والدة المتهم تنكر القضية وتنهار فى البكاء.. والمتهم: قتلته وقعدت بجوار جثته اشتكى.. الأهالى: المتهم أدمن المخدرات كانت الأجواء هادئة فى شارع دريس بعزبة هنيدى بمنطقة إمبابة، أسدل الليل سكونه على الحى الشعبى لا شيء سوى صوت المارة وحركة السير الطبيعة حتى قطع السكون دوى صراخ من منزل الحاج محمد محمود مرسى العقار رقم 26 الذى تحول إلى قبلة المارة والموجودين فى المنطقة، بعد أصوات الاستغاثات التى اندلعت منه والعثور على جثة غارقة فى دمائها. لم يكن يدرى الحاج أبو عاطف أن تنتهى حياته على يد ابنه أمين الشرطة المفصول منذ سنوات عدة، عقب عودته من صلاة الفجر وقيامه بتجهيز الإفطار، ثم تركه وذهب إلى النوم، فاستغل عاطف نوم والده، واستل سكينًا من المطبخ وطعنه بطعنات عدة أدت إلى وفاته فى الحال فى تمام السابعة صباحًا. عاش أمين الشرطة المفصول حياة مرفهة محتميًا فى البدلة الميرى، قبل أن تتحول حياته رأسًا على عقب بعد طرده من الجهاز الشرطى بالسويس، بسبب سوء سلوكه وإدمانه المواد المخدرة، التى عانى منها أهالى المنطقة أيضا، فعاطف الذى يهابه المواطنون بسبب افتعاله الأزمات مع الأهالى بسبب إدمانه الاستروكس والمخدرات وترويع المواطنين حول حياة المنطقة إلى جحيم. ظن الوالد أن انهماك نجله فى العمل الخاص سينهى ألمه من فصله من وظيفته إلا أن الحال تبدل ودخل الابن فى دوامة التعاطى والانغلاق على نفسه. حاول الحاج محمد أبو عاطف تهدئة ابنه الذى رآه مدمرًا أمام أعينه إذا بذل جهودًا مضنية لعلاجه فى مستشفى العباسية للأمراض النفسية، إلا أن أمين الشرطة المفصول رفض الانصياع لوالده مبررًا "هو أنا مجنون"، بحسب جورج أحد جيران المتهم. ويضيف جورج، ل"المصريون"، أن الوالد اعتاد الإلحاح على ابنه بضرورة العلاج، بدلًا من الانزلاق فى بحر المخدرات والعيش فى دوامة الاكتئاب، إلا أنه يرفض المحاولات بل دائم التعدى عليهم وضربهم وافتعال الأزمات معهم، حتى يأس الرجل الستينى من محاولات إقناع والده بالعلاج، ما شكل للابن عُقدة وخلق شعورًا بالاضطهاد. وقبل عدة أشهر سمع الأهالى دوى صراخًا وشجارًا من منزل الحاج محمد محمود، إذ قام الشرطى المفصول حاملًا بأنبوبة بوتاجاز وسط المنزل، صارخًا: "ماحدش يقرب منى.. هولع فى المكان واللى فيه إلا أن الأهالى نجحوا فى طمأنته وتهدئته ومنعه من افتعال الكارثة حتى شكا لهم من معاملة والده واتهمه باضطهاده، فطلب الأهالى من الرجل الستينى حسن معاملة نجله بسبب الظروف التى تسيطر عليه. يستكمل جورج: "أنا رجل مسيحى، لكنى أعلم الضحية جيدًا فكان على خلق يحب الخير لأهل المنطقة، لم يفتعل مشاكل طيلة حياته.. لم يستحق هذه الموتة البشعة". وتابع أن والده نجح فى الحصول على عقد عمل لعاطف فى الخارج، دب الأمل فى نفس الرجل الستينى لاستعادة ابنه العافية مرة أخرى، إلا أن عاطف خيب ظنه.. وعاد بقضية "تحرش"، ضاعفت من عذاب الأب. ويضيف الشاهد أن والد عاطف كان ميسور الحال، ورغم ذلك كان دائم التعدى على أصحاب المحال لسرقة أموالهم رغما عنهم. يمتلك الضحية شقتين فى المنطقة، ومع غروب نهار الجمعة، وبدأ الليل ينسج