طفلك الصغير ينتظر حلول شهر رمضان ليبدأ أولى محاولاته للصيام لإثبات قدرته على تحمل الجوع والعطش مثل باقى أفراد الأسرة سواء لطول اليوم أو لجزء منه مقلدين بذلك آباءهم وإخوتهم الأكبر سنا وعليك أن تساعديه على خوض هذه التجربة حتى يعتاد الصيام فى الكبر بعد ذلك. يبدأ اعتياد الأطفال على الصيام فى سن الخامسة بأن يصوم لساعات قليلة ثم يزيد الأمر تدريجيا مع التقدم فى السن ليصل إلى ما بعد الظهر ثم إلى العصر حتى يستطيع الصمود إلى المغرب. الصيام وإن كان غير مفروض على الصغار قبل سن البلوغ إلا أن الاعتياد عليه يجب أن يتم فى سن مبكرة حتى لا يشق عليه بعد ذلك، لذا يجب على الأهل أمر أبنائهم بالصيام فى السن الصغيرة كل حسب استطاعته. وتختلف القدرة على تحمل الجوع والعطش من طفل لآخر وفقا لسنه وقدراته الجسمانية وفصل السنة الذى يأتى فيه الصيام، ولا يجوز الاصرار على صوم الأطفال الذين يعانون ضعف أجسامهم أو المصابين ببعض الأمراض التى يشق معها الصوم مثل مرض السكر. الصوم تدريجيا: سن العاشرة هى الأنسب حتى يعتاد طفلك على الصيام دون مشقة وهناك عدة طرق لمساعدته فى الاعتياد على الصيام وهى تأخير وجبة الإفطار العادية إلى الساعة الثانية عشرة ظهرا ثم يتناول غذاءه وقت الإفطار مع باقى الأسرة عند المغرب وبذلك يكون قد صام من ست إلى سبع ساعات. أو يصوم بداية من السحور إلى أذان الظهر (نحو سبع ساعات أيضا) لمدة الأيام العشرة الأولى من الشهر ثم يصوم من السحور حتى العصر (نحو عشر ساعات) فى الأيام العشرة التالية ثم يصوم يوما كاملا فى الأسبوع الأخير. نصائح لصوم الصغير: عدم السماح للطفل بالصيام إذا لم يتناول سحوره مع الحرص على تأخير ميعاد السحور والتعجيل بالإفطار. كذلك يجب عدم احتساب وجبة العشاء على أنها وجبة السحور حتى يستطيع المقاومة وحتى لا تطول فترة الامتناع عن الشراب والطعام لتصل لنحو عشرين ساعة مما يسبب إجهاده وتعرض جسمه للجفاف ونقص مستوى السكر بالدم مما يعرضه لمشكلات صحية كثيرة. عدم السماح للأطفال أقل من عشر سنوات بصوم الشهر كله فيجب التدرج معهم ليعتادوا أداء الفريضة كاملة بعد ذلك. بعض الأطفال أقل من عشر سنوات يصومون كنوع من تقليد باقى أفراد الأسرة لذا يجب توجيه الطفل بأن نساعده على الصيام لجزء من اليوم وأيام من الشهر. فيمكن مثلا أن يصوم من الفجر حتى الظهر أولا ثم حتى العصر إلى أن نصل به إلى المغرب. أو يتناول إفطاره متأخرا خاصة فى فصل الصيف ويبقى صائما إلى المغرب. تتفاوت قدرة الأطفال على الصوم من نفس الفئة العمرية وفقا للتباين الجسمانى والحالة الصحية والفصل الذى يقع فيه شهر الصوم فالبرد القارس يزيد من الإحساس بالجوع والحر الشديد يزيد من الإحساس بالعطش ويصيب الجسم بالجفاف. كذلك يصاب الأطفال بالاجهاد إذا جاء شهر الصوم أثناء العام الدراسى وأيام الامتحانات. الانتباه لانخفاض السكر فى الدم مثل ارتجاف الأطراف وفقدان الوعى بما حوله مما يتطلب إفطاره بسرعة حتى لا يؤثر الصيام على صحته. كذلك إذا ما أصيب بالجفاف يجب أن يتناول كمية كبيرة من المشروبات. وجبة السحور يجب أن تكون غنية بالنشويات التى تمد الجسم بالطاقة والنشاط أثناء النهار وتحافظ على معدل السكر ثابتا فى الدم لحماية الطفل من الإصابة بالصداع والإرهاق. إلى جانب ضرورة تناول الزبادى واللبن والإقلال من الدهون والحلويات حتى لا يشعر بالعطش مع الصيام. عدم إعطاء الطفل وجبة كاملة دفعة واحدة وأن يكون الإفطار غنيا بالبروتينات والفواكه والخضراوات مع الحرص على تناول العصائر وشرب كمية كبيرة من الماء بين الإفطار والسحور. الإقلاع عن الأنشطة البدنية العنيفة كالجرى ولعب الكرة حتى لا يزداد إحساسه بالجوع والعطش وحتى لا يفقد جسمه سعراته الحرارية مع شغل وقته بألعاب التسلية التى تعتمد على المجهود الذهنى وليس العضلى. مكافأته حين يستطيع الصيام ولو لساعات قليلة وإشعاره بأنك تفخرين به وبمحاولاته حتى لا يتعرض لسخرية أقرانه وإخوانه الأكبر سنا. إظهار الفرحة والسرور بحلول شهر رمضان وعدم التذمر بالتعب من الصيام ومشقته فأنت القدوة له. عدم وضع الحلويات والأطعمة المفضلة له أمام عينيه قبل الإفطار حتى لا تضعف عزيمته. التغذية المثالية لطفلك فى شهر رمضان: وجبة الافطار: التمر - شوربة عدس أو خضار- صنف بروتين - أرز أو مكرونة أو نصف رغيف بين الإفطار والسحور - عصير الفواكه - قطعة حلويات شرقية - أرز باللبن أو مهلبية السحور: سلطة خضراء - بيض أو جبن أى نوع - لبن - نصف رغيف خبز - كوب عصير - ملعقة عسل - ماذا يتعلم الطفل من الصيام؟ يتعلم معنى الإخلاص لله ومراقبته له فى أفعاله يقوى من إرادة الطفل ويجعله أكثر قدرة على التحكم فى نفسه يتعلم النظام واحترام الوقت ودقة المواعيد يتعلم الصبر ويتخلص من الأنانية يترقى شعوره فيشعر بالجوع والعطش اللذين يعانى منهما الفقراء الأمانة والصدق ومراقبة الذات يتعلم منهج الثواب والعقاب