صايم ولا زي كل سنة، الدعابة نسمعها ونقولها للآخرين كثيرًا في رمضان الكريم، ونجيب عنها بدعابة أخرى أو بضيق من هذا السؤال المعتاد الذي يتكرر كثيرًا، ولكن نرى فرحة الطفل عندما يجيب لأول مرة أنا صمت اليوم كله لحد المغرب، فكيف نعد أطفالنا لفرحة مثل فرحة صيام أول يوم كامل في رمضان؟ يستفيد أطفالنا من الصوم كما نستفيد تمامًا ويساعدهم على تعلم العديد من الأشياء الإيجابية كما يساعدهم على التخلص من أشياء سلبية، ومن الأشياء التي نرغب أن يتعلمها الطفل في صغره ومنها: 1- أن يتعلم الطفل منذ صغره أن يراقب جميع أفعاله حتى لا يفسد صومه، وبالتالي يفهم فكرة مراقبة الله له في جميع ما يفعل سواء في رمضان أو غير رمضان. 2- كما يتعلم الطفل الصبر في المواقف المختلفة كما حدث في أثناء الصيام وصبره على الجوع والعطش مما يساعده على الصبر في المواقف الأخرى ويصبح إنسانا قويا يتحمل ما يمر به من ظروف وقليل الشكوى. 3- يساعد الصوم الطفل أيضًا على تعلم النظام في حياته اليومية، فالصائم في رمضان يفطر بميعاد وينام بميعاد ويصوم بميعاد وينتظر حتى يحين موعد ما يريد القيام به. 4- يشجع الطفل على الامتناع عن السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها حتى يكون صومه صحيحًا ومقبولا، وبالتالي يمكن في هذا الوقت أن يتعلم بدلا منها تصرفات أخرى إيجابية أفضل منها، معلومات هنا عن صيام الحامل في رمضان. اختلف الكثيرون حول بداية صيام الطفل، فهناك من يرى أن الطفل يبدأ الصوم مع الصلاة في سن 7 سنوات، وهناك من يرى أنه يبدأ مع البلوغ، وهناك من يرى أن يبدأ عندما يستطيع صيام 3 أيام متتالية دون مشكلة. من الصعب أن يقوم الطفل بعمل شيء لا يعرف عنه المعلومات التي تشجعه على القيام به، وهناك معلومات يجب أن يعرفها الطفل عن الصيام عند بداية تدريبه عليه ومنها: 1- يجب أن يعرف الطفل معنى الصيام، أي أنه ليس مجرد الامتناع عن الأكل والشرب وأن يعرف الحكمة منه وأن الله يكافئه على الصيام بالمغفرة ويسامحه على الأخطاء التي يقوم بها، فالطفل تقل عزيمته بعد فترة قليلة إذاعرف فقط أنه يجب الصيام دون أن يفهم. 2- يجب أن يعرف الطفل آداب الصيام حتى يتمكن من الصوم بشكل صحيح والتعود عليه وتجنب الأخطاء التي يقع فيها الآخرون في أثناء الصيام، مثل عدم الإسراف في تناول الأطعمة والمشروبات وغيرها من الآداب. 3- أن يعرف الطفل ضرورة امتناعه عن التصرفات الخاطئة مثل الكذب والغش أو ضرب وإيذاء الآخرين في أثناء الصيام حتى يقبل منه، وبالتالي تكون خطوة لتغيير هذا السلوك. 4- أن يعرف الطفل ما العادات المرغوبة في أثناء الصيام مثل الدعاء ومساعدة الآخرين وتقديم الطعام للمحتاج وغيرها من أفعال الخير، فهو فرصة لتبديل أخطائه بالتصرفات الصحيحة. تعلم الطفل وتعوده للصيام أمر ليس سهلا على الإطلاق ويحتاج الطفل للتدريب عليه، وتوجد عدة طرق تمكنك من مساعدة طفلك على تعود الصيام منها: 1- أن يتعود الطفل على الصيام بالتدريج فترة يصوم فيها حتى الظهر ثم يفطر وفترة أخرى حتى العصر ثم يفطر، فعندما يعتاد عليها دون تعب، يبدأ في الصيام حتى المغرب مثل الكبار. 2- يمكن تشجيع الطفل عندما ينتقل من مرحلة في الصيام إلى أخرى مثل انتقاله إلى الصيام حتى العصر وثم إلى المغرب من خلال مدحه أو إحضار مكافأة عند إتمام صيام عدد من الأيام تشجعه على استمرار بذل الجهد وتحمل الصيام حتى المغرب. 3- يمكن أيضًا السماح للطفل بالاشتراك في اختيار الطعام الذي يريده كإفطار لليوم الذي استطاع فيه الصيام مما يشجعه على الاستمرار في الصيام. 4- يمكن أيضا تشجيع الطفل من خلال تقديم قدوة محببة للطفل تصوم أيضا مما يشجعه على تقليدها والاستمرار في الصوم، وتقدمين له نفسك أو والده قدوة من خلال الالتزام بالصيام وآدابه ومشاركته في المواقف المختلفة في أثناء الصوم. 5- يجب تذكير الطفل من وقت لآخر بأهمية الصوم والأجر العظيم الذي يحصل عليه عند الصوم مما يشجعه على الاستمرار في الصيام وبذل مزيد من الجهد لتحمل صعوبته، ولتجديد حماسه من وقت لآخر. الصوم من العبادات التي يحتاج الطفل إلى التدريب عليها حتى يتمكن من تحملها ولا يستطيع إتمامها من أول مرة، وبمساعدتنا له يستطيع أن يفرح برمضان أكثر من قبل ويصبع العيد ورمضان ذات معنى بالنسبة له.