لا يختلف أي منا على أن شهر رمضان فرصة كبيرة لكثير من الأشياء، منها التقرب إلى الله وتغيير الإنسان لحياته والتخلص من أخطائه وتبديلها بعادات إيجابية أفضل بكثير، وذلك لأن الصوم يمنع الصائم من الكثير من الأخطاء والسلوكيات السيئة التي يعتاد عليها، لذلك هو فرصة لكل أم لتساعد طفلها على التخلص من سلوكيات سلبية كثيرة عند أطفالها، منها الكذب والغيرة وقضم الأظافر والسرقة، ولا يتوقف التغيير مع انتهاء الصيام، ولكن يجب أن يستمر لما بعد انتهاء الصوم، ومن العادات التي يمكنك تغييرها فى طفلك: أولًا: الكذب: الكذب من المشكلات التي يقع فيها الأطفال وتعاني منها الأمهات وتحاول التخلص منها، ويساعد شهر رمضان والصوم في التخلص من هذه المشكلة من خلال: 1- توجيه الطفل إلى أن الكذب من الأخطاء التي يغضب منها الله، ويعاقب عليها عقابا شديدا، ولا يحب أن يفعلها الصائم الذي يحاول أن يقبل منه الصوم، وبالتالي يجب أن نبتعد عنها. 2- تشجيع الطفل على قول الصدق ومكافأته عليه حتى يترك الكذب، ويتجه إلى الصدق الذي يجعله يحصل على المكافآت. 3- شجعي طفلك على قول الصدق إن أخطأ، وإن أمكن يمكن إعفاؤه من العقاب عند قول الصدق واعترافه بالخطأ، ويساعده ذلك على الابتعاد عن الكذب، فقد يكون السبب في كذب الطفل هو خوفه من العقاب. 4- عندما يعد الوالدان الطفل بشيء ولا ينفذانه يعتبرهما الطفل كاذبين ويقولان شيئا ولا ينفذانه، فيتعلم الكذب، لذلك عليهما أن ينفذا كل ما يقدمان للطفل من وعود، وأخيرًا اعلمي أن «الضرب مش حل».. فهناك أسباب لكذب طفلك اعرفيها من هنا. ثانيًا: الغيرة: تعد الغيرة من المشاعر السلبية التي تؤثر على الطفل كثيرا في سلوكه ويمكن استغلال صوم الطفل للتخلص من هذه المشكلة من خلال: 1- توجيه الطفل إلى أن الصوم يكون أفضل عندما يكون الصائم محبا للآخرين ويساعدهم ويتمنى لهم الخير، لا أن يضايقهم أو يتمنى لهم أشياء سيئة، فشهر الصيام شهر للخير وحب الخير والآخرين. 2- عندما تصدر عن الطفل تصرفات جيدة لا يظهر فيها الغيرة تجاه طفل آخر، يجب أن يتم مكافأتها وأن يعرف الطفل أنه يكافأ على حبه للطفل الآخر. 3- المساواة في معاملة الأطفال وعدم تفضيل أحدهما على الآخر، مما يقلل -لدى الطفل- من مشاعر الغيرة تجاه إخوته وأيضا يجب الابتعاد عن مقارنة الطفل بالآخرين، فقدرات كل طفل وطريقة تفكيره تختلف عن أي طفل آخر والمقارنة في هذه الحالة تكون ظالمة، وهناك 6 أسباب للغيرة عند طفلك اعرفيها من هنا. ثالثًا: قضم الأظافر: إن قضم الأظافر من العادات السيئة والتي تدل على التوتر والقلق عند الطفل، وسوف يستفيد الطفل كثيرا من الصوم للتخلص من هذه العادة، من خلال: 1- توجيه الطفل إلى أنه لا يجوز أن يضع أظافره في فمه فى أثناء الصيام، لأنه يفسده، وبالتالي يقضي الطفل فترات طويلة من اليوم دون وضع أظافره في فمه ويبدأ فى التعود على ترك هذه العادة. 2- تدريب الطفل على طرق تمكنه من الاسترخاء والهدوء، مما يقلل لديه التوتر الذي يسبب قضمه لأظافره وعندما يقل لديه هذا التوتر والقلق يختفي هذا السلوك. 3- معاملة الطفل بشكل يتسم بالود والحب والدفء الذي يمكنه من التخلص من الخوف والقلق أو العصبية التي تسبب له قضم الأظافر، وبالتالي يجب الابتعاد عن الأساليب العنيفة والقاسية مع الطفل. رابعًا: السرقة: تعد من السلوكيات التي نرفض وجودها لدى أطفالنا، وننزعج كثيرا منها، وفى أثناء شهر رمضان يمكنك مساعدة طفلك على التخلص منها، من خلال: 1- توجيه الطفل إلى أن الصيام ينهى عن القيام بالسلوك السيئ وينهى عن إيذاء الغير وممتلكاته، وبالتالي لا يجب أن تأخذ ممتلكات الآخرين دون معرفتهم حتى يقبل الصيام. 2- على الوالدين أن يقوما بتقوية علاقة صداقة مع الطفل ومعاملته بشكل جيد، مما يساعد الطفل على أن يكون صريحا مع الوالدين ويطلب منهما ما يريد دون اللجوء إلى السرقة. 3- يجب أن يشعر الطفل بالأمان ويشجع على الاعتراف بما قام به من خطأ وأن يعتذر عن هذا الخطأ، وتوضيح للطفل مدى الضرر الذي ينتج عن هذا السلوك الخاطئ للآخرين. 4- يجب أن ننمي لدى الطفل احترام الملكية، أي أن هذه اللعبة لأخي ولا يمكن الحصول عليها دون معرفته، وأن هذه اللعبة الأخرى لي ويمكن أن ألعب بها وقتما أشاء، مما يساعد الطفل على احترام ممتلكات الآخرين، و«لو ابنك بيسرق».. تعرفي على أسباب وأنواع السرقة و4 حلول. هذا الشهر الكريم فرصة كبيرة للاستبدال بالعادات السيئة أخرى جيدة، وهذا لا يطبق فقط على الأطفال الصغار، إنما الكبار أيضا، لتحسين عاداتهم والخروج من هذا الشهر بمكاسب كبيرة إلى جانب الصوم.