خيوطه، رن هاتف المحمول لترد الأم على إحدى قريباتها التى أكدت لهم أنها ستزورهم غدًا، حتى دب النشاط فى السيدة العجوز، لتبدأ الأم فى رحلة تنظيف الشقة التى يبعدون عنها عدة أمتار لتستقبل الضيوف بعيدًا عن مشاكل ابنهم. يقول إسلام عبدالعليم، أحد جيران الضحية، إن السيدة استشعرت غياب زوجها، وعندما سألت ابنها عاطف عن والده رد قائلًا: "لا أعلم"، وعندما سألته عن مفتاح الشقة لم يجب حتى دب القلق فى نفسها وأقدمت على كسر باب الشقة لتلقى زوجها ملقى على ظهره غارقًا فى دمائه. يضيف إسلام، ل"المصريون"، أن الزوجة العجوز دوى صوتها فى المكان حتى أقبل عليها مهرولًا ليجد الزوج غارقًا فى دمائه وبه آثار الطعن.. همّ الشاب الثلاثينى على رفع الحاج محمد من الأرض ثم اتصل بالإسعاف وقسم إمبابة. ويتابع الشاب الثلاثينى أن الشاب سيئ السمعة له سجل حافل بافتعال المشاكل ودائم الاعتداء على أهالى المنطقة، ولم يرحم توسلات وآهات والده العجوز وقتله بدم بارد. أما الحاج السيد، أحد جيران الضحية، فقال إن المتهم كان يتمتع بكامل قواه العقلية حتى دخل فى مرض نفسى، وحينما فصل من عمله فى جهاز الشرطة زاد عليه الاكتئاب. الواقعة بدأت بإخطار تلقاه العقيد محمد عرفان، مفتش مباحث شمال الجيزة، من النجدة يفيد بوقوع مشاجرة بشقة داخل عقار بدائرة قسم شرطة إمبابة ووقوع قتيل، على الفور انتقل المقدم محمد ربيع رئيس مباحث إمبابة والضباط إلى محل الواقعة، وبالفحص تبين وجود جثة مسن فى عقده السابع مسجاة على أرضية الشقة وبها طعنات فى الصدر والبطن، واتهم الجيران نجله أمين الشرطة المفصول بقتله. وأمام المقدم محمد ربيع رئيس مباحث إمبابة، رفض الابن الاعتراف بقتل والده وأمام تكثيف التحقيقات انهار الابن قائلًا: "أنا اللى قتلت أبويا". يدخل الابن فى صراع وعويل أمام أورقة المحققين، قائلًا: ""بعد فصلى من عملى فى الشرطة نفسيتى تعبت.. أبويا كان بيعاملنى على إنى مجنون.. بيكرهنى ومبيحبنيش زى إخواتي.. دخلنى المصحة عشان يخلص مني.. وكل ما أخرج يدخلنى فزهقت وقررت أقتله وقعدت جنب الجثة وكنت بكلمه وقولت له أنت السبب". لم يبد على الابن علامات الندم وبرر جريمته أمام أورقة المحققين قائلًا: "أنا قتلته علشان أرتاح منه".. مضيفًا: "فى السابعة صباحا، وجدت أبى غارقًا فى النوم، وفكرت فى طريقة لقتله واستقررت على طعنه بالسكين وهو نائم وذهبت للمطبخ وأحضرت واحدة وغرستها فى صدره أودت بحياته، وألقيت بالسكين فى نهر النيل ثم عدت إلى المنزل. وبسؤال الزوجة أنكرت واقعة القتل وخلقت واقعة أخرى فى بادئ الأمر أن الحادث "قضاء وقدر" وأن زوجها اختل توازنه وسقط على "سيخ حديدي" أنهى حياته أثناء وجودها رفقة أقاربها بشقتهما الثانية. وبمواجهة الزوجة مرة أخرى، انهارت فى البكاء أمام التحقيقات قائلة: "عاطف ابنى اللى قتل.. بس ده مريض نفسى وبنعالجه"، مضيفة أنها فوجئت بقدوم ابنها إلى الشقة الثانية، أخبرها بأنه لم يجد والده، وذكرت: "قلبى اتقبض وقتها علشان جوزى كبير فى السن ومش بيتحرك كتير"، وأنها فور دخولها الشقة وجدته جثة هامدة غارقا فى دمائه، وأن عاطف اعترف بقتله.