وزير قطاع الأعمال العام يتفقد مصانع النصر للسيارات في زيارة مفاجئة.. صور    لبنان: أيام وتنتهي المرحلة الأولى من حصر السلاح بيد الدولة    وزير الخارجية: إجماع روسي إفريقي على أهمية التحضير لقمة 2026 وخطة عمل حتى 2029    الأدلة الجنائية في غزة: التعرف على جثامين 101 شهيد من 345 سلمها الاحتلال    إحصائيات مثيرة لمباراة مصر وزيمبابوي قبل أمم أفريقيا 2025    رفع اسم علاء عبد الفتاح من قوائم الممنوعين من السفر    اكتشاف مقبرة ملكية غربي الأقصر ضمن قائمة أهم 10 اكتشافات أثرية بالعالم    السفير صلاح حليمة: المنتدى الوزارى الروسى الأفريقى آلية مهمة لتعزيز الشراكة قبل قمة 2026    تشيلسي ينجو من فخ نيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي    محافظ البحيرة: نعمل على إنهاء 52 مشروعا استثماريا بتكلفة 6 مليارات جنيه    8 أطفال شهداء لقمة العيش بحادث "أكتوبر".. إهمال الدولة يحوّل معصرة الفيوم إلى بيت عزاء جماعي    خسارة بلدية المحلة والمنصورة، نتائج مباريات اليوم السبت بدوري المحترفين    ناشئات يد الزمالك يهزمن الأهلي في بطولة دوري المرتبط 2008    المركز القومي يطلق مسابقة زكريا الحجاوي لدراسات الفنون الشعبية    أهالى البلد اتبرعوا بسيارة هدية فوزه بالمركز الأول عالميا فى حفظ القرآن.. فيديو    رئيس جامعة بنها يحيل طبيبين بالمستشفى الجامعى للتحقيق    وزير التعليم العالي يشهد حفل تخريج أول دفعة من خريجي جامعة المنصورة الجديدة الأهلية    وزير الرياضة يفتتح ملعب قانوني بمركز شباب البرشا بملوي    متحدث النيابة الإدارية: التصويت الإلكتروني للأندية الرياضية ضمانة قضائية للتعبير عن آراء الناخبين    صفاء أبو السعود تنعى سمية الألفي: صديقة عزيزة وراقية قدمت مسيرة فنية خالدة    وزيرتا التخطيط والتنمية المحلية ومحافظ الأقصر يتفقدون تطوير كورنيش ومناطق إسنا    مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع في جنوب كردفان    أمن الجيزة يلقي القبض على "راقص المطواة" بالبدرشين    وزير الصحة يتفقد مستشفى الخانكة للصحة النفسية ويوجه بسرعة الانتهاء من أعمال التطوير    وزير التعليم العالي: الجامعات الأهلية تحظى بدعم كبير من القيادة السياسية    خبير: إسرائيل حولت الهدنة إلى حرب صامتة ومخطط قوة الاستقرار تخدم أهدافها    محافظ أسوان يبحث توصيل الخدمات والمرافق ل40 مصنعا.. اعرف التفاصيل    «مصر للسياحة» تخطط لتطوير الفنادق التابعة والتوسع في تطبيقات التحول الرقمي    تعليم جنوب سيناء تعلن جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول لمرحلة الثانوية العامة صباحي ومسائي    النيابة الإدارية تواصل تلقى طلبات التعيين بوظيفة معاون نيابة إلكترونيا.. المواعيد    بعد إعلان ارتباطه رسميا.. هذا هو موعد زفاف أحمد العوضي    اتحاد الكرة يحتفي ب أيمن منصور: أسرع هدف فى تاريخ أمم أفريقيا مصري    محمد عنتر: الزمالك "اختياري المفضل" دائما على حساب الأهلي.. والأندية الشعبية في خطر    حقيقة فيديو تجاوز إحدى الرحلات الجوية طاقتها الاستيعابية من الركاب    رئيس هيئة التأمين الصحي في زيارة تفقدية لمبنى الطوارئ الجديد بمستشفى 6 أكتوبر    رئيس هيئة التأمين الصحى فى زيارة تفقدية لمبنى الطوارئ الجديد بمستشفى 6 أكتوبر    ظهر عاريا فى التسريبات.. بيل كلينتون فى مرمى نيران جيفرى إبستين.. صور    ضبط طن ونصف استربس