جدل بين رجال الدين حول إفطار المرضعة والحامل ووجوب القضاء

حددت الشريعة الإسلامية، ومقاصد الشرع الحنيف، الفئات المستثناة من الصيام فى شهر رمضان المبارك، كالمريض والمسافر، غير أن الشريعة الإسلامية أقرت بأحقية بعض الحالات التى يتسبب صيامها في إيذاء من أى نوع أن تفطر.
إلا أن الساعات الماضية، دخل عدد من رجال الدين فى سجال وخلاف حول مشروعية إفطار الحامل والمرضعة، وهل عليهما قضاء أم لا؟
الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أكد أن الحامل والمرضع يجوز لهما أن تفطرا في رمضان، وأنهما غير مكلفتين أساسا بالصيام، مؤكدا خلال حلقة له ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، أن بعض الآراء الفقهية، رأت أن الحامل والمرضع ليس عليهما قضاء بعد رمضان إن أفطرتا فيه، ومن أصحاب هذا القول عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر.
وسجلت فتوى الشيخ خالد الجندى، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، بشأن إفطار المرضعة والحامل لشهر رمضان، دون قضاء، خلافا لدى عدد من علماء الأزهر، فأكدت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، فى تصريحات خاصة ل"التحرير"، أنه بالنسبة للحامل والمرضع يباح لهما الفطر ولكن هل خوفا على نفسها أم خوفا على ولدها ، فإن كان خوفا على نفسها يباح لها الفطر وعليها القضاء، أما إن كان خوفا على ولدها يباح لها الفطر وعليها القضاء وعلى زوجها الكفارة، وهو إطعام عن كل يوم مسكين، لأنه هو المسؤول عن الإنفاق عليه وفي كلتا الحالتين عليها القضاء.
ومن جانبها أضافت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الحامل والمرضع تأخذان حكم المريض المزمن أو كبير السن الذى لا يقوى على الصيام، ذلك لأن المرأة تقضي نصف عمرها تقريبا بين حمل وولادة وإرضاع وحيض ونفاس وإلزامها بقضاء صوم أيام حملها وإرضاعها إن أفطرت، والتى عادة ما تستغرق شهر رمضان كله أو معظمه، وتعدد الشهور وتراكم أيام القضاء سنة بعد سنة فيتعذر قضاؤها.
وأوضحت إلهام شاهين ل"التحرير" أن (الحامل أو المرضع) الشارع حكما خاصا في الصيام ليسقط عنها القضاء والاكتفاء بالفدية، رحمة بها وبجنينها وأطفالها وتيسيرا عليها وجبرا لخاطرها، وهذا ما نرتضيه من المذاهب الواردة فيهما.
وتابعت: اختلف العلماء فى أمر صيام الحامل والمرضع في شهر رمضان والأكثرون على إلحاقهما بالمريض إن خافتا على نفسيهما من الصيام فتفطران وتقضيان، أما إن خافتا على الرضيع والجنين فتفطران وتقضيان وتفديان (أي تدفعان الفدية)، والراجح الذي تدعمه الأدلة الصحيحة أن الحامل والمرضع إن أفطرتا لزمتهما الفدية فقط دون القضاء، والفدية إطعام مسكين عن كل يوم.