أجبره على بيع الحشيش ورفض.. فمزقه فى الشارع أمام الجيران شقيق القتيل: كنا نستعد لحفل زفافه.. ولكن «كابوريا» قتل فرحتنا 200 جنيه كانت سببًا لإنهاء حياة «محمد» عامل الشرابية، بعدما رفض أمر بائع الحشيش، لمعاونته فى بيع المخدرات، فأراد تأديبه جزاءً له على عدم الانصياع لأوامره وقتله أمام الجيران، لتختلط دماؤه بسكين الغدر. جريمة أبسط ما يقال عليها إنها بشعة.. اجتمعت فيها كل معانى القسوة واللاإنسانية، تنشر تفاصيلها لأول مرة عقب لحظات من القبض على المتهم «حسن» وشهرته «مختار كابوريا». «مختار طعن محمد فى صدره وسط الشارع» جملة ترددت على ألسنة الأهالى، فحتى هذه اللحظة لا حديث سوى عن جريمة القتل البشعة، ففى هذه الحارة الصغيرة البسيطة، لم يعتد قاطنوها على مثل هذه الجرائم. تفاصيل الجريمة وكواليسها أصابت الجميع بالحيرة، فلم يتوقع حتى شقيق المجنى عليه أن يخرج شقيقه للعمل ويلقى طعنات الغدر أمام المنزل وبدلًا من أن يستعدوا لحفل زفافه يجهزون له الكفن لنقله إلى مسواه الأخير، بعد أن اخترقت الطعنات جسده النحيف. تشابكت خيوط الجريمة فى حوالى السابعة صباحًا، استغاثة مدوية ودماء تسيل بغزارة على الأرض، وصرخات نساء هزت تلك الحارة الضيقة، دقائق وكان كل شىء قد انتهى، ارتكب المتهم الجريمة ونفد مخططه الإجرامى ليترك ابن منطقته يصارع الموت. «الصباح» انتقلت إلى مسرح الجريمة، حيث وجدنا السكون يخيم على المنطقة الكل ينظر إلينا وكأنهم يعلمون أننا ليس من سكان المنطقة، الخوف كان واضحًا فى أعين السيدات يحتضن أطفالهن بصورة توحى بخوفهن الشديد مما شاهدوه من قتل فى وضح النهار أمام أعين الأطفال الصغار الذين شاهدوا قتل وسفك دماء أمام أعينهم. روى «عبدالحميد» شقيق المجنى عليه تفاصيل الواقعة قائلًا: «أحنا كنا بنجهز لفرح أخويا.. بعد أن كرمه الله وتاب عن المخدرات وربنا شفاه من الإدمان، ومكناش نتخيل إن نهايته ممكن تكون كده ويتقتل على يد تاجر مخدرات». أضاف: «بعد وفاة والدتنا.. ساءت حالة شقيقى النفسية وبدأ أصدقاء السوء يلتفون حوله، ووالدى رجل مسن لا يقدر على الحركة، فبدأ شقيقى فى تعاطى المخدرات ولكن ساءت حالته الصحية ونجحنا فى إقناعه بدخول مصحة للعلاج، وبعد حوالى 3 أعوام تماثل للشفاء وقرر عدم العودة للتعاطى مرة أخرى». وأضاف: «فى يوم الجريمة خرج محمد كعادته قَبَّلَ يد والده ولم يعلم أن قدره فى انتظاره، قابله «مختار» المعروف بافتعال المشكلات، وتجارة المواد المخدرة، وبدأ فى الحديث معه، ثم تطور الأمر وبدأ يعتدى على أخى بمطواة «قرن غزال» ثم طعنه طعنة نافذة فى الصدر، وقبل الواقعة بنحو أسبوعين أعطى «حسن»، المتهم لشقيقى قطعة مخدرات، وطلب منه أن يبيعها وتسديد ثمنها لاحقًا، إلا أن شقيقى رفض، وطلب من المتهم أن يبتعد عنه، لأنه لا يريد أن يسلك طريق الشر، ووقتها قام الجانى بترك قطعة «الحشيش» لشقيقى، وقال له: «هتبيع دى غصب عنك وأنا مستنى تمنها منك وإلا هتزعل». واستطرد: «يوم الواقعة كان شقيقى يستعد للذهاب للعمل كعادته فهو يعمل فى أحد المطاعم بمنطقة الشيخ زايد بأكتوبر، حتى سمع القاتل ينادى عليه، وعند نزول شقيقى طلب المتهم منه دفع 200 جنيه ثمن قطعة المخدرات، وعندما رفض شقيقى قام بالتعدى عليه بالضرب بمطواة، بتسديد طعنة نافذة بالصدر وفر هاربًا، وبعدها قام الجيران بنقله إلى مستشفى معهد ناصر، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة. وكان الرائد كريم البحيرى، رئيس مباحث قسم شرطة الشرابية، قد تلقى بلاغًا من الأهالى يفيد بمقتل شاب على أيدى تاجر مخدرات بالمنطقة، وبالانتقال تبين قيام «حسن.م» وشهرته «مختار» بطعن جاره «محمد» بسبب المخدرات، وأخطر اللواء أشرف الجندى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، والذى أمر بسرعة كشف غموض الواقعة. وتبين من التحريات وجود خلاف بين المتهم والمجنى عليه بسبب إجبار المجنى عليه على بيع المخدرات ما دفع المتهم إلى طعنه بسلاح أبيض، وأمر اللواء محمد منصور، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة بسرعة القبض على المتهم. ومن خلال الأكمنة التى أعدها رئيس المباحث ومعاونوه تمكنوا من ضبط المتهم واعترف بتفاصيل ارتكاب الواقعة، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.