لم يسلم القطاع الصحي في كوريا الشمالية من العقوبات الأمريكية المفروضة على اقتصاد البلاد بسبب برنامجها النووي حيث انتشرت تحذيرات من تفشي مرض السل بين الكوريين الشماليين. حافظ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على استراتيجية "أقصى ضغط" على كوريا الشمالية، بفرض عقوبات اقتصادية صارمة على البلاد بسبب برنامجها النووي، إلا أن العقوبات لم تؤثر على النظام الكوري الشمالي، لكنها أصبحت تهدد حياة المواطنين الكوريين أيضًا، حيث تسببت العقوبات في انسحاب منظمات إغاثة دولية من كوريا الشمالية، في ترك عشرات الآلاف من مرضى السل دون الدواء الذي يحتاجونه، وسط تحذيرات من أن يتحول الأمر إلى أزمة حادة إذا لم تتم معالجتها في وقت قريب، وفقا لخبراء الصحة المطلعين على الوضع في كوريا الشمالية، حيث تشهد البلاد نقص في أدوية مهمة. وأشارت مجلة "تايم" إلى أن هذا النقص يأتي بعد الرحيل المفاجئ للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، وهي منظمة دولية ساعدت كوريا الشمالية لعلاج 120 ألف مريض بالسل خلال العام الماضي. وقال الجراح "كي بارك" عضو برنامج الجراحة العالمية والتغيير الاجتماعي في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن الوضع خطير وأشارت مجلة "تايم" إلى أن هذا النقص يأتي بعد الرحيل المفاجئ للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، وهي منظمة دولية ساعدت كوريا الشمالية لعلاج 120 ألف مريض بالسل خلال العام الماضي. وقال الجراح "كي بارك" عضو برنامج الجراحة العالمية والتغيير الاجتماعي في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن الوضع خطير للغاية ومن المرجح أن يتفاقم بشكل كبير في السنوات المقبلة إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. وصرحت مؤسسة "يوجين بيل" غير الربحية ومقرها الولاياتالمتحدة والتي تعمل على الأرض لعلاج السل في كوريا الشمالية، أن الأزمة تتفاقم بفعل العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على برنامج بيونجيانج للأسلحة النووية. هل تحقق العقوبات الأمريكية على كوريا الشمالية أهدافها؟ تتمتع كوريا الشمالية بواحد من أعلى معدلات الإصابة بالسل في العالم، وهو مرض شديد العدوى يتسبب على الصعيد العالمي في أكثر من مليون وفاة كل عام. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تم الإبلاغ عن حوالي 107 ألف حالة إصابة بمرض السل في كوريا الشمالية في عام 2017، وما يزيد الطين بلة، فقد قدرت كوريا الشمالية أن 6-7% من سكانها المصابين بالسل لديهم مناعة للأدوية، تجعل العلاج أكثر صعوبة وكلفة. ونقلت المجلة الأمريكية عن "كي بارك" قوله إنه "نتيجة لخسارة منحة الصندوق العالمي المقدمة لكوريا الشمالية، نتوقع انخفاض القدرة على علاج مرضى السل المقاوم للأدوية بنسبة 50 إلى 75%"، وأضاف "نتيجة لذلك، نتوقع وفاة ما بين 155 إلى 210 ألف شخص آخرين سيموتون بسبب السل في غضون السنوات الخمس المقبلة". كوريا الشمالية تستغل «لينكد إن» للتهرب من العقوبات وأكد الجراح "لكي نكون واضحين، فهذه حالات وفاة جديدة، من المتوقع أن تضاف على معدلات الوفيات الحالية، إذا افترضنا أن علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة سوف يستمر عند المستويات الحالية". وعادة ما ينتج السل المقاوم للأدوية من المرضى الذين لا يتناولون الكمية المناسبة من الأدوية للشفاء بالكامل من المرض، أو عن طريق ملامسة شخص مصاب به بالفعل، وغالبا ما ينتشر بين السكان الذين تناولوا بعض أدوية السل، مثل المدن أو الأماكن الأخرى ذات التجمعات الأكثر ثراء نسبيا، أو الأقل ثراءً بما يكفي لدفع جزء من علاج السل. ويعتقد أن العاصمة الكورية الشمالية "بيونج يانج"، لديها معدلات إصابة مرتفعة بسلالة السل المقاوم للأدوية. وأعلن الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا في فبراير الماضي، أنه سينهي دعمه إلى كوريا الشمالية، ليوقف أكبر برنامج خارجي لتقديم المساعدة في مجال الصحة العامة في كوريا الشمالية، وذلك بسبب الافتقار إلى الشفافية وظروف العمل الصعبة، وأضاف أن مخزون أدوية السل يكفي لمدة عام وهو أطول من متوسط فترة العلاج، التي تستمر من ستة إلى تسعة أشهر، لكن القلق ينصب على ما سيحدث بعد ذلك، وكيف يمكن معالجة أي حالات جديدة إذا لم يتم سد هذه الفجوة. العنف الجنسي بكوريا الشمالية.. قصص من جمهررية الرعب وترى "التايم" أن المشكلة خطيرة للغاية حيت تمتلك كوريا الشمالية نظام صحي ضعيف للغاية، لن يصمد أمام أي تفشي للمرض، مما يؤدي إلى تدفق الكوريين الشماليين عبر حدود البلاد مع الصين، مما يجعل الوباء أكثر انتشارا، وأزمة إقليمية. وقال ستيفن لينتون رئيس مؤسسة "يوجين بيل"، إن كوريا الجنوبية تفتقر إلى الإحساس بمدى أهمية منح منظمات الإغاثة إعفاءات من العقوبات، حتى يتمكنوا من توفير الإمدادات لعلاج المرضى في كوريا الشمالية.