دواجن وبسطرمة مجهولة المصدر بشبرا الخيمة    سحب 666 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    وزارة العمل: 664 محضرا خلال 10 أيام لمنشآت لم تلتزم بتطبيق الحد الأدنى للأجور    دار الإفتاء تعلن نتيجة رؤية هلال شهر رجب لعام 1447 هجريا بعد المغرب    الدفاع الروسية: تحرير بلدتي فيسوكويه في مقاطعة سومي وسفيتلويه بدونيتسك    مستشار الرئيس للصحة: الوضع الوبائي مستقر تمامًا ولا يوجد خطر داهم على أطفالنا    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : لعنة الله على تلك .. المسماة " ديمقراطية !?    السجن 17 سنة لعمران خان وزوجته في قضية فساد    محاكمة 37 متهما بخلية التجمع.. اليوم    قفزة قياسية متوقعة لأسعار الذهب في 2026.. وتراجع محتمل للنفط    إنبي في مواجهة خارج التوقعات أمام طلائع الجيش بكأس عاصمة مصر    البحوث الفلكية: نشهد غدا ظاهرة الانقلاب الشتوى وبعدها يبدأ النهار فى الازدياد    إزالة 10حالات تعد وبناء مخالف في الغربية    أوقاف الإسماعيلية تنظم مقارئ قرآنية للأئمة    أزهري يعلق علي مشاجرة الرجل الصعيدي مع سيدة المترو: أين هو احترام الكبير؟    مواقيت الصلاه اليوم السبت 20ديسمبر 2025 فى المنيا    الأنبا فيلوباتير يتفقد الاستعدادات النهائية لملتقى التوظيف بمقر جمعية الشبان    محمد معيط: روشتة صندوق النقد الدولي عادة لها آلام وآثار تمس بعض فئات المجتمع    القبض على إبراهيم سعيد لاعب كرة القدم السابق وطليقته داليا بدر بالقاهرة الجديدة    نائب وزير الخارجية يلتقي الممثل الخاص لسكرتير الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث    طائرات ومروحيات أمريكية تشن هجوما كبيرا على عشرات المواقع لداعش وسط سوريا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بمشاركة مصرية.. المؤتمر الوزاري العالمي المعني ب "السل" يبدأ أعماله بموسكو الخميس المقبل
نشر في صدى البلد يوم 12 - 11 - 2017

تنطلق يوم الخميس المقبل بمشاركة مصرية فاعليات المؤتمر الوزاري العالمي المعني بالسل، الذي تستضيفه العاصمة الروسية موسكو يومي 16 و17 نوفمبر الجاري، ويهدف إلى التعجيل بالجهود التي تبذلها الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية من أجل اتخاذ تدابير فعالة للقضاء على وباء السل عالميا في موعد أقصاه عام 2030، من خلال العمل المتعدد المجالات في مختلف القطاعات في إطار خطة أهداف التنمية المستدامة.
ويعد السل سببا من أهم 10 أسباب للوفاة في العالم. ففي عام 2015، أُصيب 10.4 مليون شخص بالسل، وتوفى 1.8 مليون شخص من جراء هذا المرض من بينهم 0.4 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشري. وتحدث نسبة تتجاوز 95% من الوفيات الناجمة عن السل في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وسوف يشارك في المؤتمر74 دولة من بينها مصر، إلى جانب وزراء الصحة ووزراء من قطاعات أخرى (مثل المالية والتنمية الاجتماعية والعدل) من بلدان من بينها البلدان ال 40 التي تتحمل عبء السل والسل المقاوِم للأدوية المتعددة؛ وقادة المنظمات التابعة للأمم المتحدة، ووكالات التنمية والهيئات الإقليمية؛ والمنظمات غير الحكومية، ومنها المنظمات العقائدية، وممثلو المجتمع المدني، والأشخاص المتضررون والمجتمعات المتضررة، علاوة على المؤسسات الأكاديمية والبحثية، والمؤسسات الخيرية، وكيانات القطاع الخاص.
