الصين موقفا محايدا من هذا الصراع، إلا أن الأسلحة الصينية تحملها أيادي المتمردين، ومقاتلي داعش، وقوات النظام، فكيف وصلت هذه الأسلحة إلى هناك؟ وهل لديها أي مزايا أو أفضلية على الأسلحة الروسية والأمريكية؟ وتحاول مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية الرد على هذا التساؤل، حيث تشير إلى أن السلاح الصيني الأكثر شيوعا في الشرق الأوسط هو البندقية من طراز 56، وهو نوع معدّل من الرشاشات الكلاشينكوف. حيث تم تصدير البندقية 56، بأعداد كبيرة إلى الشرق الأوسط خلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، حيث قامت بكين بتسليح وتحاول مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية الرد على هذا التساؤل، حيث تشير إلى أن السلاح الصيني الأكثر شيوعا في الشرق الأوسط هو البندقية من طراز 56، وهو نوع معدّل من الرشاشات الكلاشينكوف. حيث تم تصدير البندقية 56، بأعداد كبيرة إلى الشرق الأوسط خلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، حيث قامت بكين بتسليح كل من إيرانوالعراق بها خلال حرب الخليج الأولى، وكان ذلك بداية انتشار البندقية في كل مكان في المنطقة. حيث شوهدت في أيدي المتمردين العراقيين، وتشكل الجزء الأكبر من ترسانة تنظيم "داعش"، كما أن البندقية 56، واحدة من أهم الأسلحة التي يستخدمها الجيش السوري الحر، وجيش النظام السوري. ويمكن أن يأتي انتشار البندقية 56 في ساحة المعركة بسبب انتشار المخزون القديم، واستمرار شركة "نورينكو" في تصنيع البندقية المنتشرة في أسواق الأسلحة الدولية، للتصدير. الصين في إفريقيا.. «يد تحمي السلام ويد تبيع السلاح» وتشير المجلة الأمريكية إلى سلاح صيني آخر مثير للاهتمام وهو الرشاش الثقيل "دبليو 85"، ففي الوقت الذي استخدمت فيه الأطراف المتصارعة في الحروب السابقة في المنطقة، رشاشات ثقيلة سوفييتية، إلا أن الحرب الأهلية السورية شهدت ظهور "دبليو 85" الصيني. ويعد "دبليو 85" نسخة حديثة من الرشاش السوفييتي الثقيل "دي إس إتش كيه"، وذلك باستخدام غرفة غاز أمامية جديدة، وتغيير البدن لتقليل الوزن، حيث يبلغ وزن الرشاش الصيني نصف وزن نظيره السوفييتي، مما يجعله أسهل وأسرع في الحركة. التشابه مع المدفع الرشاش الأقدم، يعني أن الأطقم المدربة على استخدام رشاشات "دي إس إتش كيه" القديمة، لن تواجه صعوبة في استخدام "دبليو 85". ويتم استخدام "دبليو 85" بشكل أساسي ضد طائرات النظام السوري، حيث شوهد الرشاش الصيني في عدة صور وهو به عدد من التعديلات تشمل منظارا مضادا للطائرات. لماذا توسع الصين وجودها العسكري في إفريقيا؟ ومن بين الأسلحة الأخرى المدهشة، "نوريكو سي كيو"، وهي نسخة صينية من الرشاش "إم 16" الأمريكي، التي ظهرت في أسواق الشرق الأوسط بأسعار أقل بكثير من البندقية الأمريكية الأصلية، مما يجعلها خيارا جيدا للمتمردين الذين يريدون الظهور بمظهر أكثر احترافية من نظرائهم. وليس من الواضح مصدر هذه البنادق، حيث اشترت إيران بنادق "سي كيو" وتنتجها بموجب ترخيص من الشركة الصينية، إلا أن بنادق مشابهة لتلك التي شوهدت في الشرق الأوسط، تم رؤيتها وتصنيعها بموجب ترخيص آخر في السودان. في الوقت نفسه شوهد مسدس "نورينكو إن بي 20" على نطاق واسع في أسواق الأسلحة في المنطقة، حيث نشرت شركة "ملحمة" للاستشارات العسكرية الجهادية، مقطع فيديو لتدريبات باستخدام المسدس الصيني الصنع، الذي يقال إنه المسدس الأكثر شيوعا في بعض مناطق العراق وسوريا على الرغم من انتشار مسدسات "جلوك" الأمريكية و"طارق" العراقية. وأشارت "ناشيونال إنترست" إلى أنه بسبب تشابهها مع المسدسات الغربية، غالبا ما كانت تُختم مسدسات "إن بي 20" بعلامات غربية في محاولة لزيادة قيمتها. هل ستشتري مصر السلاح الصيني؟ وقد شهدت أسلحة صينية أخرى استخدامها في الصراع بأعداد أقل، حيث سمح موقف الصين المحايد، وقدرة تصنيع الأسلحة الكبيرة لها بإنتاج أسلحة للأطراف المتصارعة وتوفيرها تحت غطاء محمي من وكلائها المحليين، وفي المستقبل، يمكن أن تصل الأسلحة الصينية إلى الثوار في جميع أنحاء العالم.