على عكس المتوقع، شهدت أسعار النفط الأيام القليلة الماضية، انخفاضا هائلا، الأمر الذي قد يمثل فائدة لبعض الدول، في الوقت الذي تعاني فيه بعض الدول من هذا الانخفاض. خلال الأسابيع القليلة الماضية، توقع بعض الخبراء أن يصل سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل، إلا أن العكس هو ما حدث، حيث انخفض سعر البرميل من 86 دولار، إلى نحو 65 دولار، ويريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من السعودية ومنتجي النفط الآخرين عدم التدخل لوقف هذا الانخفاض، الذي يأتي في صالحه، ولم يكن ترامب الوحيد الذي يراقب سوق النفط الخام، حيث من بين أولئك الذين سيستفيدون بشكل أكبر من الأسعار المنخفضة، نظرائه في الصين والهند وتركيا، وبالنسبة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سيزيد طين اقتصادهم المضطرب بلة. روسيا تعد روسيا من أكبر مصدري النفط في العالم بانتاج يبلغ 5.5 مليون برميل في اليوم، ويعتبر انخفاض أسعار النفط نبأ سيئا بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أصبح هدفه في تسريع النمو لتعزيز مستويات المعيشة في خطر بالفعل. ولكن في حين يعتمد اقتصاد روسيا على تصدير النفط والغاز، إلا أن هذا الانخفاض روسيا تعد روسيا من أكبر مصدري النفط في العالم بانتاج يبلغ 5.5 مليون برميل في اليوم، ويعتبر انخفاض أسعار النفط نبأ سيئا بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أصبح هدفه في تسريع النمو لتعزيز مستويات المعيشة في خطر بالفعل. ولكن في حين يعتمد اقتصاد روسيا على تصدير النفط والغاز، إلا أن هذا الانخفاض ليس مثيرا للقلق كما كان في عام 2014، عندما تسبب في انهيار الروبل، فمنذ ذلك الحين استعدت روسيا لهذه اللحظة، حيث تستطيع الآن أن توازن ميزانيتها مع النفط بأقل من 50 دولارًا للبرميل. الصين بواردات تصل إلى 9.09 مليون برميل في اليوم، تعد الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، وبالتأكيد انخفاض الأسعار يثير فرحة الرئيس الصيني شي جين بينج. ويعتمد اقتصاد بكين القائم على الصادرات بشكل متزايد على الوقود المستورد، ففي أكتوبر الماضي، وصلت واردات الصين لرقم قياسي بلغ 9.65 مليون برميل من النفط يوميا، فبكين استوردت نحو 70% من إجمالي احتياجاتها من النفط الخام هذا العام. روسيا الفائز غير المتوقع بانقطاع النفط الإيراني إيران تصدر إيران 1.76 مليون برميل يوميا، وبعد فرض العقوبات الأمريكية على صناعة النفط الإيرانية، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن العقوبات عديمة الجدوى، لكن التراجع في أسعار النفط سيكون مؤلما للغاية بالنسبة لإيران. وانخفضت صادرات النفط من ثالث أكبر منتج في أوبك بنسبة 40% تقريبا منذ أبريل الماضي، أي قبل شهر من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015. لكن روحاني أكد أن وقف تصدير النفط الإيراني سيتسبب في مشاكل في العالم، محذرا هذا الأسبوع من ارتفاع الأسعار إلى 150 دولارا للبرميل، وهو ما يفسر منح ترامب إعفاءات لثلاثة من كبار الدول المشترية للنفط الإيراني، مما سمح لهم بشراء 860 ألف برميل في اليوم على الرغم من العقوبات. السعودية السعودية أكبر مصدر للنفط بنحو 7.53 مليون برميل في اليوم، ويمثل انخفاض الأسعار أزمة لولي العهد الذي ترتكز رؤيته الطموحة لتطوير اقتصاد المملكة على إيرادات النفط الخام. هل تفشل سياسة ترامب تجاه إيران دون دعم حلفاء أمريكا؟ ويدرك بن سلمان أن الطفرة الاقتصادية التي تسهم فيها أسعار النفط قد تقترب من نهايتها قريبا، فعلى الرغم من الدخل الهائل من النفط، إلا أن الموارد المالية للرياض في خطر، حيث تحتاج السعودية إلى وصول أسعار النفط إلى 83 دولارا للبرميل من أجل موازنة ميزانيتها. تركيا تستورد تركيا نحو نصف مليون برميل يوميا، ويأتي انهيار أسعار النفط في صالح جهود الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يسعى لانقاذ الاقتصاد التركي. وفي الوقت الذي تمتلك تركيا بعض أكثر حقول النفط وفرة في العالم، إلا أنها تستورد نحو 90% من نفطها، مما يجعل الطاقة أحد أسباب عجز الموازنة، لكن يتوقف درجة الاستفادة من انخفاض الأسعار على أداء الليرة التركية. أمريكا على الرغم من إنتاجها الهائل، حيث تعد أكبر منتج في العالم، تستورد أمريكا 6.38 مليون برميل في اليوم، ويمثل انخفاض الأسعار نعمة ونقمة في الوقت نفسه بالنسبة لواشنطن. هل يشعل التنقيب التركي عن الغاز الصراع في «المتوسط»؟ فمن ناحية، يساعد انخفاض أسعار النفط على احتواء التضخم وتحفيز الاستهلاك، وهو الجزء الأكبر من الاقتصاد، بالإضافة إلى الحد من تكاليف الشركات. ولكنها تمثل خطرا أيضا على منتجي النفط في الولاياتالمتحدة، حيث أدى انتعاش صناعة الطاقة وتخفيض الضرائب على الشركات إلى زيادة الاستثمار الذي كان يقود النمو الاقتصادي حتى وقت قريب، وقد تعاني بسبب انخفاض الأسعار.