ومن المقرر أن يوقَع في أثناء المؤتمر إعلان وزاري يتضمن التزامات جريئة قطعتها البلدان على نفسها في إطار التعجيل بالتحرك صوب القضاء على السل، وبلوغ الغايات المرحلية في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. ومن شأن ذلك أن يحيط الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بالسل المقرر عقده عام 2018 بالمعلومات اللازمة.
وأشار تقرير السل العالمي لعام 2017، إلى أن السل يسبب أيضا الوفاة المرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات، والقاتل الأول للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن الجهود العالمية لمكافحة السل أنقذت حوالي 53 مليون شخص. ولكن على الرغم من هذه الإنجازات كان السل هو القاتل المعدي الأكبر عام 2016.
وقد شدد الدكتور "تيدروس أدهانوم غيبريسوس" المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، على ضرورة وضع نهج عالمي وديناميكي متعدد القطاعات.
وأضاف غيبريسوس، أنه بالرغم من أن العالم ملتزم بإنهاء وباء السل بحلول عام 2030، إلا أن الجهود والاستثمارات في هذا القطاع لا تتطابق مع الخطاب السياسي.
وفي الوقت نفسه، حذر الدكتور "ماريو رافيلوني" مدير برنامج السل العالمي بالمنظمة، من الأمر ذاته.. وقال "إن أعداد الوفيات الهائلة الناجمة عن المرض تتحدث عن نفسها، نحن لا نسير بسرعة كافية.. لدينا الآن دلائل على وجود تأثير كبير لجهود الدول في تقديم الرعاية للمصابين بالسل، حيث نقدر أن 53 مليون شخص تم إنقاذهم منذ عام 2000، من بين هؤلاء أكثر من 3 ملايين عام 2016 وحده. هذا هو الخبر السار، ولكن على الرغم من هذا الإنجاز، فإن الصور الأخيرة تظل قاتمة إلى حد ما.
فمرض السل كان أكبر قاتل معد عام 2016، ويظل أيضا المسبب الأول للوفاة المرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات، وكذلك للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
وتابع رافيلوني أن هناك فرصتين كبيرتين لتحقيق مزيد من التقدم في القضاء على المرض. أولهما المؤتمر الوزاري العالمي لمنظمة الصحة العالمية للقضاء على السل في موسكو عام 2017، يليه أول اجتماع للجمعية العامة رفيع المستوى بشأن السل عام 2018.
وفي عام 2016، بلغ عدد حالات السل الجديدة 10.4 مليون حالة في العالم، كان عشرها بين المصابين بالإيدز. وشكلت 7 بلدان 64 % من إجمالي الإصابات، حيث تحملت الهند العبء الأكبر، ثم أندونيسيا والصين والفلبين وباكستان ونيجيريا وجنوب أفريقيا.
وفي نفس العام، أودى السل بحياة حوالي 1.7 مليون شخص، كان من بينهم ما يقرب من 400 ألف شخص مصابين بالإيدز.
والسل تسببه بكتيريا (البكتيريا المتفطرة السلية) تصيب الرئتين في أغلب الحالات. والسل مرض يمكن علاجه والوقاية منه. وينتقل السل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، فعندما يسعل مرضى السل الرئوي أو يعطسون أو يبصقون يدفعون بجراثيم السل إلى الهواء.
ويكفي أن يستنشق الشخص بضعا من هذه الجراثيم كي يصاب بالعدوى. وثلث سكان العالم تقريبا مصابون بالسل الكامن، أي أنهم حاملون لعدوى بكتيريا السل ولكنهم ليسوا (بعد) مرضى بالسل ولا يمكنهم نقل المرض. ويتعرض الأشخاص الحاملون لبكتيريا السل للإصابة بمرض السل على مدى حياتهم بنسبة 10%. بيد أن هذه النسبة تكون أكبر من ذلك بكثير في الأشخاص ذوي المناعة المنقوصة، مثل المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري أو الذين يعانون من سوء التغذية أو داء السكري أو يتعاطون التبغ.
