"قتلت أبى...نعم وهذه دماؤه"، بهذه الكلمات أخذ يهذى الجانى، عقب تنفيذه جريمة هزت مشاعر الجماهير بعزبة "هنيدى" ذات الطابع الشعبى، بحى إمبابة، بعدما تلطخت يده بدماء والده. منزل المجني عليه منزل المجني عليه مكان الحادث داخل "عزبة هنيدي".. تلك الشوارع الصغيرة المتراصة جنبًا إلى جنب ذات المساحات الضيقة، تفصلها عقارات بسيطة، وقعت تلك الجريمة التي أصبحت حديث الأهالي وجيران المجني عليه داخل العقار "26" الذي اكتسب شهرته بين أقرانه بعد الدقائق الأولى من اكتشاف الجريمة، لتتعدد الروايات حول سبب مقتل أحد الأهالي على يد نجله أثناء استماعه للقرآن الكريم. روى الجيران تفاصيل الحادث المأسوى ولعل السبب الذى ذكروه هو الحصول على أموال لجلب المخدرات لأمين شرطة مفصول من العمل بسبب سوء سلوكه". سوء أخلاق وأجمع أهالى العزبة أن المتهم كان يثير الكثير من المشكلات عقب فصله من العمل، ومكث بصحبة والده العجوز ليُدخله في دوامة المشكلات التي كان يتسبب فيها الجاني بين الحين والأخر داخل "العزبة" والتي كان آخرها تحرشه بإحدى فتيات دار الأيتام أعلى المسجد المجاور له، ليحدث على أثر ذلك مشادة كلامية بينه وبين شباب المنطقة، تتحول إلى مشاجرة بينهم، وبعد تدخل الأهالي تنفض تلك المشاجرة بسبب حسن سلوك والده ووالدته التي تمكث في شقة بالعقار المجاور لهما. منزل المجني عليه منزل المجني عليه "الابن العاق" "دا واد عاق من يوم ما عرفناه".. هكذا بدأ حديثه "عم جورج".. صاحب محل كهربائي والذى يبعد عن منزل المجنى عليه أمتار قليلة، ساردًا تفاصيل ما يعرفه طوال 3 سنوات عاشهم بجوار شقة المجني عليه، قائلا إن الجانى كان يعمل أمين شرطة بمديرية أمن السويس، وجرى فصله بعد سنوات من بداية خدمته نظرا لعدم التزامه وإهماله فى العمل. ويقول "جورج" سمعة المجنى عليه عقب فصله من العمل ازدادت سوءا نتيجة لاتهامه بالتحرش بإحدى الفتيات، وبسبب تعاطيه للمواد المخدرة، وتسببه في الكثير من المشكلات. ويضيف جار المجنى عليه أن والد الجانى كان يعد الشقة مسرح الجريمة لكى يتزوج بها ولده ولكنه لطخها بدمائه قبل اتمام العرس. واختتم "جورج" الحديث قائلًا: " قتله علشان فلوس المخدرات، دا شاب عاق من يومه، ودلوقتي بيدعي الجنون علشان يطلع من القضية، لكن هو كان عاقل وبلغ على نفسه".. وأكد للشرطة أنه رمى السكينة (سلاح الجريمة) في النيل، وكان طول الوقت بتاع مشاكل". أموال المخدرات أمسك "محمد" أحد شباب المنطقة طرف الحديث مكملًا سرد تفاصيل تلك الواقعة، مشيرا إلى أن الجاني كان دائم الشجار مع والديه بسبب "الفلوس"، منوها إلى أن الجاني قبل فترة من يوم الواقعة تعدى على والدته محدثا إصابتها بجرح قطعي أعلى الرأس؛وكان السبب مطالبته إياها مبلغ مالي لشراء المواد المخدرة، لتتوالى الأيام وتقع حياة والده ضحية إدمانه. يوم الحادث وعن يوم الحادث روى أحد الجيران أنه شاهد المجني عليه يوم الواقعة أثناء تواجده داخل المسجد المجاور لأداء صلاة الفجر "جماعة"، مشيرًا إلى أنه في تمام الخامسة صباحا خرج من منزله على صيحات الجيران بعثورهم على جثة المجني عليه، وبعد بضع دقائق معدودة بين القيل والقال، حتى خرج الجاني عن صمته واعترف بأنه "القاتل". جنون القاتل وحسب رواية الجيران أصيب القاتل بحالة من الجنون اللحظى عقب تنفيذ الجريمة مرددا" أنا اللي قتلته علشان أرتاح منه"، وسدد له 3 طعنات بالرقبة والصدر والبطن، ثم جلس ليشاهد خروج أنفاس والده الأخيرة، وعقب إنهائه الجريمة خرج للشارع وعاد بعد ساعات.