أمين شرطة مفصول ينهي حياة والده بإمبابة.. المجني عليه راح ضحية نجله المدمن.. القاتل حاول إخفاء جريمته والمباحث كشفت غموض الواقعة في 5 دقائق بدم بارد، تجرد أمين شرطة مفصول من إنسانيته، بعدما سلبت المخدرات عقله، وجعلته لا يفرق بين عدو وحبيب، وأقبل على قتل والده المسن، عقب عودته من صلاة الفجر، انتظره حتى عاد يجر جسده النحيل إلى المنزل، ودعواته بالهداية لنجله، وانتهز فرصة نوم شقيقاته، وسد له طعنة نافذة، دون أن يهتز له جفن، وعلل المتهم سبب ارتكابه الجريمة، برفض والده إقراضه المال لشراء المخدرات.. مأساة عم "محمد موسى" صاحب ال67 سنة، تسببت في حالة من الحزن بين جيرانه بمنطقة إمبابة، الذين أكدوا سوء سلوك نجله، الذي كان سببا في فصله من عمله. صباح مختلف صباح السبت الماضي، استيقظ "عم محمد" لأداء صلاة الفجر وسط أهالي المنطقة، الجميع يشهد له بانتظامه في صلاة الجماعة، ابتسامته لا تفارق وجنتيه التي يستقبل بها الجميع. وعقب انتهاء الصلاة غادر المسجد رفقة جيرانه قاصدا منزله لأخذ قسط من الراحة إذ خلد إلى النوم، لكنه لم يدر بأنها ستكون النهاية. عقب صباح مختلف صباح السبت الماضي، استيقظ "عم محمد" لأداء صلاة الفجر وسط أهالي المنطقة، الجميع يشهد له بانتظامه في صلاة الجماعة، ابتسامته لا تفارق وجنتيه التي يستقبل بها الجميع. وعقب انتهاء الصلاة غادر المسجد رفقة جيرانه قاصدا منزله لأخذ قسط من الراحة إذ خلد إلى النوم، لكنه لم يدر بأنها ستكون النهاية. عقب استغراق صاحب ال67 سنة في النوم، استل نجله "عاطف" سكينا من المطبخ، وتعدى على والده في الفراش بطعنة في الصدر أودت بحياته لكي يتخلص من توبيخ والده الدائم له بسبب إدمانه المخدرات الذي تسبب في فصله من عمله كأمين شرطة بمديرية أمن السويس. اكتشاف الواقعة مع تأخر استيقاظ الأب، حاولت بناته الاطمئنان عليه لكن "عاطف" اعترض طريقهن أمام غرفته قائلا لهن: "سيبوه نايم شوية عشان صحي بدري كان بيصلي الفجر"، لكن كلماته لم تلق قبولا لدى شقيقاته ودلفن إلى الداخل ليجدنه جثة هامدة غارقا في بركة من الدماء تسمرن معها في مواضعهن، أطلقن بعدها صراخا وعويلا. دقائق معدودة تحولت معها المنطقة الشعبية إلى ثكنة عسكرية وسط انتشار رجال المباحث لجمع المعلومات وفك غموض تلك الواقعة. وبسؤال جيران الضحية أكدوا أنه لم يكن لديه أي عداوة، ويحظى بحب واحترام الجميع إلا أن أحدهم أخبر ضابطا بفريق البحث: "الضحية دائم الخناق مع ابنه أمين شرطة مفصول لسوء سلوكه وإدمانه المخدرات"، فكانت تلك الجملة بداية طرف الخيط للوقوف على ملابسات الواقعة. داخل حجرة بالمنزل -مسرح الجريمة- بدأ رجال الشرطة في استجواب نجل المجني عليه، وتلاحظ ارتباكه وعدم اتزانه، وعقب تضييق الخناق عليه اعترف بقتل والده. "التحرير" انتقلت إلى مكان الواقعة؛ للوقوف على ملابساتها، إذ خيم الحزن على قاطني المنزل البسيط بشارع الوحدة بعزبة أبو هنيدي، ويقول أحد الأهالي: "حسبي الله ونعم الوكيل في حد يقتل أبوه.. هي الدنيا جرى فيها إيه يا عالم، ده عمل مع ابنه اللي مايعملهوش أب مع ابنه". ويضيف أن الحاج محمد من الناس القديمة أوي في المنطقة راجل كان شغال موظف في شركة الكهرباء وطلع على المعاش، يوم الواقعة صلى معانا الفجر وقالي أنا هاطلع أنام شوية ونبقى نتقابل بعض الفطار ، متعجبا من فعلة الابن: "إزاي الابن يجيله قلب يمسك سكينة ويقتل أبوه.. أمال لو كان قاسي عليه كان عمل إيه معاه، ده كله عشان مارضيش يديله فلوس يشتري مخدرات"، حسب قوله. ويوضح الحاج سيد، صاحب ورشة سيارات، أن المجني عليه بذل جهدا كبيرا لإلحاق نجله بمعهد أمناء الشرطة: "كان بيكلم طوب الأرض عشان يتقبل.. ده جزاءه يا عالم وترك له شقته عشان ابنه يتجوز فيها واشترى شقة بعديهم بكام بيت". ويلتقط "محمد" طرف الحديث مؤكدا سوء سلوك المتهم "كان مغلب أبوه وياما اتخانق معاه علشان عايز فلوس يشرب مخدرات وعمل كذا مشكلة في الشارع بسبب معاكسته للفتيات"، متذكرا ما حدث قبل الواقعة بأسابيع وإثارته للمشكلات مع جيرانه حتى وصل الأمر لمشاجرة ارتكب خلالها أفعالا صبيانة: "شكله اتجنن"، حسب تعبيره. ويتذكر الجار أن "عاطف" هدد والده وشقيقاته بسكين حال عدم منحه أموالا مما دفع الأب لإيداعه مصحة لعلاجه، لافتا إلى أنه تم اكتشاف الواقعة في تمام الثامنة مساء مع حضور بنات المجني عليه للاطمئنان عليه فوجدوه غارقا في دمائه: "مرة واحدة سمعنا صوت صراخ بنات عم محمد بيقولوا أبويا اتقتل". وأردف: "كل خناقات عاطف مع والده كانت بسبب الفلوس لرغبته في شراء مخدرات اللي أدمنها وتسببت في فصله من عمله"، مؤكدا أن قوات الأمن حضرت بعد 5 دقائق من البلاغ، واصطحبوا "عاطف" إلى القسم.