شهد عام 2018 اشتعال العديد من الملفات السياسية على المستوى العالمي، والتي من شأنها أن تُلقي بظلالها على مجريات الأوضاع العالمية في الأعوام المقبلة. لم يكن أكثر المتشائمين بشأن 2018، يتوقع أن يشهد العام الذي شارف على النهاية كل هذه الأحداث التي من المتوقع أن تغير المشهد السياسي على مستوى العالم في العام المقبل، لا سيما في ظل حالة من الفشل تسيطر على الأطراف المتصارعة في العديد من الملفات بالتوصل إلى حلول نهائية لتلك الأزمات. وشهد عام 2018 كلمات الحسم في العديد من الملفات التي امتدت لسنوات طويلة، كما أنه أسس أيضًا لأخرى قد يطول انتظار الحسم فيها، خاصة وأن بعضها قد يؤثر على السياسات الدولية في العالم. الكوريتان لم تنتظر كوريا الشمالية طويلًا في عام 2018، لتبدأ محاولات تغيير واقعها السياسي وإقامة علاقات أكثر انفتاحًا مع العالم في يناير، حيث وجدت بيونج يانج أن استضافة جارتها كوريا الجنوبية لدورة الألعاب الشتوية فرصة كبيرة لاستعادة -ولو جزء بسيط - من العلاقات بين البلدين. كوريا الجنوبية تبحث زيارة زعيم الكوريتان لم تنتظر كوريا الشمالية طويلًا في عام 2018، لتبدأ محاولات تغيير واقعها السياسي وإقامة علاقات أكثر انفتاحًا مع العالم في يناير، حيث وجدت بيونج يانج أن استضافة جارتها كوريا الجنوبية لدورة الألعاب الشتوية فرصة كبيرة لاستعادة -ولو جزء بسيط - من العلاقات بين البلدين. كوريا الجنوبية تبحث زيارة زعيم جارتها الشمالية وقبلت كوريا الجنوبية مشاركة جارتها الشمالية في دورة الألعاب، حيث أوفدت بيونج يانج وفدًا بقيادة شقيقة زعيمها كيم جونج أون لزيارة سيول، وهو ما خلق فرصة جيدة لتوطيد العلاقات. تبع تلك الصلات غير المعتادة، سلسلة من الاجتماعات واللقاءات بين مسؤولي البلدين، كان أبرزها عندما التقى كيم بالرئيس الكوري الجنوبي مون جاي على الحدود بين البلدين في منتصف سبتمبر، كما تم تعزيز هذا اللقاء باجتماع على مستوى ممثلي حكومتي البلدين خلال أكتوبر. قمة سنغافورة وخلال مايو كان لقاء السحاب عندما قابل ترامب زعيم كوريا الشمالية في سنغافورة، لتبدأ بذلك واشنطنوبيونج يانج صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية. أكثر 8 مواقف غرابة من قمة كيم وترامب وأعقب هذا اللقاء سفر بومبيو للقاء المسؤولين في بيونج يانج، وذلك على الرغم من كونه قد ألغى زيارة سابقة في سبتمبر إلى كوريا الشمالية. الحرب التجارية بدأت الحرب التجارية، التي لم تعرف فصل النهاية حتى الآن، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مارس 2018، عن نيته بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50 مليار دولار على السلع الصينية. وردًا على قرار ترامب، أقدمت الصين على فرض رسوم جمركية مشابهة على أكثر من 128 سلعة ومنتج أمريكي، كان أبرزها فول الصويا. وعلى مدى 4 موجات، فرض البيت الأبيض خلال أبريل ومايو ويونيو ويوليو تعريفات جمركية جديدة على السلع الصينية، بإجمالي مبالغ وصلات إلى 250 مليار دولار. من المستفيد من الحرب التجارية بين الصينوأمريكا؟ ولم تعرف الأزمة انفراجة، إلا بعد عقد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج اجتماعًا في قمة مجموعة العشرين التي أقيمت في ديسمبر، ليتم وضع خارطة طريق تقضي بوقف العمل وفقًا لتلك القرارات لمدة 90 يومًا، لإتاحة الفرصة لمزيد من المفاوضات بين البلدين. الاتفاق النووي شهد الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في 2015 بين القوى العظمى الخمس برفقة ألمانيا، فصل النهاية بعد إعلان الرئيس الأمريكي انسحابه في مايو الماضي. وبموجب الانسحاب استعادت الولايات المتحدة عقوباتها الاقتصادية والسياسية على طهران، والتي كانت قد تم إلغائها بموجب الاتفاق النووي في 2015. وكانت الموجه الأولى من العقوبات الأمريكية، والتي بدأت في أغسطس، تستهدف الصناعات الحيوية، مثل الطائرات والسيارات، بالإضافة إلى منع التعامل التجاري مع إيران في العديد من المشروعات. أمريكا تنسحب من الاتفاق النووي| النفط يقفز.. وإيران: ترامب لا يصلح لمنصبه وعلى الرغم من الآلام الاقتصادية التي ألمت بإيران في الموجه الأولى، إلا أن الثانية التي فُرضت في نوفمبر