وعندما يصاب شخص ما بالسل النشيط (المرض) قد تظل الأعراض (مثل السعال والحمى وإفراز العرق ليلا وفقدان الوزن) خفيفة طوال عدة أشهر. وقد يؤدي هذا إلى التأخر في التماس الرعاية ويترتب عليه انتقال البكتريا إلى الآخرين. ويمكن للمصابين بالسل النشيط أن يتسببوا في عدوى عدد يتراوح بين 10 أشخاص و15 شخصا آخرين عن طريق مخالطتهم عن قرب لمدة عام.
وفي غياب العلاج الصحيح، يتوفى 45% من الأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشري في المتوسط من جراء السل، ويتوفى جميع المصابين بالفيروس تقريبا. وغالبا ما يصيب السل البالغين في سنوات العمر التي تشهد ذروة إنتاجيتهم. بيد أن كل الفئات العمرية معرضة لخطره. وتحدث نسبة تتجاوز 95% من الحالات والوفيات في البلدان النامية.
وتبلغ احتمالات تعرض مرضى فيروس نقص المناعة البشري للإصابة بالسل النشيط ما بين 20 و30 ضعف احتمالات تعرض غيرهم للإصابة به. وتزيد احتمالات الإصابة بالسل النشيط أيضا بين الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية أخرى تؤدي إلى ضعف جهازهم المناعي.
وقد أصيب مليون طفل من الأطفال البالغين 0- 14عاما من العمر بالسل، وتوفى 170 ألف طفل من غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشري نتيجة لهذا المرض عام 2015. ويزيد تعاطي التبغ بدرجة كبيرة من خطر الإصابة بالسل والموت من جرائه. وتعزى نسبة تتجاوز 20% من حالات السل على الصعيد العالمي إلى التدخين.
وتتمثل الأعراض الشائعة للسل الرئوي النشيط في السعال مع البلغم والدم أحيانا وآلام الصدر والضعف وفقدان الوزن والحمى وإفراز العرق ليلا. وما زالت بلدان عديدة تعتمد في تشخيص السل على وسيلة تستخدم منذ عهد طويل وهي الفحص المجهري لعينة البلغم. ويتمثل ذلك في فحص تقنيي المختبرات المدربين لعينات البلغم تحت المجهر لتحري بكتيريا السل. بيد أن هذا الاختبار لا يكشف إلا عن نصف حالات السل ولا يمكنه الكشف عن مقاومة المرض للأدوية. وقد توسع استخدام الاختبار السريع (Xpert MTB/RIF) منذ عام 2010، عندما أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدامه.
ويكشف الاختبار عن السل وعن مقاومة الريفامبيسين، أهم أدوية السل، في الوقت نفسه. ويمكن إجراء التشخيص في غضون ساعتين، وتوصي المنظمة الآن باستخدامه كاختبار للتشخيص المبدئي في جميع الأشخاص المصابين بعلامات السل وأعراضه.
وهناك أكثر من 100 بلد يستخدم الاختبار بالفعل، وتم شراء 6.2 ملايين خرطوشة على صعيد العالم في عام 2015. أما تشخيص السل المقاوم للأدوية المتعددة والسل الشديد المقاومة للأدوية، وفيروس نقص المناعة البشري المرتبط بالسل، فقد يكون معقدا ومكلفا.
وفي عام 2016، أوصت المنظمة ب 4 اختبارات تشخيصية جديدة، وهي اختبار جزيئي سريع للكشف عن السل في المراكز الصحية الواقعة في الضواحي حيث يتعذر استخدام اختبار (Xpert MTB/RIF)، و3 اختبارات للكشف عن مقاومة أدوية الخط الأول والثاني من علاج السل. ويصعب تشخيص السل لدى الأطفال بصفة خاصة، ولا يتوافر عموما حتى الآن إلا اختبار (Xpert MTB/RIF) للمساعدة على تشخيص السل لدى الأطفال.
والسل مرض يمكن علاجه والشفاء منه. ويعالج السل النشيط الحساس للأدوية بدورة علاج موحدة تمتد ل 6 أشهر باستخدام 4 أدوية مضادة للميكروبات تقدم إلى المريض إلى جانب المعلومات والإشراف والدعم بمعرفة أحد العاملين الصحيين أو المتطوعين المدربين.
