حوار: خالد وربي ومحمد فتحي تصوير: هاني شمشون كشف الدكتور ثروت الزيني رئيس اتحاد منتجى الدواجن عن حقيقة حقن الدواجن بالهرمونات واستيراد دواجن أمريكية وبريطانية مهندسة وراثيا، كما أكد أننا لسنا بحاجة إلى الكميات الضخمة من الدواجن البرازيلية التي استوردتها الحكومة من الخارج خاصة مع اقترب انتهاء صلاحيتها ويتم إعادة تغليفها بتواريخ صلاحية جديدة؛ لإعادة بيعها مرة أخرى للمواطنين على أنها دواجن بلدية ومحلية من خلال الغش التجاري، كما أكد الزيني في حواره ل«التحرير» فشل الحكومة في إدارة أزمة انتشار مرض إنفلونزا الطيور في مصر مما ساهم في توطن المرض في مصر وإلى نص الحوار: حدثنا عن الوضع الداجنى فى مصر قبل عام 2006 وتحديدا قبل انتشار إنفلونزا الطيور في البلاد؟ في مشهد قبل 2006 وتحديدًا قبل 6 فبراير 2006 قبل إعلان أول حالة إصابة بمرض أنفلونزا الطيور في مصر، كان وضع المشهد الداجني في مصر متعادلا، بالإضافة إلى اكتمال كل حلقات الصناعة من جدود وأمهات تسمين ومصانع أعلاف كان هناك اكتفاء ذاتي بنسبة تصل إلى 100%، وكنا نصدر لأكثر من 11 دولة إفريقيه وآسيوية، وهذا يعكس ازدهار صناعة الدواجن والتى بدأت في عهد السادات بعد رفع شعار الأمن الغذائي وبعدها دخل القطاع الخاص في الاستثمار في مجال الدواجن بنسبة 100% ما هي أسباب عدم القضاء على إنفلونزا الطيور حتى الآن رغم القضاء على المرض في دول مثل العراق مثلا؟ في عام 2006، لم تكن لدينا أى خطة أو تصور واضح لعلاج أزمة انتشار أنفلونزا الطيور، ولكن كانت هناك دول مجاورة مثل فلسطينوالعراق وإسرائيل، كان لديها خطة جيدة، وهى حجز كميات كبيرة من اللقاحات فى دول المنشأ المنتجة لهذه اللقاحات، وقاموا باستخدامها، وساعدتهم على التخلص من هذا المرض، ولكن مصر كان لديها خطه فشلت واتجهت إلى خطة أخرى بديلة، فشلت أيضًا، ثم اتجهت إلى خطة بديلة أخرى فشلت إلى أن أصبح المرض منتشرًا داخل مصر، وذلك لعدم وجود رؤية لمواجهة هذا المرض، لافتًا إلى عدم انضباط السلوكيات فى مصر، وانتشار المدن الداجنة وكثرة تربية الدواجن فى البيوت والتى وصلت نسبتها إلى 90% وأصبحت الدواجن مصدر دخل كبير جدًا لمختلف البيوت فى مصر، كما أنها تساعد على توفير فرص عمل كبيرة جدًا لبعض الشباب وتنتهى بربات البيوت لتصبح الدواجن مصدر دخل كبير فى قطاع الريف. ما رأيك في صفقة الدواجن البرازيلية التى أغرقت السوق المصري رغم اقتراب انتهاء مدة صلاحيتها؟ أنا مش ضد الاستيراد ولكن إذا وجدت فجوة تستدعى الاستيراد من الخارج علينا أن نستورد، ولكن موضوع الاستيراد خطير جدًا لأنه يساعد على عدم الحفاظ على ثروتنا الداجنة، ولأول مره فى تاريخ مصر المواطنون يشاهدون الدواجن على الأرصفة كما شاهدناها فى الأيام القليلة الماضية، مما جعل الخوف يحاصر المواطنين، لافتًا إلى أن الاستيراد تم إدارته بطريقة غير مدروسة من جانب الحكومة التي أغرقت السوق بهذه الدواجن، مما تسبب فى خسارة الدولة أكثر من 3.5 مليار جنيه، وأثرت بالسلب على الثروة الداجنة فى مصر، وقام أصحاب النفوس الضعيفة بتغيير الغلاف وتزوير تاريخ الصلاحية ويتم توريدها على أساس أنها منتج محلي وليس مستوردا. هل لها تأثير صحى على المواطنين؟ مقدرش أقول إن لها أضرار صحية حاليًا، ولكن بعد انتهاء الصلاحية تعتبر ضارة، ولكن كما أشرت بالسابق فإن أصحاب النفوس الضعيفة يستخدمونها للتربح السريع، لافتًا إلى أن تداول الدواجن بالصورة الموجودة في الشارع حاليًا غير صحى وغير آمن. ما هو حجم الاستثمارات في قطاع الدواجن؟ حجم الاستثمارات تجاوز 65 مليار جنيه هي إجمالى الاستثمارت فى هذا القطاع، كما أن إنتاجنا من بيض المائدة تجاوز 14.5 مليار بيضة، بالإضافة إلى إنتاجنا من بيض التسمين مليارًا و380 مليون دجاجة، كما ننتج 14.5 مليون أم من قطاع الأمهات، و42 مليون دجاجة من قطاع دجاج البيض، وهذا يعد إنتاجا ضخما جدًا وبنسبة كبيرة فى مصر. كيف نكتشف الدواجن المهرمنة؟ دا كلام مغلوط أولًا مفيش حاجة اسمها هرمونات ولكن هناك هندسة وراثية، وهناك علم يطبق حاليًا هو علم الهندسة الوراثية يطبق على الدواجن التى نستوردها من الخارج. من له الحق أن يستخدم الهندسة الوراثية؟ للأسف الدول العظمي فقط هم من يستخدمونها لأن العمل الوراثي بيحتاج إلى تكلفة عالية جدًا، وهناك دول خصصت 35% من دخلها للأبحاث فقط، لأنها تحتاج إلى فكر وتكنولوجيا عالية جدًا، لافتًا إلى أننا فى مصر نطبقها فقط ولا نستخدمها ولانستطيع أن نمتلكها لأنها موجودة فى أمريكا فقط، وأردف قائلًا "إحنا مجرد مستورد بناخد الطريقة فقط". هل الهندسة الوراثية لها تأثير صحى فى المستقبل؟ ممكن يكون صح وممكن يكون غلط وأكبر مثال أن الأمريكان بياكلوا دواجن منذ سنة 70 حتى الآن ولم يصابوا بأي أمراض، بل بالعكس الدواجن تستهلك عندهم أسبوعيًا نسبة 70% وهى الأكثر استخدامًا عن اللحوم لأنها بها تطوير وراثي وأبحاث وينفق فيها أرقام فلكية. ما هى أغلب جدود الدواجن التى نستوردها؟ أغلب الجدود التى نستوردها جدود أمريكية وإنجليزية، وبدأ الأمريكان يستحوذون على الجدود فى مختلف انحاء العالم للحفاظ على الثروة الداجنة ويصبحوا المتحكمين فى الثروة الداجنة على مستوى العالم. حدثنا عن دور معهد البحوث للهندسة الوراثية التابع لوزارة الزراعة؟ موجود لدينا اسم فقط ولكن يحتاج إلى تطورات كبيرة وخطوات عديدة أولها الأبحاث لأنك إذا أردت أن تكون دولة متقدمة فيجب الاهتمام بالبحث العلمى وأتمنى أن الدولة تدعم وترعى البحوث الزراعية وتطور السلالات وتحسينها وتصديرها للدول الأخرى كما كانت مصر فى السابق. كيف نساند المنتج المحلى؟ هناك ثلاثة شروط إذا توافرت نجح المنتج المحلى فى مصر، أولًا لا بد أن تتوافر إرادة الدولة فى صناعة الدواجن، ثانيًا التشريع، لأن الدواجن 100% قطاع خاص ولا يوجد أى نوع من أنواع الدعم أو خامات مدعومة مقدمة للمربين، وكذلك وجود خطة جادة وعمل جدول زمنى للتخلص من أنفلونزا الطيور فى مصر، والدولة لو اتخذت هذه الخطوات وأنتجتها لارتفعت نسبة تصنيع الدواجن فى مصر. البعض يستخدم حبوب منع الحمل لتسمين الدواجن ما هي أضرارها؟ قولاً واحدًا لا يوجد هرمونات فى مصر حتى الآن، ولكن هناك نوع واحد من الممكن استخدامه وهى حبوب منع الحمل ولكنها اقتصاديًا غير فعالة لأنها مكلفة جدًا جدًا فليس من المعقول أن أستخدم هرمونات تتسبب فى الخسارة لا المكسب. انتشرت مؤخرًا كتاكيت ملونة بالسوق المصري كيف دخلت الأسواق وما هى أضرارها؟ هناك نوعان من الكتاكيت فى الأسواق المصرية، هناك كتاكيت بطبيعتها ملونة وذلك لاختلاط الجيانات الوراثية، وهناك كتاكيت يتم تلوينها عن طريق "الإسبريه" وهذا يعد تدليسا وغشا تجاريا ويعاقب عليه القانون فى مصر. ما هى الكميات التى استوردتها الدولة من الدواجن البرازيلية؟ الدولة قامت باستيراد 225 ألف طن دواجن برازيلية، كلفت الدولة نحو 400 مليون دولار، ليصل سعر الكليو الواحد إلى 27 جنيها بدون نقل أو تخزين، وأن الدواجن المطروحة حاليا داخل الأسواق المصرية سعر الكيلو فيها وصل إلى 12.5 جنيه. ما هى الخسائر التي تكبدتها الحكومة نتيجة هذه الصفقة؟ الدولة خسرت فرق التكلفة نحو 3 مليارات و600 مليون جنيه؛ نتيجة بيعها بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية، نظرًا لاستراد الدولة كميات كبيرة وغير مطلوبة داخل مصر ودون دراسة جدية للسوق. حدثنا عن حجم الإنتاج المحلي؟ ننتج سنويا مليارًا و380 مليون دجاجة، مما يمثل 95% من الاكتفاء الذاتى فى مصر والفجوة تقدر بنسبة 5%،ويصل سعر الطن الواحد للدواجن المستوردة إلى 1600 دولار للطن. ما هي الكميات المطلوب استيرادها من الخارج؟ الكميات المطلوب استيرادها من الخارج سنويا يجب أن تقسم على مدار العام، "ماينفعش الدولة تستورد كميات كبيرة بهذا الحجم رغم أن احتياجاتنا فى 3 أشهر لا تزيد على 10 أو 15 ألف طن فقط". ما هي أسباب انتشار الدواجن البرازيلية داخل الأسواق المصرية؟ سوء التنظيم وعدم التنسيق واتباع سياسة الجزر المنعزلة داخل الحكومة هى السبب لانتشار الدواجن البرازيلية، فالأوطان لا تبنى بالاستيراد ولكن تبنى بالإنتاج.