قصة أدمت القلوب واقشعرت لها الأبدان من هول تفاصيلها الغريبة، بطلها شاب يخطو أولى خطوات حياته نحو المستقبل، وبدلا من أن يفترش سنوات العمر بالطموح والأحلام البراقة، والمستقبل الذى ينير له كل الدروب فضل السير فى الدروب الوعرة المحفوفة بالأشواك، والتى تخلو من أى بريق وهوى الشاب فى بئر المخدرات التى ذهبت بعقله. وأطاحت بأحلامه، وكانت نهاية المطاف أنه قتل والديه وشقيقته من أجل جرعة مخدرات لينتظر حبل المشنقة ليلتف حول رقبته، وتلك الجريمة البشعة هى ناقوس خطر يدق أبواب جميع الأسر المصرية لمواجهة هذا الطاعون الذى يلتهم عقول شبابنا ويدفعهم إلى إزهاق أرواح أغلى الناس من أجل قرص مخدرات. بدأت أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء محمد أبو طالب، مدير أمن بنى سويف، إخطارًا من العميد محمد الحميلى، مأمور مركز بنى سويف بتلقيه بلاغًا من أهالى قرية «أهوه» بقيام عادل عبد العظيم سعد، 21 عامًا، دبلوم فنى ويعمل بالسياحة، بقتل والديه وشقيقته، بتهشيم رءوسهم جميعًا بآلة حادة "قدوم ". كشفت التحريات الأولية لرجال المباحث وأقوال الجيران أن الجانى يتعاطى مخدرات وسبق اتهامه فى قضية شروع فى قتل، منذ عامين سافر إلى شرم الشيخ بصحبة شقيقه "مصطفى" للعمل هناك، وبدأ الابن الضال مشواره مع تعاطى المخدرات بأنواعها، برفقة أصدقاء السوء حتى عاد وترك عمله منذ فترة. روى مصطفى عبد العظيم سعد على"25 عامًا" شقيق الجانى بأن والده "65 عامًا" ويعمل مهندسًا زراعيًا ، ولديه 4 من الأبناء، هم سلوى "35 سنة" تزوجت عقب حصولها على بكالوريوس تربية، لذا نجت من الحادث، ومنى "23 سنة" بكالوريوس تربية، تمت خطبتها، وعادل "21 سنة" "الجانى" وتحدث عن نفسه بأن لديه "25 عامًا" ويعمل بشرم الشيخ فى مجال السياحة، لذا نجوت أنا الآخر من الحادث. أما على عبد الستارسعد رائد ابن عم المتهم، فأكد أن القتيل وأسرته تربطهم علاقة جيدة مع جيرانهم لمجاملتهم لهم فى المناسبات المختلفة، وأضاف لم نسمع يوما أن الأب تشاجر مع أحد أو تطاول باللفظ عليه،ونفى ادعاءات الجانى بأن والده وأمه وشقيقته يعملون بالسحر . وجاءت اعترافات الجانى أمام حسن على محمود وكيل النيابة برئاسة المستشار عمرو مصطفى أنور رئيس نيابة لتقطع الشك باليقين وتوضح أسباب ارتكابه جريمته البشعة. فقال دعانى والدى لتناول طعام العشاء وكان برفقتى "ابن عمى" عبد الوهاب على سعد وهو من عمرى، وقلت له أثناء الأكل أنت بتاكل أكل من حرام لأن فلوس أبويا كلها حرام، وبعد تناول العشاء خرجنا معا نجلس على المقهى وتعاطيت نصف قرص مخدر وأبقيت النصف الثانى معى، وبعد حوالى ساعتين تناولت النصف الثانى لأنها بتعمل معايا حالة انتعاش وحالة مزاجية عالية. وفى الواحدة صباحا عدت إلى منزلى بعد أن أوصلنى ابن عمى وجلست حوالى نصف ساعة أفكر فى كيفية التخلص من "أسرتى" ووالدى ووالدتى وشقيقتى، وما هى الآلة التى استخدمها فى قتلهم، وأثناء ذلك وقع نظرى على شباك المنزل فوجدت ال "قدوم" الذى يستخدم فى وضع التقاوى فى الأرض من أجل الزراعة، فأمسكت به ودخلت إلى حجرة أبى فوجدته غارقا فى النوم لأنه رجل مسن وعمره "66 عاما" فعاجلته بضربة على رأسه، وحاول الوقوف إلا أنه سقط أرضا غارقا فى دمائه، وفى هذا التوقيت استيقظت شقيقتى منى "23 سنة" والحاصلة على ليسانس الآداب والمخطوبة حديثا على أصوات الأنات وخروج الروح من والدى فأسرعت إلى الحجرة التى تنام فيها مع والدتى فعاجلتها بضربة على رأسها فسقطت أرضا غارقة فى دمائها، وحاولت أمى الهرب وقبل خروجها من المنزل جذبتها من شعرها وعاجلتها بضربة على رأسها أيضا بالقدوم فسقطت أرضا غارقة فى بركة من الدماء والمخ خارج رأسها لشدة الضربة. وأضاف : بعد ذلك فوجئت بابن عمى عبد الوهاب على سعد، ومحمود عبدالعال أحمد من أقاربى واستطاعا الإمساك بى وأبلغا نقطة شرطة أهوه وحضر رجال الشرطة وسلمونى للرائد محمود الشريف رئيس مباحث المركز. قال أحمد عويس على "فران" ويقيم فى نفس الشارع وبالقرب من منزل القاتل، استيقظت من نومى مبكرا كعادتى لأننى أعمل فى المخبز المجاور لنا، وقبل خروجى من المنزل سمعت صوت صراخ صادر من أحد المنازل، ولم أستطع تحديد مصدره فخرجت استطلع الأمر فوجدت عبد الوهاب يقول لى تعال يا عم أحمد امسك معانا عادل، إلا أنه تهجم على وكان فى يده قدوم وجرى خلفى ودخلت منزلى وأغلقت الباب خلفى والشباك، وسمعت أصوات ضربات بالطوب وناس بتجرى والقاتل يجرى خلفهم. أضاف أنى لم أسمع أنه كان مريضا، فهو كان يتحدث مع كل الناس بشكل طبيعى وأحيانا يذهب إلى المسجد للصلاة، وسمعت أنه قبل الحادث بثلاثة أيام قام بخلع ملابسه لكى يشعل النيران فى نفسه إلا أن الأهالى منعوه بعد أن حضر من عمله بشرم الشيخ، وطلب من والده مفتاح المنزل الجديد إلا أن والده رفض قائلا له إن البيت الجديد بتاع أخوك مصطفى هيتزوج فيه، فنشبت مشادة كلامية بينهما وغادر المنزل، إلا أن والده طلب من ابن عمه عبد الوهاب إحضاره لتناول طعام العشاء معهم فى ليلة الحادث، وبعد العشاء خرج ليسهر مع أصحابه على المقهى، وبعد أن عاد حدث ما حدث.