وفي غياب هذا الدعم قد يصبح الامتثال للعلاج صعبا وقد ينتشر المرض. والغالبية العظمى لحالات السل يمكن شفاؤها عندما يحصل المريض على الأدوية ويتناولها بالطريقة الصحيحة. وقد تم إنقاذ ما يقدر بنحو 53 مليون شخص في الفترة بين عامي 2000 و2016، عن طريق تشخيص السل وعلاجه.
وفي عام 2015، كان ثلث الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري على الأقل في العالم، مصابين بالعدوى ببكتريا السل. وتبلغ احتمالات إصابة الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري بالسل النشيط ما بين 20 و30 ضعف احتمالات تعرض غيرهم للإصابة به. ويشكل فيروس نقص المناعة البشري والسل توليفة قاتلة، حيث يسرع كل منهما من تطور الآخر. وفي عام 2015، توفى نحو 0.4 مليون شخص من جراء السل المرتبط بفيروس نقص المناعة البشري. وتعزى نسبة 35% تقريبا من وفيات المصابين بفيروس نقص المناعة البشري التي حدثت عام 2015 إلى السل.
وفي عام 2015، كان هناك ما يقدر بنحو 1.2 مليون حالة سل جديدة بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشري، وكان 71% منهم يعيش في أفريقيا. وتوصي منظمة الصحة العالمية بنهج يشمل 12 عنصرا للأنشطة التعاونية الخاصة بالسل وفيروس العوز المناعي البشري، بما في ذلك إجراءات للوقاية من العدوى والمرض وعلاجهما، من أجل الحد من الوفيات.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلي أنها تؤكد الحاجة الملحة للبحث والتطوير لمكافحة السل المقاوم للأدوية إلى جانب مسببات الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية التي حظيت بالأولوية مؤخرا.
وقد أشارت الدكتورة "مارجريت تشان" المديرة العامة السابقة للمنظمة، حيث تمثل البحوث المتعلقة بالسل المقاوم للأدوية أولوية قصوى للمنظمة والعالم أجمع، إلى أنه ينبغي الآن توفير أكثر من 800 مليون دولار أمريكي سنويا لتمويل البحوث التي تمس الحاجة إليها لاكتشاف مضادات حيوية جديدة لعلاج السل. وتتواصل أزمة الصحة العمومية المتعلقة بالسل المقاوم للأدوية المتعددة، فقد كان هناك ما يقدر بنحو580 ألف حالة إصابة وزهاء 250 ألف حالة وفاة ذات صلة عام 2015.
وفي فبراير الماضي، نشرت منظمة الصحة العالمية قائمة بمسببات المرض المقاومة للمضادات الحيوية التي تم إعطاؤها الأولوية مؤخرا باعتبارها تشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان.
وقال الدكتور "ماري بول كيني" المدير العام المساعد في المنظمة، إنه لم يتم إدراج المتفطرة السلية، وهي البكتيريا المسؤولة عن مرض السل البشري، ضمن عملية تحديد الأولويات حيث كان الهدف منها تحديد التهديدات الصحية التي لم تكن معروفة من قبل بسبب زيادة المقاومة للمضادات الحيوية. فهناك إجماع بالفعل على أن السل يمثل أولوية قصوى للبحث والتطوير لمضادات حيوية جديدة.
وتستخدم الأدوية المضادة للسل منذ عقود، وقد وثق وجود سلالات مقاومة لواحد أو أكثر من هذه الأدوية في جميع البلدان المشمولة بالمسح. وتنشأ مقاومة الأدوية عندما تستخدم الأدوية المضادة للسل على نحو غير ملائم، عن طريق الوصفات الطبية غير الصحيحة المحددة من قبل مقدمي الرعاية الصحية، أو الأدوية المتدنية الجودة، أو توقف المرضى عن تناول العلاج قبل الآوان.
والسل المقاوم للأدوية المتعددة هو شكل من أشكال السل تسببه بكتيريا مقاومة لا تستجيب للعلاج بالإيزونيازيد والريفامبيسين، وهما الدواءان الأشد فعالية من بين أدوية الخط الأول من علاج السل. ويمكن علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة وشفاؤه باستخدام أدوية الخط الثاني. بيد أن خيارات الخط الثاني من العلاج محدودة وتتطلب المعالجة الكيميائية الطويلة التي قد يستمر العلاج سنتين بأدوية مكلفة وسامة. وفي بعض الأحيان، قد تنشأ مقاومة أشد للأدوية.