كانت الأكثر إيلامًا، خاصة وأنها استهدفت قطاعي النفط والبنوك في إيران، بما يعني فقدان الأخيرة لأكثر من 50 من قدراتها الاقتصادية. سقوط الطائرة الروسية كاد عام 2018 أن يعصف بالسياسة التي اتبعتها إسرائيل منذ زمن طويل، والتي تتمثل في الحفاظ على توازن العلاقات مع روسيا، وذلك بعد أن تسببت إحدى مناوراتها العسكرية على الحدود السورية في إسقاط طائرة تابعة لموسكو من طراز إيل – 20 فوق سواحل البحر الأبيض المتوسط. إسرائيل في مأزق.. الاعتراف بالخطأ تعويض روسيا الوحيد عن إسقاط الطائرة وخلال سبتمبر الماضي، أشار تقرير لوكالة الأنباء الروسية سبوتنيك، إلى أن التنسيق المتبادل كان السمة السائدة في العلاقات العسكرية بين روسيا وإسرائيل حول الأوضاع في سوريا، مؤكدة أن موسكو حرصت على مراجعة كافة الحالات التعارضية بين العمليات العسكرية من الجانبين لمزيد من استوضاح الصورة في واقعة سقوط الطائرة. حاولت إسرائيل نفي أي صلة لها بسقوط الطائرة، والذي تم بواسطة الدفاعات الجوية السورية، إلا أن ذلك لم يمنع موسكو من اتخاذ قرارات عقابية، كان أبرزها منح سوريا نظام S-300 الذي كان قد أتم التعاقد عليه منذ ما يزيد على 7 سنوات. السترات الصفراء عرف 2018 سلسلة من الموجات التظاهرية التي هزت العديد من البلدان على مستوى العالم. كان أبرز الموجات التظاهرية في كل من ألمانيا خلال سبتمبر الماضي، وفرنسا في نوفمبر، وهو الأمر الذي اجتذب تسليط الأضواء السياسية على البلدين اللتين لم يعتادا مثل تلك الأوضاع. كانت الشرارة التي أشعلت غضب عدد كبير من الألمان، هو الاعتراض على بعض السياسات الخاصة بالتعامل مع المهاجرين، الأمر الذي أدى إلى اشتباكات واسعة مع قوات الأمن في عدد من المدن. احتجاجات السترات الصفراء.. الشعب VS الحكومة وجاءت تلك الاحتجاجات بعد سلسلة من القرارات الاقتصادية للرئيس إيمانويل ماكرون، أبرزها زيادة الضرائب على الوقود المحروق، الأمر الذي أدى اشتعال الأمور، للحد الذي دفع بعض أعضاء البرلمان الفرنسي للتفكير في كيفية الإطاحة بالرئيس خارج الإليزيه. الإنفاق العسكري كعادته، استطاع الرئيس الأمريكي أن يُصدر أزمة جديدة للاتحاد الأوروبي ودول حلف شمال الأطلسي، وذلك بعدما طالب الأعضاء بزيادة الإنفاق العسكري. الزيادة التي طلبها ترامب لم تكن مرضية للعديد من البلدان في الاتحاد الأوروبي، لا سيما وأن الرئيس الأمريكي يريد أن تُخصص كل دولة عضو في الناتو ما قيمته 2% من إجمالي الناتج القومي في السنة الواحدة. ترامب يقترح على أعضاء الناتو زيادة الإنفاق العسكري إلى 4% وعلى الرغم من وضع عدد من البلدان الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا، لمطالبات ترامب في الاعتبار، إلا أنه من المتوقع فشل تلبية السواد الأعظم من دول اليورو هذه المطالب. نهاية ميركل فاجأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع نهاية أكتوبر، الأوساط السياسية الدولية بإعلانها عدم الترشح مجددًا لقيادة حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي، مع البقاء في منصبها على رأس القيادة السياسية للبلاد. وتولت أنجريت كرامب كارينباور مهام قيادة الحزب الديمقراطي المسيحي خلفًا للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في خطوة من المنتظر أن تقودها إلى أعلى المناصب السياسية في برلين. ومنح تنحي ميركل عن قيادة الحزب، قبلة الحياة للعديد من الفصائل السياسية في ألمانيا، حيث يولي الحزب الأخضر في ألمانيا أهمية كبيرة للعمل على الفوز بمقاعد أكثر في الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي تقام في مايو المقبل، مستغلا تخبط حزب ميركل. ميركل الصغيرة.. كارينباور تسير على خطى المستشارة معاهدة الصواريخ في أكتوبر، خرج ترامب ليُصدر أزمة جديدة للعالم بإعلان إمكانية الانسحاب من معاهدة الصواريخ متوسطة المدى، وهو الأمر الذي اتبعه حالة من الصراع مع روسيا. لماذا تحاول روسيا الإبقاء على معاهدة القوى النووية؟ وبالمثل، خرج الرئيس الروسي بعد ذلك بأيام ليؤكد أنه عازم على تطوير صواريخ نووية متوسطة المدى إذا ما قامت واشنطن بالانسحاب الرسمي والنهائي من المعاهدة التي تم توقيعها في ثمانينيات القرن الماضي.