«مباخدش فضلة خير حد»، كلمة قالها النجم الراحل أحمد زكي حينما عُرض عليه بطولة فيلم «البيه البواب» بعدما اعتذر عنه الزعيم عادل إمام، لكن أصدقاء زكي أقنعوه بخوض بطولة الفيلم، بعدما أخبروه أن الأمور لا تسير على هذا النحو، وذكروه بفيلم «الكيت كات» الذي اعتذر عنه، وقام ببطولته النجم محمود عبد العزيز، وحقق من خلاله نجاحا كبيرا، ولم يضع عبد العزيز في حساباته كلمة «فضلة خير». تبادل الأدوار بين نجوم الفن مسألة مُحرجة منذ زمن بعيد وليست حديثة العهد، ودائما ما توجد حساسية كبيرة في هذه المنطقة، لكن بعض النجوم لم يأخذوا المسألة بهذه الحساسية، لعل من أبرزهم محمود عبد العزيز، فبخلاف الموقف الذي ذكرناه بالأعلى، الساحر أيضًا وافق على شخصيته في فيلم «العار» بعد اعتذر النجم يحيى الفخراني بسبب ضعف الشخصية على الورق، لكن عبد العزيز استغل الدور وكان بمثابة نقلة كبيرة له في حياته الفنية، حتى إن الفخراني اعتذر بعد ذلك للكتاب محمود أبو زيد قائلاً «أنا كُنت حمار إني سيبت الدور دا». وتكرر الموقف بين النجمين ولكن ب"العكس"، فقد اعتذر محمود عبد العزيز عن شخصيته في فيلم «الذل» قبل التصوير بيوم واحد، ووافق عليها النجم يحيى الفخراني، بعدما كان يثق ثقة عمياء في اختيارات محمود وفي الثنائي محمود أبو زيد والمُخرج علي عبد الخالق. التلويح باستبدال بطل العمل حيلة المُخرجين للتلاعب النجوم، فمثلاً في فيلم «الكيف»، صمم محمود عبد العزيز على لعب شخصية «الطبيب»، التي قدمها يحيى الفخراني، وهنا أخبره عبد الخالق بأن عادل إمام وافق على لعب شخصية سائق التاكسي «مزاجنجي» (الدور الأصلي ل"عبد العزيز")، ما جعل الأخير يتراجع عن طلبه. نفس الحيلة استخدمها المخرج الكبير محمد خان، ليعاقب أحمد زكي، ونفس تهديده بالفعل ليسند بطولة فيلم «الحريف» لعادل إمام، أيضًا فيلم الإرهابي كان بطولة زكي وذهب لعادل إمام. وفي زمننا هذا توجد أعمال كانت من نصيب نجوم وذهبت لزملائهم، وبعض الفنانين يرحبون بالمشاركة ك"بديل" للاختيار الأصلي، وآخرون يرفضون أن تعرض عليهم "فضلة خير" غيرهم كما كان يقول أحمد زكي. أحمد عز وأمير كرارة في الممر مؤخرًا اعتذر الفنان أمير كرارة عن بطولة فيلم «الممر» للمُخرج شريف عرفة، وقال في لقاء تلفزيوني لاحق إنه تخوف من تكرار شخصية الضابط، والتي اختاره المُخرج شريف عرفة لتقديمها في "الممر". رشح بعد ذلك المُخرج شريف عرفة عِدة أسماء بديلة للنجم أمير كرارة، أبرزها النجم أحمد عز، لكن مصادر مُقربة وقتها من النجم قالت إنه رفض الفيلم لأنه عُرض على كرارة في البداية، وهو الأمر الذي أكدته الأيام، حيث لم يتم الاتفاق بين عرفة وعز. ليالي ياسمين صبري وأمينة خليل أمينة خليل وياسمين صبري أبناء نفس المرحلة، ودائمًا ما يتبادلان الأدوار، فللعام الثاني توافق الفنانة أمينة خليل على المشاركة في مسلسل كان من المقرر أن يكون بطولة ياسمين، وهو "ليالي أوجيني"، ولكن بحسب الشركة المنتجة تم استبعاد الأخيرة. الأمر نفسه فعلته من قبل ياسمين صبري في مسلسل "جراند أوتيل"، الذي تعاقدت مع الشركة المُنتجة له، ثم جاءتها فرصة البطولة في مسلسل الأسطورة، لتعتذر عن "جراند أوتيل"، الذي قبلته بعد ذلك أمينة خليل، وقد حققت من خلاله نجاحا وشهرة واسعة. أمينة خليل قالت في تصريحات صحفية إن قبولها الأدوار التي اعتذرت عنها ياسمين صبري، أمر لا يقلل منها ولا من موهبتها أو مكانتها الفنية، خاصة أنها أيضًا تعتذر عن أدوار عديدة وتذهب لنجمات أخريات، مرجعة عرض أدوار عليها وعلى ياسمين صبري لتشابهما في الشكل. 53 دقيقة من أحمد عز لأحمد فلوكس وافق العام الماضي الفنان أحمد عز على فيلم «53 دقيقة»، وصور جزءا من الفيلم لكنه اعتذر بعد ذلك لانشغاله بتصوير فيلمه «الخلية»، ليتعاقد المُخرج مازن سعيد مع الفنان أحمد فلوكس، الذي لم يرفض أن يكون بديلًا ل"عز". "فلوكس" في فيلم 53 دقيقة يلعب دور قائد السرب 46 مقاتلات، بالقوات الجوية المصرية، وهو المقدم مجدي كمال، الذي شارك في معركة المنصورة الشهيرة، التي دارت رحاها في عام 1973، وأصبحت ذكراها عيدًا للقوات الجوية، وقد تكبدت فيها الطائرات الإسرائيلية خسائر فادحة.. الفيلم يشرف على كتابته مجموعة مؤرخين 73، ومعهم المؤلف أحمد زايد، وإخراج مازن سعيد. أعمال كثيرة حققت نجاحا وكُتب لنجومها شُهرة كبيرة، لم تكُن تِلك الأعمال مكتوبة لهم في البداية ورُبما كان مُتعاقدا عليها نجوم آخرون وفي الأيام القادمة سنرى نجومًا حققوا نجاحات من خلال أعمال لم تكن لهم في البداية.