فالسل الشديد المقاومة للأدوية هو شكل أشد وخامة من السل المقاوم للأدوية المتعددة، تسببه بكتيريا لا تستجيب للأدوية الأشد فعالية بين أدوية الخط الثاني من علاج السل، ما لا يدع للمرضى أي خيارات أخرى للعلاج في كثير من الأحيان.
وقد أصيب نحو 580 ألف شخص بالسل المقاوم للأدوية المتعددة في العالم عام 2015. وفضلا عن ذلك، نشأت مقاومة الريفامبيسين (أشد أدوية الخط الأول فعالية) لدى 100 ألف شخص تقريبا واحتاجوا إلى علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة.
ويقع عبء السل المقاوم للأدوية المتعددة في معظمه في 3 بلدان، وهي الهند والصين والاتحاد الروسي، التي تشهد معا نصف الحالات الموجودة في العالم تقريبا. وكانت نسبة 9.5% تقريبا من حالات السل المقاوم للأدوية المتعددة، تمثل حالات للسل الشديد المقاومة للأدوية عام 2015.
وعلى الصعيد العالمي، لا ينجح حاليا علاج إلا 52% من المرضى المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة و28% من المرضى المصابين بالسل الشديد المقاومة للأدوية. وفي عام 2016، اعتمدت المنظمة استعمال مقرر علاجي موحد قصير لمرضى السل المقاوم للأدوية المتعددة غير المصابين بالسلالات المقاومة لأدوية الخط الثاني من علاج السل. ويستغرق هذا المقرر العلاجي من 9 أشهر إلى 12 شهرا وهو أرخص بكثير من العلاج التقليدي للسل المقاوم للأدوية المتعددة الذي قد يستمر على مدى عامين.
ولكن المرضى المصابين بالسل الشديد المقاومة للأدوية أو المقاوم لأدوية الخط الثاني من علاج السل لا يمكنهم استعمال هذا المقرر العلاجي، وينبغي أن يخضعوا مدة أطول للمقررات العلاجية الخاصة بالسل المقاوم للأدوية المتعددة التي يمكن إضافة إليها أحد الأدوية الجديدة (بيدكيلين وديلامانيد). كما اعتمدت المنظمة اختبارا تشخيصيا سريعا عام 2016 لتحديد هؤلاء المرضى بسرعة.
وقد بدأ أكثر من 20 بلدا في أفريقيا وآسيا استعمال المقررات العلاجية القصيرة للسل المقاوم للأدوية المتعددة. وبحلول نهاية عام 2015، كان هناك 70 بلدا قد اعتمد البيداكيلين و39 بلدا اعتمد الديلامانيد، سعيا إلى تحسين فعالية المقررات العلاجية الخاصة بالسل المقاوم للأدوية المتعددة.
وتمثل "استراتيجية دحر السل" للمنظمة التي اعتمدتها جمعية الصحة العالمية في مايو 2014، مخططا لجميع البلدان للقضاء على وباء السل بالحد من الوفيات الناجمة عن السل وخفض معدلات الإصابة به والتخلص من التكاليف الكارثية الناتجة عنه. وتحدد الاستراتيجية الغايات العالمية المتعلقة بالأثر والمتمثلة في خفض معدل الوفيات الناجمة عن السل بنسبة 90 %، وخفض عدد الحالات الجديدة بنسبة 80 % في الفترة بين عامي 2015 و2030، وضمان عدم تحمل أي أسرة لتكاليف كارثية ناتجة عن السل.
ويعد القضاء على وباء السل بحلول عام 2030 من بين الغايات التي تنص عليها أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدت مؤخرا. وقد خطت المنظمة خطوة أخرى وحددت غاية لعام 2035 تنص على خفض الوفيات بنسبة 95% وخفض معدل الإصابة بالسل بنسبة 90%، لتحقيق المستويات الحالية الموجودة في البلدان ذات معدلات الإصابة بالسل المنخفضة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.