تعددت جهود الصين الرامية إلى مكافحة وباء الملاريا بزيمبابوي، فبفضل التركيبات الدوائية الصينية والأموال المقدمة من المانحين الصينيين، بدأت معدلات الوفيات ونسب الإصابة بالملاريا في الانخفاض، حيث أنه في السنوات الخمس الماضية انخفضت معدلات الوفاة ل 200 إلى 300 فرد من الملاريا سنويا. واكتشفت العالمة الصينية تو يويو، مادة الأرتيميسينين المعروفة باسم كينغاسو باللغة الصينية، ونالت جائزة نوبل عام 2015 في علم وظائف الأعضاء "فسيولوجي" والطب، لاكتشافها الدواء بمساعدة فريق عملها منذ أكثر من ثلاثة عقود، ويتم دمجه مع الأدوية الأخرى المضادة للملاريا للحد من مقاومة الطفيليات وتحسين حالة المرضى. ومنذ عام 2008، كان الخط الأول لمكافحة وعلاج الملاريا في زيمبابوي هى مادة الأرتيميسينين القائمة تركيبيا على مجموعة "ACT" أرتيميثير-اللوميفانترين، وحققت نسب شفاء عالية واستجابة جيدة للغاية. وأشار وزير الصحة ورعاية الطفل ديفيد باريرنياتوا، إلى أن هذا العقار سجل فاعلية عالية في علاج الملاريا في العديد من البلدان، وأنه من وجهة نظر سريرية كان فعالا للغاية في المناطق المقاومة للكلوروكين، الذي يستخدم للوقاية من الملاريا في المناطق التي لا يزال خطر الملاريا المنجلية المقاومة للكلوروكين فيها منخفضا. وأوضح مدير برنامج وحدة مكافحة الملاريا في وزارة الصحة ورعاية الطفل يوسف مبركوناشي، أن نظام العلاج بالأرتيميسينين يقوم على الجمع بين جميع الأدوية المقاومة للملاريا مجتمعة هو ما ساهم في نجاحه والحد من انتشار الملاريا، حيث أن طفيليات الملاريا تطور مقاومتها لبعض الأدوية التي تم استخدامها لفترة طويلة مثل الكلوروكين والكينين. ووجد الباحثون الذين حللوا عينات دم أخذت من 1241 مريضا بالملاريا في عشرة بلدان في قارتي آسيا وأفريقيا أن المقاومة لعقار أرتيميسينين الأكثر فاعلية في العالم منتشرة الآن على نطاق واسع في جنوب شرقي آسيا، غير أنهم لم يجدوا أي مقاومة في ثلاثة مواقع أفريقية شملتها الدراسة في كينيا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ولفت وزير الصحة، إلى أنه في دراسة لمراقبة فاعلية الدواء في الفترة من عام 2010 إلى 2013، تمت متابعة المرضى الذين تناولوا الدواء ولوحظ شفاء 97% من الحالات. وتستورد زيمبابوي 98% من الأدوية الخاصة بقطاع الصحة العامة بما في ذلك التمويل من الجهات المانحة للوصول بالأدوية إلى المرضى، وتعد مبادرة الولاياتالمتحدة الرئاسية للملاريا والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا هم أكبر المساهمين. وفي عام 2005، قدمت مبادرة الولاياتالمتحدة للملاريا مبلغ 1.2 مليار دولار أمريكي، ما ساهم في الإسراع بتعزيز التدخلات الوقائية والعلاج من الملاريا والحد من الوفيات الناجمة عنها بنسبة 50 % في 15 بلدا ذات العبء الثقيل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومنحت زيمبابوي 56 مليون دولار أمريكي بين عامي 2011 و2014.